خبر صناعة الشقاق -هآرتس

الساعة 09:45 ص|25 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

صناعة الشقاق -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس على منصة الكنيست، في افتتاح الدولة الشتوية، وهزأ بلا خجل بالمعارضة والاعلام، فيما كان يدحرج عينيه نحو السماء ويتساءل ما الذي يريده منه منتقدوه.

 

« هناك كلمة دارجة اخرى في قاموسه: الشقاق »، قال نتنياهو، « كل هذا »شقاق« . الرد على انباء كاذبة في وسائل الاعلام – هذا شقاق؟ الشكوى من التسريبات المغرضة، غير القانونية،

 

هذا شقاق؟ انتقاد صفقة اشكالية لمستشار سياسي بالملايين على حساب دافع الضرائب، هذا شقاق؟ هذا مس بسلطة القانون؟ بالديمقراطية؟ ».

 

ولكن ادعاء نتنياهو بالبراءة لا يتنافس إلا مع ازدواجيته الاخلاقية. الشقاق هو افتتاح الدورة الشتوية للكنيست. ووصف المعارضة والاعلام بـ « المخللين »؛ الشقاق هو التحذير في يوم الانتخابات من 20 في المئة من مواطني دولة اسرائيل ممن يحققون حقهم في الانتخاب، فقط لانهم عرب؛ الشقاق هو الخطابة في شارع ديزنغوف بعد العملية والحديث عن « دولة داخل دولة »، بدلا من القول للمواطنين العرب إنهم جزء منا؛ الشقاق هو التصدير لوسائل الاعلام ردود فعل تحدد الصحافيين كأعداء الدولة؛ الشقاق هو الملاحقة منفلتة العقال لجمعيات حقوق الانسان واستهدافها كـ « خونة »؛ الشقاق هو اطلاق اصبع الاتهام نحو محكمة العدل العليا، والانفلات عليها حين تلغي قانونا سن عن وعي وهو غير دستوري؛ الشقاق هو الشروع في حملة تحريض منسقة ضد المفتش العام والمستشار القانوني للحكومة حين لا يكونا بالاجمال إلا مؤديين لمهامهما؛ الشقاق هو تشجيع خطاب سياسي يوجد فيه « اعداء داخليين » و« خونة » ويشكك بولاء المواطنين، الجنود والقادة في الجيش الاسرائيلي؛ الشقاق هو جعل طالبي اللجوء من افريقيا اعداء الجمهور وموبئة يجب انقاذ سكان جنوب لبنان منها في ظل اشعال اوار الكراهية والعنصرية ضد الاجانب.

 

لقد شكل خطاب رئيس الدولة رؤوبين ريفلين بأثر رجعي ردا ممتازا على تساؤلات رئيس الوزراء مدعية البراءة. فقد وصف ريفلين الهجمات على المعارضة، المحكمة العليا، شرطة اسرائيل، قادة الجيش الاسرائيلي ووسائل الاعلام بالضبط كما هي: « محاولة متواصلة لاضعاف حماة حمى الديمقراطية الاسرائيلية ». كما قوض ريفلين الاتهام الذي يقول إن المعارضة لا تثور إلا لأنها ليست في الحكم، وليس بسبب الاضرار المقصود بمنظومة التوازنات والكوابح في النظام الديمقراطي في اسرائيل. « للحكومة، للمشرعين، لكم، الحق والواجب لاجراء تغييرات عامة، احيانا دراماتيكية. ولكن، يا سادتي، ما علاقة هذا والمس بشرعية المؤسسات نفسها؟ ». هكذا قال لنتنياهو ووزرائه بشجاعة، من يحمل وحده ما تبقى من الرسمية الاسرائيلية.

 

كلمات دلالية