خبر نصائح معهد أمريكي لـ« تل أبيب » لإنجاح هجومها على غزة

الساعة 04:26 م|18 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

كتب محلل الشؤون العسكرية في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" جيفري وايت، في تقرير حمل عنوان "التحديات أمام العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة"، إنّ "الحديث يتركز حالياً حول فرص النجاح والمشاكل التي تواجه عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة"، مشيراً إلى انه "حتى وإن تم تجديد التهدئة فإن مسألة الرد العسكري المناسب على حماس ستبقى مطروحة". ويشرح وايت التحديات العملانية التي ستواجهها إسرائيل في عملية كهذه على النحو التالي:

- الاستخبارات: في أي عملية عسكرية توجد ثغرة في الحصول على المعلومات. بعض المعلومات قد يكون خاطئأ أو قد يساء تفسيره، وبعضها قد لا يكون دقيقاً. وخلال العملية العسكرية على غزة، سيحصل الجيش الإسرائيلي على معلومات استخباراتية بشكل متواصل لتفادي مخاطر وجود أسلحة جديدة (صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات).

ـ تحقيق المفاجأة: حماس تراقب الجيش الإسرائيلي عن قرب على طول الحدود مع غزة، وربما لمسافات أبعد. وبإمكان حماس الاستفادة مما تنشره وسائل الإعلام حول التعبئة في صفوف الجيش وتحركاته. كما يمكن لحماس الحصول على معلومات استخباراتية من إيران وسوريا، مع الإشارة إلى أنه قبيل حرب لبنان الثانية، أدار حزب الله مراكز لجمع المعلومات الاستخباراتية في جنوب لبنان بمساعدة إيرانية، ويمكن أن تكون حماس قد حصلت على قدرات مماثلة داخل غزة، وبذلك يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تحقيق مفاجئة تكتيكية على الأقل، مع مراعاة عوامل الوقت والمكان وطبيعة (الهجوم) ونطاقه.

- عمق التوغل وسرعة العملية: يرتبط عمق التوغل (في غزة) بهدف العملية: كلما ازدادت الأهداف كلما كان الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى التوغل أكثر. ويحتاج أي توغل عميق إلى استخدام الجيش الإسرائيلي وحدات ثقيلة (مدرعات ومدفعية)، إضافة إلى وحدات خاصة في الأماكن المكتظة سكنياً. ويخلق الصراع في أماكن كهذه مشاكل كبيرة، بما في ذلك احتمال ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين، إضافة إلى بطء العملية.

ـ ساحة قتال معقدة: على الجيش الإسرائيلي، بمجرد أن يدخل غزة، ان يتعقب أعداءه ويلحق بهم الهزيمة. ولدى حماس قوتها العسكرية الخاصة، كتائب عز الدين القسام، لكن هناك العديد من الفصائل المسلحة الفلسطينية في القطاع، ورغم أن هذه الفصائل صغيرة نسبياً، إلا أنّها ستجعل ظروف القتال أكثر تعقيداً بالنسبة للإسرائيليين. ومن بين عوامل التعقيد الأخرى النساء والشبان الذين جرى تدريبهم من قبل حماس في مجال المقاومة الشعبية، علماً أن الخسائر في صفوف النساء والشبان تحظى باهتمام واسع في وسائل الإعلام، رغم أنهم مقاتلون.

- تحديد الأهداف المتحركة: من المحتمل أن يعتمد المقاتلون الفلسطينيون، مستفيدين من تكتيكات حزب الله في حرب العام ،٢٠٠٦ أسلوب المعارك المتحركة. سيقومون في هذه الحالة بتوجيه الضربات (للجيش الإسرائيلي) ثم يتحركون أو يختفون، آملين في تفادي الخسائر في صفوفهم. كذلك، يمكن لحماس والفصائل الأخرى أن تعمد إلى إخفاء بعض قواتها من ساحة المعركة بهدف القتال في نقاط أخرى في المستقبل. ومن أجل التعامل مع تكتيكات كهذه، سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العمل سريعاً لتحديد هذه الأهداف المتحركة، وتعقب المقاتلين الفلسطينيين الذين يحاولون التمركز في المناطق السكنية. ستسعى كوادر القيادة الفلسطينية إلى تجنب الوقوع في الاسر من قبل القوات الإسرائيلية، ومن المحتمل أن يغير القادة مراكز العمليات أو الاختفاء عندما تصبح العملية العسكرية وشيكة، وعلى الجيش الإسرائيلي وجهاز الشين بيت منعهم من الفرار، وهذا أمر يتطلب تحديد الطرق التي يمكن اللجوء إليها للهرب، وتحركا سريعا لإغلاق المنافذ المهمة (الأنفاق، نقاط العبور مع مصر، البحر).

- التعامل مع مقاومة متواصلة: لن تنتهي الأعمال المسلحة بمجرد قيام الجيش الإسرائيلي بضرب المقاومة الأساسية واحتلال الأهداف المحددة، فحماس، وغيرها من التنظيمات الفلسطينية المسلحة، تمتلك القدرة على تنظيم مقاومة متواصلة ضد الجيش الإسرائيلي، وإن كانت على مستوى منخفض. ومن شأن استئصال الخلايا المسلحة من داخل الأماكن السكنية أن يوفر الوقت والخسائر.

- التعامل مع السكان المدنيين: ستكون إسرائيل مسؤولة، في كافة الأماكن التي سيشملها الهجوم في غزة، عن تأمين الاحتياجات الإنسانية للسكان، الذين يقارب عددهم ١,٥ مليون نسمة، والتعامل مع الاضطرابات والتظاهرات المدنية هناك. أمر كهذا سيتطلب تقديم تعهدات من قبل عناصر الجيش والمراكز الأخرى، وسيكون موضع اهتمام إعلامي.

- القيود: ليست هناك أي عملية عسكرية يمكن شنها في بيئة غير مقيّدة. وترتبط القيود السياسية بالوقت الذي يمكن لإسرائيل أن تتحرك خلاله، إضافة إلى النطاق الجغرافي للعملية، والأهداف، ومدى استخدام القوة. وحدها حكومة إسرائيلية حازمة يمكنها تجاهل الحقائق السياسية على المدى الطويل.

كذلك، تشكل المناطق المكتظة سكانياً مجموعة من القيود العسكرية. وفي حال لم يتحرك الجيش الإسرائيلي على نحو ملائم فستكون للأعداء فرصة لتحقيق تقدم عسكري.