خبر يفحصون الحدود -معاريف

الساعة 09:43 ص|22 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ليئور أكرمان

(المضمون: على طرفي الحدود السورية – اللبنانية مع اسرائيل، كل الاطراف تعمل على فحص مدى صبر وتسامح الطرف الاخر على كل ضربة يوجهها الواحد للاخر - المصدر).

لا تشهد أحداث الاسابيع الاخيرة على الحدود الشمالية بالضرورة على تغيير دراماتيكي في سياسة اسرائيل، سوريا أو لبنان. ففي التوتر المتواصل القائم على مدى السنين على الحدود السورية واللبنانية يحتاج الطرفان الى أن ينفذا بين الحين والاخر فحصا للوضع والتأكد من ردود فعل الطرف الثاني. بمعنى أن السوريين معنيون بان يفهموا كم هي اسرائيل مستعدة لان تحتمل على حدودها الشمالية دون أن ترد، وفي هذه الحالة يقف حزب الله جانبا، ينظر، يتعلم ويستخلص الدروس.

من الجانب الاخر، تحاول اسرائيل الحفاظ على سماء مفتوحة وحرية عمل كاملة، في ظل فحص حدود الصبر لدى السوريين، الروس وحزب الله خلف الحدود.

ان انتقال احداث اطلاق النار من نطاق سوريا الى هضبة الجولان اصبح منذ الان أمرا اعتياديا. كما أن هذا الرد أو ذاك من اسرائيل يعتبر كاعتيادي وطبيعي، دون رد مضاد. من هذه الناحية فان الحدث الاخير ايضا لا يختلف في جوهره عن تلك الاحداث التي سبقته. فقد انطلقت طائرات سلاح الجو في طلعة فوق سماء جنوب لبنان، والسوريون بعلم ودعم من الروس بالطبع، قرروا فحص الحدود مرة اخرى واطلقوا صواريخ مضادة للطائرات نحو الطائرات. أما طائرات سلاح الجو، ووفقا لامر صحيح تلقته من فوق، فقد هاجمت بطارية صواريخ مضادة للطائرات بشكل طفيف فقط ودمرت مركز الرقابة فيها، دون اضرار جسيم جدا.

 

من الصعب القول ان كل الاطراف في هذه الحالة راضون، ولكن بلا شك كل الاطراف فهموا آثار أفعالهم واستخلصوا الدروس، مثلما املوا. السوريون يفهمون بان كل خطوة هجومية من جانبهم سيرد عليها برد هجومي من جانب اسرائيل، حزب الله، الذي ينظر وهو واقف في الجانب، يفهم بان كل خطوة يبادر اليها ضد قوات عسكرية اسرائيلية سيرد عليها برد شديد، والروس، الذين يجلسون بهدوء في الخلفية، فيفحصون ويحللون حدود التسامح لدى اسرائيل في هذا الصراع.

في الطرف الاسرائيلي ايضا يفحصون كم يمكن شد الحب بالهجوم على اهداف سورية دون اغضاب الدب الروسي اكثر مما ينبغي، والان يعرفون بان الهجوم على بطارية الصواريخ السورية المضادة للطائرات التي أطلقت النار على طائرة اسرائيلية هو خطوة تلقى تفهما نسبيا من الطرف الاخر وبلا رد اضافي.

كل خطوة كهذه تبني عمليا الخطوة التالية، والتصعيد المستقبلي يكون لازما من تلقاء ذاته. ومرة اخرى تنشأ معادلة معروفة من المبادرة من الطرف الثاني ورد محسوب ومحدود من الطرف الاسرائيلي. وبهذا الشكل ليس مؤكدا ان ننجح في منع صعود الدرجة التالية في القتال. ربما رد قاس وخطير اكثر من المتوقع سيخلق هزة في الطرف الاخر وينقل رسالة مصممة أكثر تزيد الردع الاسرائيلي. كما ان الامكانية الثانية غير مستبعدة وهي أن ردا اقسى مما ينبغي يستجاب برد أشد.

ولكن حذار على اسرائيل ان تمتنع عن ذلك لان الاتجاه المستقبلي واضح للجميع ويفضل ساعة أبكر لتعزيز الردع الاسرائيلي والايضاح بان رب البيت هنا يمكن أن يجن جنونه احيانا.

كلمات دلالية