خبر غموض مهدد .. يديعوت

الساعة 12:27 م|19 ديسمبر 2008

بقلم: اليكس فيشمان

على وقف التهدئة اعلن أمس الناطق العسكري بلسان حماس. ليس الناطقون الرسميون لحكومة هنية. هؤلاء، في هذه الاثناء، يصمتون. في جهاز الامن اجروا أمس بحثا دقيقا عن الاعلان الرسمي، الشامل والذي يلزم قيادة حماس بوقف التهدئة – فلم يجدوا.

حماس تواصل الحفاظ على الغموض. هكذا مريح لها. الابقاء على كل الخيارات مفتوحة. اذا كان تدهور الوضع يخدم مصلحتها الفورية – فانها ستفتح النار حتى دون اعلان.

الاعلان الرسمي عن وقف التهدئة يخلق توقعات – ولا سيما لدى الجمهور الفلسطيني – باطلاق 200 قسام صباح اليوم والاحتدام الفوري للمواجهة. إذن لماذا لا تتعهد. حماس لا تعتزم، صحيح حتى اليوم، الايفاء بهذه التوقعات، وعليه فلا يوجد اعلان رسمي ومشكوك ايضا ان يصدر مثل هذا الاعلان. بيان الناطق العسكري هو نوع من التهديد، تصريح النوايا. وهذا يكفي.

وبينما يطورون لدى حماس مفهوم "الغموض" عندنا يطورون مفهوم "الاحتواء". احتواء المواجهة في قطاع غزة، وعدم السماح لها بالتدهور الى خارج حدود القطاع. وصحيح حتى يوم امس – لم تتغير السياسة الاسرائيلية حيال قطاع غزة. يواصلون التصرف وكأن التهدئة مستمرة.

وبالتوازي، توضع على طاولة وزير الدفاع "درجات رد الفعل" التي اعدت في الجيش لاوضاع التهديد المختلفة التي يمكن لحماس ان تخلقها. الجهاد اطلقت اول أمس 25 قساما؟ طائرتان حربيتان ارسلتا لمهاجمة مقر عقاري لحماس. كمية النار التي ستندلع هي التي ستملي كمية المياه التي ستسكب.

وزير الدفاع ورئيس الاركان لا يسارعان الى المعركة. ولكنهما مستعدان اليوم – ربما بسبب الضغط الجماهيري الذي تغذيه حماس ايضا – لاخذ مزيد من المخاطر. فكل قصف من شأنه أن ينتهي باصابة الهدف غير الصحيح، اصابة مدنيين ابرياء وما شابه.  لا توجد عمليات "جراحية"، "نظيفة"، حين يكون مليون ونصف مواطن يتجولون بين القصف، حتى لو كان هذا القصف مليء بالعقل. الامور يمكن ان تخرج عن السيطرة .

كما أن ما يحصل اليوم ايضا ليس تصعيدا مخطط له – مع اقتراب نهاية التهدئة. وحتى في اسرائيل يعترفون بان كل الانفجارات في الاسابيع الاخيرة هي نتيجة خطوة عسكرية اسرائيلية: تلك الضربة للنفق والتي في اعقابها سخنت الجبهة، قتل عشرون فلسطينيا، الامر الذي جر وراءه نشاطا اقتحاميا للمظليين، وبعد ذلك قتلت مروحية بالخطأ طفلين وهلمجرا.

هل كان ينبغي لاسرائيل أن تهاجم ذات النفق – في ضوء الاخطارات؟ الجواب هو نعم. هل كان ينبغي لاسرائيل أن تهاجم اولئك المخربين الذين يقتربون من الجدار كي يزرعوا العبوات؟ الجواب هو نعم. ولكن ينبغي الاخذ بالحسبان بان النشاط المخطط ايضا في ضوء اوضاع محتملة من التصعيد – من شأنه ان ينتهي بفقدان السيطرة.

حماس تحافظ على "الغموض" وتنتظر ان يطلب المصريون منها مواصلة التهدئة مقابل فتح المعابر، او على الاقل معبر رفح. كي يكون في يدها انجازا ما للشعب الفلسطيني. ولكن المصريين لشدة ذكائهم – يلعبون دور صعب المنال. فهم لن يستجدوا. تريدون أن تصطدموا مع الاسرائيليين؟ تفضلوا.