خبر الشارع في انتظار المعارضة-هآرتس

الساعة 10:05 ص|25 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: ان الشارع ينتظر معارضة مقاتلة لا تغلق الباب على نفسها بل تخرج الى احتجاجات جماهيرية ضد الحكومة. ان من لا يثنيه استخدام اي اسلوب مهما كان مثيرا للاشمئزاز ربما ينجح في الكنيست في تجنيد أغلبية ولكنه لن ينجح في تحقيق اغلبية لدى الشعب - المصدر).

 

أول أمس واثناء افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، عدد المراسلون البرلمانيون العقبات التي يجب على الائتلاف حضورها من أجل تحقيق مبادراتها. لا يبدو أنها ستكون عالية جدا. لقد أصبح واضحا للجميع انه منذ شهور طويلة ورئيس الحكومة يركز كل خطواته وسياساته نحو هدف واحد: الدفاع عن نفسه في وجه التحقيق، وربما ايضا الحصول على جائزة اسرائيل لزوجته عن نشاطها والتي ستحصل عليها في ظل البهجة التي تجتاح وزيرة الثقافة. ما لم نعرفه بوضوح هو ان اعضاء الكنيست سيتحولون الى قطيع من الاغنام الخانعة، المؤمنون بان مصيرهم الشخصي مرتبط برباط لا ينفصل بمصير رئيس الحكومة. يجب عدم الاستخفاف بهذا الانجاز: رئيس الائتلاف الذي نجح في ايصال كل اعضائه الى وضع من العبودية الشاملة، من خلال التهديد بتصفية سياسية لكل من ينبس ببنت شفة ولو بتعليق بسيط – يحتاج الى مؤهلات خاصة.

ثقافة العبودية هذه لم تكن لتقوم لولا انه قام من المقاعد الخلفية لليكود دافيد بيتان وميكي زوهر ويوآف كيش ودافيد امسالم وقالوا لانفسهم: « ما الذي يمنعنا من تجنيد غالبية في الكنيست لكل مشاريع القرار التي وضعت في المخازن حتى وقت قدومنا؟ » كلهم فهموا: لقد حان الوقت حيث كل شيء مسموح.

والعقبات؟ هي ليست في الحقيقة عقبات. وسائل الاعلام تنتقد؟ سنجري مناقشات مع الجمهور في شبكات التواصل الاجتماعي، يقول لنفسه رئيس الحكومة؛ المحكمة تمنع قوانين غير

دستورية؟ إذن سنضع فقرة تغلب في القانون الاساسي؛ رئيس الحكومة يخضع للتحقيق؟ لهذا سنحبط ذلك، حتى لو كان التحقيق في ذروته.

هذا ليس فقط بيتان وجماعته. ايضا وزيرة العدل آييلت شكيد تتجرأ أكثر على خلفية مناخ « الكل مسموح ». قادة الائتلاف سيعرضوا عليها تأييد كل قانون تريده – مثلا، اجبار كل محامي اجتياز برنامج تعليمي بإسم « اليهودية تسبق الديمقراطية » – وبشرط أن تدعم « القانون الفرنسي »، الذي يمنع التحقيق مع رئيس الحكومة الذي يشغل منصبه. هكذا تسير الامور. وماذا مع موشيه كحلون؟ ايضا لهذا يوجد حل: لن نعطيه شيئا وسنفشل كل مبادراته. يريد انتخابات؟ ليس هنالك مشكلة، ولكن قبل ذلك سنمرر القانون الفرنسي.

اذا كانت« اسرائيل اليوم » قد حاولت دفع ضريبة كلامية محدودة من أجل الظهور بمظهر رسمي في الايام الاولى للمحرر الرئيس بوعز بسموت – فانها الان قد رجعت للعمل بصورة مكشوفة لدى نتنياهو. الصحيفة تشن حملة علنية ضد شرطة اسرائيل – يوميا، بدون توقف، حملة غير مخفية. ان كل شيء مباح.

في وضع كهذا يخوض يئير لبيد وآفي غباي الحرب السابقة. الامة لن تنقسم على خلفية مسألة الاستيطان. كلاهما زعماء المعارضة وعليهم الاستعداد لحرب دفاع عن الكنيست من مسحها من قبل المملكة. عليهم ادارة معارضة مقاتلة تنهك السلطة.

المعارضة لا يجب ألا تغلق على نفسها الكنيست. يجب عليها أن تكون جزء من احتجاج جماهيري كبير. معظم الجمهور يريد ديمقراطية قوية، وليس من هو على شاكلة دافيد بيتان في قيادة الدولة ورئيس حكومة يهرب من القانون.

ان مؤيدي اليمين المشروطين يمكن لحملة كهذه أن تجرفهم. لامبالي اليسار والمركز بالتأكيد. لقد كان للاحتجاج الاجتماعي في 2011 مبررا اقل من قبل الجمهور الاسرائيلي اقل من الموجود حاليا. أنا أتفق انه يجب أن يكون لاحتجاج كهذا طابع قومي – اسرائيلي، ولكن هدفها يجب أن يكون هو الاثبات على أن من لا يشمئز من شيء ربما يحصل على غالبية في الكنيست – ولكن لا يحصل على غالبية لدى الشعب.

كلمات دلالية