خبر ليست هناك حكومة في القدس .. معاريف

الساعة 12:25 م|19 ديسمبر 2008

بقلم: بن كاسبيت

ليس هناك من لا يريد الوصول للانتخابات بسرعة. ولكن الجيش الاسرائيلي هو الاكثر رغبة من بينهم جميعا. في قيادة هيئة الاركان يقومون باحصاء الايام يوما بيوم. اقل من شهرين بقي، اياما فظيعة يقول فيها المرشحون للجمهور امام مكبرات الصوت شيئا ويقولون لرئيس هيئة الاركان وضباطه داخل الغرف المغلقة شيئا اخر مغايرا تماما. هذا التضليل، يمكن ان ينزلق للواقع مؤديا الى انفجار. الاساس الذي يسعون نحوه هو الحصول على مقعد او اثنين اضافيين. اوساط الجيش تقول انه "لا توجد حكومة في القدس". ليس هناك من يفكر بهدوء ويحلل بعمق وليس هناك من يقرر. رئيس الوزراء الحالي يفتقد للاعتبارات الانتخابية، ولكنه ليس غير ذي صلة تماما. الاستنتاج: الشخص الراشد الذي يتحلى بالمسؤولية في هذه اللحظة هو الجيش. ما هذا الوضع الذي وصلنا اليه؟.

المداولات الامنية تجري تحت ستار سميك من السرية. رئيس هيئة الاركان يطالب بتوقيع كل المشاركين في المداولات الحساسة بدون استثناء، على استمارات سرية مفصلة ويحصل على مراده. كل عبارة يقولها تتسرب للخارج يمكن لها حسب اعتقاده ان تزعزع التوازنات وان تجر الحكومة داخلا او خارجا. كل مقولة يمكن ان تفسر كانحراف بالنظر نحو السياسة. جابي اشكنازي لا يوجه نظره نحو السياسة. فليس هناك مكان يوجه نظره اليه. عامان من شغل المنصب وثلاث سنوات تبريدية فاصلة قبل ذلك.كل ما يريده هو وضع كل الامكانيات والخيارات امام صناع القرار، وكل الخطط المتاحة والغير متاحة. بجانب كل خطة توجد تسعيرة للثمن المترتب وما عليهم الا ان يقرروا.

ولكنهم لا يقررون، لان ما يرونه هناك في داخل الغرفة يختلف في مضمونه عما يرونه هنا امام جمهور الناخبين. من السهل على تسبي لفني مثلا ان تطلب ردا في غزة عن كل اطلاق لصاروخ قسام. عندما تكون داخل الغرفة تسمع انه لا يوجد شيء كهذا لان ضرب غزة يجر هجمات صاروخية مكثفة على الجنوب الامر الذي يضطر الجيش الى تصعيد رده وهكذا سجتذب في اخر المطاف لداخل غزة في العمق. وعندئذ ما الذي ستؤول اليه مباحثات لفني السياسية مع الفلسطينيين؟.

في محيط رئيس هيئة الاركان يؤكدون: سنسمع ونفعل. كل شيء على الطاولة. الجيش يستطيع احتلال غزة. وبامكانه ان يفعل ذلك بسرعة كبيرة نسبيا الا ان ذلك يكلف عدة مئات من القتلى وسيؤدي الى انهيار المباحثات السياسية وربما انهيار ابو مازن. هذا سيسقط على الجنوب بما فيه عسقلان وما بعد عسقلان مئات الصواريخ بوتيرة "حزبلاوية" ولمدة من الزمن. ومن يعرف فربما ينضم حزب الله لهذا المهرجان. اماكن مثل اسدود وكفار عزة وتجمعات سكانية اخرى ستصبح خاوية. عسقلان ستصبح مدينة مذعورة  واسدود في اثرها. اسرائيل ستضطر للرد بشدة كبيرة وفي مرحلة ما ستسقط قذيفة على مدرسة فلسطينية وتنشر الصور في كل ارجاء العالم فتصبح مكانة اسرائيل الدولية التي لم تكن مستقرة اكثر مما هي عليه الان في الحضيض. ومرة اخرى ستصبح مسؤولية المجاري والدواء والغذاء لمليون وربع غزي تحت مسؤوليتنا رغم ان احدا منهم لا يحبنا. والامر الاسوء: انت تعرف اين تدخل وكيف ولكن من الذي يعرف كيف يخرج. ليست هناك الية للخروج ولمن ستعطى مفاتيح غزة؟. عمر سليمان؟ هو سيقهق ضاحكا. نحن الذين سنعلق هناك غير متمكنين من الابتلاع او التقوء، فقط يمكننا ان ننزف مع جنود قتلى يسقطون في كل اسبوع لنزحف في اخر المطاف هائمين على وجوهنا نحو الخارج.

هذه كانت سيناريوهات الرعب. من الناحية الاخرى وهناك ناحية اخرى، الوضع الحالي هو وضع لا يطاق . اسرائيل تتنازل عن سيادتها، وتفرط بمواطنيها وارواحهم. هذا هو الوضع وليس سواه. في اخر المطاف سنضطر للقيام بالعمل. ليس هناك احد ما يقوم بالمهمة. على هذا النحو او ذاك . صواريخ احمد الجعبري لن تصدأ مثلما لم تصدأ كاتيوشا نصرالله. هناك دائما امور اضطرارية ونحن دائما امام معركة انتخابية او بعد انتخابية . او ان الانتخابات ستنظم في امريكا او ربما مؤتمر للسلام او ازمة اقتصادية او مباحثات سياسية، وعلى الدوام لن يكون الوقت ملائما لان البورصة ارتفعت او هبطت في تلك اللحظة بالضبط. في هذه الاثناء ينفلت التفريط والاستباحة وتزداد قوة حماس والسياسييون خائفون من اتخاذ القرار. في اخر المطاف وعندما سيضطر احد الى اتخاذه سيكون هذا القرار باهظا بدرجة اكبر.

من الناحية الاخرى، وضع اسرائيل اكثر راحة اليوم مما كان عليه قبل عدة سنوات. في الجبهة المقابلة تنتصب قوة مركزية واحدة: ايران. اتباعها حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب. بقية العالم العربي خائفة ومذعورة. دول الخليج، السعودية، الاردن، المغرب، تونس. لبنان ممزق بين القطبين وسوريا في حالة انتظار. الجميع يختبئون من وزراء ظهر اسرائيل العريض وينظرون نحو الغرب بعيدا بعيدا الى شخصية براك اوباما المقتربة. هم ينتظرون منا ان نقوم بالمهمة، على الاقل في الوقت الحالي.يشجعوننا على تحطيم راس حماس والقضاء على قادتها. ومنع الذرة الايرانية . احدى الرسائل التي وصلت الى القدس تضمنت ايضا قائمة اسماء "موصى بها" للاغتيال بقيادة حماس في غزة. العرب في حالة فزع واليهود؟ هم في حالة تنكر وحيرة. وفي ذروة المعركة الانتخابية.

تسيبي لفني اتصلت هذا الاسبوع بدافير بار حتى تشكره. فمن هو بار هذا؟ هو مختص بالدعاية والعلاقات العامة في شركة الانتاج "سحب الاعلام" . لماذا تشكره؟ لانه هو الذي وقف وراء اغنية "لفني بوي" وهي اغنية عاطفية على اسلوب الهب – هوب التي توزع نفسها عبر الانترنت ومن خلال ذلك تحولت الى نشيد مميز لحملة لفني. هذه الاغنية كانت الرد الاسرائيلي على "اوباما غيرل" وهي تعبر عن المساعي العامة في حاشية لفني للسير على موجة التغيير واستنساخ حملة اوباما وجلبها الى اسرائيل. احد اتباع لفني ارسل بريدا الكترونيا لاصحاب الفيلم الاصلي وطلب ربط المرشح مع الشاب الذي يحبها جدا. الجانبان اقسما ان شيئا لم يكن مخططا وان كل شيء كان عفويا تلقائيا. وبكلمات اخرى يد اراد وادلر ليست مدسوسة هنا. في اخر المطاف جرت مكالمة هاتفية واتضح ان الامر يتعلق بمجموعة اختصاصية تنتمي لشركة انتاج معروفة بادرت بتاليف الاغنية كتبت الكلمات والموسيقى (شاب اسمه حين هو المسؤول عن ذلك) وكل ما تبقى هو تاريخ.

ولكن لفني تحتاج الى التعاون وليس فقط الى الاغاني. من جهة تقول لفني في المحادثات الخاصة ان شاؤل مفاز هو رجل صعب ومن الناحية الاخرى ليس من الممكن اتهامه. الوضع صعب عليه. اربع محادثات على انفراد جرت بينهما في الاونة الاخيرة وهو ما زال يتجول غاضبا لا هنا ولا هناك وقسماته تعبر عن الشعور بالمهانة المزمنة او انه متخاصم مع العالم كله. احدهم قال له على ما يبدو ان هذا يبدو جيدا وانه سيقنع الجمهور بهذه الطريقة انه جدير بمنصب رئيس الوزراء.

ولكن شيئا ما قد حدث في هذا الاسبوع. صفقات مفاز في الانتخابات الاولية التمهيدية في كاديما لم تمر. كما ان صفقات عوفر عيني انهارت (موقع روني بار اون يبرهن على ذلك) اتضح لمفاز انه لا يمتلك ولن يمتلك ثلث الكتلة حتى ينشق عنها. حتى روحاما بليلا، كالعادة ستسير في اخر المطاف لمن يقدم لها الصفقة الافضل. لن يكون امام مفاز مفر وسيضطر لاغلاق انفه والعمل مع لفني. هومقيد بها الان. "الامر انتهى بالامس"، تقول لفني عن صراع مفاز ضدها، "انتهى هذا الامر اخيرا وليست هناك امكانية، وفي حزب العمل يعلمون ان كاديما لن ينشق بعد الانتخابات ليس هناك امر كهذا". على هذا المحور المتبلور مع داليا ايتسك تسير لفني وتراهن. فجأة اصبح كل شيء مفتوحا. الفجوة في الاستطلاعات تتقلص. الانتخابات في كاديما مرت بصورة طبيعية والقائمة على ما يرام، سلود كن في مكان جيد، شلومو مولا دخل من دون موقع مخصص (بينما يقومون في الليكود بصرف مرشحهم الاثيوبي وابعاده) التوازن بين اليمين واليسار بقي على حاله، بيلسكي ونحمان شاي في الداخل. لم يكن بامكان لفني ان تحصل على شيء افضل من ذلك، ايضا لانه لا يوجد امر كهذا في كاديما. هذا ما يوجد. هي برهنت عن وجود اظافر لديها ووضعت حاجز امام اغلبية الصفقات ودفعت باتباعها للامام (سلود كن، بيلسكي، شاي وغيرهم).

من الناحية الاخرى ربما توجد لديها اظافر زيادة عن اللزوم ، مئير شتريت مثلا دخل الى مكانة مرتفعة بقواه الذاتية ضد كل الصفقات، ولكنه فوجىء عندما اكتشف ان لفني تسجل قرار التوجه نحو اسلوب الانتخابات المحوسبة في رصيدها. هو الذي كان قد تحمل المسؤولية واعلم وزراء كاديما ان بامكانهم ان يحملوه المسؤولية ان فشل الامر. وهو الذي لاحظ قبل الانتخابات بيومين انه لا يوجد استيعاب في الحواسيب في المناطق العربية والدرزية في الشمال، ونظم لقاءات سريعة بين مسؤولي الحزب وخبراء ووزراء الداخلية وحل كل المشاكل وطمأن المدير العام موشيه شاحوري. شتريت يشعر بالاسف لان لفني لم تكلف نفسها عناء مساعدته مع البروفيسور مناحيم بن ساسون الذي ظهر في مرتبة منخفضة في القائمة.

وعموما كل طريقة الانتخابات التمهيدية هذه لا تمت للديمقراطية بصلة. هي تؤدي فقط الى نشوء الصفقات وصراعات القوة ومظاهر مقرفة مقززة. من لا يمتلك العلاقات والصلات، ليس له مكان في الكنيست في اخر المطاف. الجميع تقريبا من العمل مرورا بالليكود وانتهاءا بكاديما يتحدثون في الغرف المغلقة عن الحاجة للعودة الى اللجنة التنظيمية الحزبية.

كما ان علاقات لفني مع ايهود اولمرت ترتقي. في الاسبوع القريب سيجريان محادثة شخصية مطولة . اولمرت ادرك انه لن يصنع السلام ولكنه يريد ممن يأتون بعده ان يفعلوا ذلك. الان يوجه جل جهوده نحو جلعاد شاليت. هذا هو احد الاسباب التي كانت وراء التعتيم التام على كافة المداولات لهذه القضية. اولمرت يحلم بعودة شاليت الى البيت في اواخر عهده الامر الذي يحوله الى بطل للحظة ويخفف من الطعم المرير الذي خلفته قضايا الفساد المختلفة التي علقت باسمه. وكما تبدو عليه الامور من جانب حماس، بامكان اولمرت ان يواصل الحلم . من الناحية الاخرى ليس من الممكن التيقن بشيء من هذه القضية. فالمفاجآت تأتي دائما.

اما بالنسبة لايهود باراك فالامور تتفاعل في الوقت الحالي. ربما هو لا يعرف بعد، ولكن معركة خلافته قد بدأت. هذه المعركة ستبدأ بضجيج وصخب ليلة العينة الانتخابية، في العاشر من شباط. ان تحققت التوقعات الاستطلاعية فسيقف ايتان كابل ويصرح بان الحزب متوجه نحو صفوف المعارضة. سيقف الكثيرون الى جانبه: اسحق هرتسوك مثلا هم ادركوا ان هناك طريق واحد لتحسين صورة هذا المسمى "حزب العمل" وهو ليس بالطريق القصير. ليس في هذا الطريق حكم وهو يخلو من نعم العيش.

في المقابل ستبدأ خطوة سريعة للاعلان عن الانتخابات التمهيدية خلال اربعة عشر شهرا. من شق هذا الطريق نحو هذا الاجراء كان ايهود باراك نفسه عندما كان يسعى الى ازاحة شمعون بيرس عن قيادة حزب العمل بعد انتخابات 96. باراك من ناحيته يأمل بالحصول على عدد من المقاعد يمكنه من البقاء في وزارة الدفاع. 15-17. المسألة هي ان رفاقه لن يسمحوا له. مثلما حدث في عام 2001 عندما هزمه شارون. لكن لديه اتفاق مع شارون بابقائه في وزارة الدافاع، ولكن حاييم رامون وابرهام بورغ طرداه بالعصي. الان يقولون له انه ان اتفق مع نتنياهو فيسطرد بالهراوات.

في هذه المرة يقول باراك في المحادثات المغلقة ليست لديه نية للفرار. هو باق. ليس وزيرا للدفاع فليس بالضرورة ان يفعل ذلك. المعارضة؟ فليكن. هو سيكون عضو كنيست في لجنة الخارجية والامن. انا هنا لعشر سنوات اخرى، يقول باراك للناس. السؤال هو كم سيصمد مثل هذا التصريح ان انهار حزب العمل وهزم في الانتخابات. الا ان الخيارات والاماكنيات قد انتهت ايضا. ليس بالامكان اليوم التوجه نحو التجارة لان القطاع التجاري انهار والاقتصاد في حالة ضعف وليس بانتظار باراك اي عرض او عقود سمينة كما حدث في السابق. الجميع يخوضون معركة البقاء مثله بالضبط. الان كل ما هو مطلوب هو خفض الراس واستنشاق الهواء والانتظار بصبر وجلد.

هو يعمل في هذه الاثناء. يجري مقابلة شاملة مع اري شافيت من هارتس ويضمنها عبارات لا تخلو من الاشكالية. يشبه نفسه بجراح القلب. لا يجب على الجمهور ان يسأل نفسه عندما يدخل لجراحة القلب ان كان الجراح لطيفا ام غير لطيف وانما عليه ان يسأل ان كان يعرف كيف يقوم بالمهمة ام لا وهو حسب اعتقاده جراح ممتاز.

كل امر حاول باراك اصلاحه منذ عام 99 انفرط بين يديه. اراد السلام مع عرفات فجلب الانتفاضة. اوشك على التوصل الى السلام مع الاسد وجلب حزب الله. ولا يعرف ادارة الحزب ولا يعرف كيف يتدبر امره مع الناس. انجاز الوحيد في هذه السنوات في الواقع كان انتصاره المريب على عامي ايالون في الانتخابات التمهيدية. الان عندما تعرفنا على ايالون عن كثب نحن ندرك كيف نجح في ذلك.

في هذا الاسبوع ارسل باراك مبعوثين على الاقل للمحامي الداد يانيف في محاولة منه لعقد صلح واعادته الى حزب العمل. هو لم يفهم ان الامر غير ممكن بعد ان اقال يانيف من خلال رسالة على الجهاز اللاسلكي هذا بعد ان قام يانيف بتخطيط وتنظيم عودته وابتداعها. الان اصبح نانيف حرا طليقا ينظر الى باراك ويستمتع من كل لحظة. وزير الدفاع مع شلوم سمحون، الذي يشارك في كل اللقاءات ويمسك بكل الخيوط ومع عدد اخر من المقربين الذين يدبرون للتخلص منه باقرب فرصة.

في هذا الاسبوع جلس باراك ايتان كابل، وسمحون ، وعمير بيرتس، وعوفر عيني، والمحامي فينروت واسحاق نافون. هو يطلق النار في كل الاتجاهات. برودة اعصابه تتسبب في الجمود. ما الذي سيكسبه من ذلك؟ ليس واضحا. امل باراك الوحيد الان هو ان تنتصر لفني في هذه الحالة سيكون من الصعب على حزب العمل البقاء خارج الحكومة. هذا سيعتبر نوعا من الخيانة. وعندئذ سيكون بامكانه ان يتسلل مرة اخرى لوزارة الدفاع او لاية حقيبة مركزية اخرى وتحويل الهواء الى مسيرته السياسية بطريقة ما بانعاشها. فليحيا التناقض.

"هل سيكون بامكاننا ان نحطم الحاجز النفسي وان نصوت لليكود؟"، هذا كان عنوان بيان البريد الالكتروني الذي ارسل في الاسبوع الماضي لمجموعة كبيرة من الاشخاص. قرابة 300 رسالة بريدية فصيحة ومثيرة للحماس بلون اخضر ارسلت لاشخاص مكونين في اغلبيتهم من اتباع حزب العمل وخريجي الكيبوتسات او اعضاءها مع التركيز على كيبوتس غروفيت. السيدة عادة يعلون زوجة بوبي هي التي ارسلت البريد الالكتروني بعد حيرة وتداول مع زوجها.  الرسالة تحلل الانقلاب السياسي في عام 1977 وخروج الجمهور اليميني من العبودية الى الحرية وتحوله الى "تهديد حقيقي علني في اليسار". وهي تهاجم "التحريض من جانب" وكيف يعتبر كلما يشمه اليمين "طريقا هذيانيا لمتطرفين مهوسين. ومن يحسب على اليمين يجرد من الشرعية فورا حتى يلطخ اسمه ويتحول الى شخص الى غير شرعي".

كما انها تهاجم مطولا وبشدة وسائل الاعلام والصحافة المركزية التي تتحول الى كلاب وفية للسياسين الفاسدين بدلا من ان تكون كلب حراسة للديمقراطية الاسرائيلية. وهو تورد امثلة لذيذة. تحلل فك الارتباط وفشله. وبعد كل ذلك تصل للانتخابات مقررة ان كاديما هو الخطر الاكبر، "حزب اقيم بالخطيئة"، واريئيل شارون خان ناخبيه. "كاديما يقاد من امراة تبدو لي لطيفة جدا ولكنها تفتقد للتجربة وللمبادرة. هي تحلل اخطاء لفني فوق صفحة كاملة وتتطرق لاولمرت ولحزب العمل: فما الذي تبقى لدينا؟ حزب العمل ؟ هذا شرخ كبير فعلا، الان نشاهد النقطة التي تدهور اليها هذا الحزب". اذا فمن الذي قال في هذه الحالة ان نتنياهو لا يمتلك حملة انتخابية؟ هذه هي الحملة . ليس سيئا بالمرة كما يبدو. السيد يعلون المسمى بوبي، اكد في هذا الاسبوع انه شاهد البريد الالكتروني الذي اعدته زوجته قبل ارساله وهو يتفق طبعا مع كل كلمة جاءت فيه وحتى يفتخر به . الزوجان يعلون ما زالا اعضاء في كيبوتس غروفيت ويقضيان هناك عطلة الاسبوع بين حين واخر (هم يقطنون في منطقة الوسط اغلبية الوقت) من المثير ان نعرف عدد اعضاء كيبوتس غروفيت والحركة الكيبوتسية عموما الذين يتضامنون مع هذه الامور الواضحة التي كتبتها لهم عادا يعلون. سنعرف الجواب قريبا جدا.