خبر لنطوي غاندي في النسيان- هآرتس

الساعة 10:20 ص|19 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

قبل 16 سنة، في تشرين الاول 2001 قتل النائب رحبعام زئيفي على أيدي مغتالين فلسطينيين في فندق في القدس. كان ذلك قبل ساعات من دخول بيان استقالته من حكومة اريئيل شارون حيز التنفيذ.كان زئيفي أزعرا في حياته السياسية والشخصية. وقف على رأس حزب يميني متطرف كعنصري دعا لتنفيذ ترحيل للفلسطينيين، هدد الصحافيين، تسكع مع المجرمين، هاجم ظاهرا النساء وتملص من العقاب بفضل التسامح الشرطي.

 

ورغم ذلك، اهينت الكنيست بتشريع خاص نص على مناسبات وميزانيات رسمية – معظمها لمنفعة المستوطنين – لتخليد زائف لشخصيته. متنزهات، طريق، جسر، شوارع، حديقة، منارة، ميدان، حديقة عامة وحتى معسكر جيش – كل هذه أصبحت نصبا تذكارية لارث مهزوز. حتى بعد نشر برنامج « عوفدا » شهادات لاعتدائه جنسيا على النساء بشكل منتظم وتهديده منتقديه بمساعدة المجرمين، وحتى بعد أن اعلن بعض النواب بانهم سيعملون على الغاء القانون لتخليده بواسطة ميزانيات حكومية – فان الامر لم يتم.

اليوم مثلما في كل سنة، كان يفترض بجهاز التعليم ان يحيي يوم الذكرى لرحبعام زئيفي. ولكن هذه المرة، بخلاف السنوات السابقة، ثار الاهالي والمعلمون في تل أبيب ضد هذا التقليد

المرفوض، وقرر مدراء المدارس في المدينة عدم عقد المناسبات لذكره في مؤسسات التعليم. وذلك رغم أنه في منشور مدير عام وزارة التعليم تقرر بان على المربين أن يكرسوا جزءا من الدروس في هذا اليوم لذكرى زئيفي.

يدور الحديث عن تطور مشجع وجدير بالثناء، يدل على ما يمكن للمواطنين أن يفعلوه كي يعربوا عن احتجاجهم على اصرار الكنيست على مواصلة الذكرى وغرس ارث شخص جدير بكل شجب. ينبغي التقدير بمدراء المدارس الذين يقفون في الثغرة ويعلنون بان « واجب التخليد هو قضاء لا يريده الجمهور ولا يمكنه أن يقوم به » (مدير مدرسة بلدية د في تل أبيب، ناتي شتيرن)، او يقترحون بدائل اكثر منطقية: « كنت اقترح على المدراء احياء يوم الذكرى، ولكن للتصدي لسلوك غاندي: الفاشية، العنصرية، اعمال التحرش. من المهم أن نري الناس كيف تنشأ اعشاب ضارة في المجتمع الاسرائيلي، كي تكون فرصة لاقتلاعها » (مدير ثانوية هرتسيليا، زئيف دغاني).

ان دولة تختار تجاهل الوصمة الاخلاقية التي تلوح كعلم أسود من فوقها، تجبر الاهالي، المعلمين والمدراء لان يوقفوا بأنفسهم التسييس الذي يمارس على ابنائهم. محظور اطاعةكل نزوة مرفوضة لحكم فقد ضميره. ان ارث غاندي من الافضل شطبه او نبذه، وبالتأكيد عدم غرسه في الاجيال القادمة.

كلمات دلالية