خبر الاستقلال 24...بقلم: خالد صادق

الساعة 09:55 ص|23 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

هى ليست مجرد إحياء ذكرى تأسيس وإصدار صحيفة الاستقلال التي تضيء شمعتها الرابعة والعشرين, هي ترسيخ إعلام المقاومة, تصويب لمسيرة التفريط, تنبيه للاخطار المحدقة’ تذكير بالواجب, هي تجديد العهد مع أمانة الكلمة, هى بيعة قدمناها للشهداء الأطهار الذين زينوا صفحاتها منذ إصدارها الأول, الشهيد هاني عابد, الشهيد عثمان الرزاينة, الشهيد محمد عبد الله أبو مرشد, الشهيد منير مرسي, الشهيد ناهض كتكت, الشهيد مقلد حميد, الشهيد حسن شقورة, وقوافل الشهداء يمضون فوق صفحاتها البيضاء ليلونوها بلون الدم, لون المقاومة لون الحقيقة, لون الانتماء لهذا الوطن وبذل الغالي والنفيس من اجله.

في الذكرى الرابعة والعشرين لانطلاقة الاستقلال, التي أسسها ورسم خطها الإعلامي المقاوم الدكتور المعلم فتحي الشقاقي رحمه الله, لا زلنا نقاوم بكلماتنا كل هذا الزيف والخداع الذي يمارسه العالم للالتفاف على حقوقنا الفلسطينية, لا زلنا نحرض على قتال الأعداء «يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال» لا زلنا ننحاز إلى المواطن البسيط وندافع عن حقوقه ونتبنى قضاياه, لا زلنا نحمل الأمل لشعبنا بحتمية النصر والتمكين, لا زلنا نجابه الفساد والفاسدين نجابه الظلم والظالمين, ونفضح المتخاذلين والمستسلمين والمطبعين, ونقتدي بسيرة رموزنا التاريخية المشرفة ونحذو حذوهم, لا زلنا نخطو فوق تراب أرضنا كي نصل لنهاية الطريق .

في الواحد والعشرين من تشرين أول أكتوبر 1994م , كانت أولى الكلمات للشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله, ليكتب افتتاحية الاستقلال, ويرسم طريقها ويخط بداياتها بمداد قلمه, كانت الكلمات ثائرة تحمل في طياتها براكين الغضب, تلامس العقول والقلوب والأفئدة, لقد قال رحمه الله ( هذه الصحيفة ليست مجرد صحيفة فقط, الاستقلال مشروع رؤية للتاريخ والحاضر والمستقبل, وهى مشروع وليس برنامج عمل, استقلال للذات الحضارية والجماعة, استقلال الإرادتين السياسية والاقتصادية إقليميا وعالميا, فلا خضوع لضغوطات واملاءات الخارج, ان المس بقيمة هذه الشروط هو مس بقيمة الاستقلال وجوهره وستكرس هذه الصحيفة مساحتها وجهد العاملين فيها من اجل توكيد هذا التصور الاستقلالي ومن اجل كشف النقاب عن الإجراءات والسياسات والخطوات التي قد تقوض من دعائمه ).

من اجل هذا انطلقنا, وهذه هي الأمانة التي توارثناها عن الدكتور المعلم فتحي الشقاقي رحمه الله, لم تخدعنا أوسلو عندما صفق لها الجميع, ولم تخدعنا الاتفاقات اللاحقة التي انبثقت عنها عندما تراقص على كلماتها الجميع, ولم تخدعنا المناصب والكراسي عندما ركض خلفها الجميع, ولن تخدعنا المصالحة إذا كانت تحمل في داخلها الغاما ومقامرات ومصيراً مجهولا, في الوقت الذي يطبل فيه الجميع لها كيفما كانت وبأي شكل تكون, تحت ذريعة ان الشعب زهق ومل, إننا نريدها مصالحة على قاعدة المقاومة لا الاستسلام, ووفق اتفاقية القاهرة 2011م, وفق ما توافقت عليه الفصائل الفلسطينية ووقعت عليه, مصالحة لا تمثل حلقة في مخطط «صفقة القرن» مصالحة لا تخاطر بثوابتنا وسلاحنا ومقاومتنا, مصالحة تسير باستقلالية بعيدا عن الوصاية الأمريكية والإسرائيلية, لا نريدها مصالحة نصفق لها اليوم ونعض عليها الأنامل غدا, لن تخدعنا البروتوكولات, ولن تخدعنا الأضواء وعدسات الكاميرا, ولن تخدعنا الأبواق التي تخرج كي تزيف الحقائق, لأننا ان خدعنا فسيأتي اليوم الذي يحاسبنا فيه الشعب على تقصيرنا وصمتنا, نعم نريدها مصالحة وفق الرؤية الوطنية التي أجمعت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في اتفاق القاهرة 2011م.

ان مهمتنا التي أوكلت الينا تتطلب ان نكون مجاهدين بالكلمة والرأي, ان نمضي ونسير بين حقول الألغام, ان نبقى نبراسا مضيئا يهتدي إليه الضالون الذين ضلوا الطريق وسط هذا الظلام الحالك, نحن أصحاب رسالة حقيقية, يجب ان نحملها على عواتقنا ونتخطى بها العقبات, نشق بها الطريق وسط الصعاب, هذا هو قدرنا وهذه وصية الشهداء الأطهار, هذه الصحيفة قدمت في عددها الثاني الشهيد القائد المؤسس هاني عابد, وعبدت منذ انطلاقتها طريقها بالدماء, ونحن ندرك عظم الأمانة التي حملنا إياها الشهداء, ونتمنى ان نمضي على دربهم ونواصل مسيرتهم حتى يكتب الله لنا الحرية والاستقلال.

 

 

 

كلمات دلالية