خبر مستشار باراك القضائي: لا يجوز قانونياً قصف مناطق مأهولة بالسكان في غزة

الساعة 03:21 م|18 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

نشرت صحيفة "هآرتس" أمس رسالة كان قد بعث بها المستشار القضائي لوزارة الحرب الإسرائيلية آحاز بن آري، للوزير إيهود باراك، يقول فيها:" إنه لا يجوز من وجهة نظر قانونية قصف مناطق مأهولة بالسكان في قطاع غزة كرد على إطلاق قذائف".

وجاء هذه الرسالة كوجهة نظر قضائية، إثر مطالبة وزارة في الحكومة الإسرائيلية، ومن بينهم نائب رئيس الحكومة حاييم رامون ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بقصف مناطق في قطاع غزة، بزعم "الرد على إطلاق القذائف من قطاع غزة، وأوصى بن آري بشكل واضح بعدم استخدام المدفعية لإطلاق قذائف باتجاه مواقع إطلاق صواريخ قسام في القطاع في حال كانت هذه المواقع تقع داخل مناطق مأهولة بالسكان.

وحسب بن آري، فإنه لا يوجد حظر كامل في القانون الدولي يمنع إطلاق نيران مدفعية باتجاه مصادر إطلاق الصواريخ، لكن على إطلاق النيران المدفعية أن يكون موجها ضد أهداف عسكرية والتمييز بينها وبين المواطنين والأملاك المدنية.

وأضاف بن أري أنه لدى الرد على مصادر إطلاق الصواريخ ينبغي استخدام ما يسمى بـ"مبدأ التناسبية"، وأنه إذا كان يتوقع تضرر مواطنين أو أملاكهم نتيجة لإطلاق نيران المدفعية فإنه ينبغي ألا يكون الضرر بالغا مقارنة مع التفوق العسكري المتوقع من الهجوم.

وتابع بن آري، محذرا من أن الرد على إطلاق النار لن يكون دقيقا، إذ يوجد احتمال بأن تنحرف القذيفة ما بين 100 إلى 200 متر عن الهدف، إضافة إلى الضرر البالغ الذي يسببه القصف، فإنه بالإمكان أن يؤدي القصف إلى إصابة مواطنين يتواجدون على بعد عشرات الأمتار عن موقع سقوط القذيفة.

وتوقف بن آري في رسالته عند فكرة ما يسمى بـ "مدن أشباح" في قطاع غزة، بمعنى مدن خالية من سكانها بعد دفعهم إلى النزوح عن بيوتهم جراء القصف، بادعاء أن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون مناطق سكنية لإطلاق الصواريخ.

وقال بن آري إن القانون الدولي يسمح بتحذير السكان مسبقا والتسبب بذلك بإخلاء كامل لمنطقة معينة خلال فترة قصيرة، لكنه حذر من أنه بعد إجلاء السكان يحظر تنفيذ قصف يؤدي إلى هدم مكثف ومتعمد للبيوت التي لا تشكل هدفا شرعيا، بموجب القانون الدولي، كذلك فإنه ينبغي الأخذ بالحسبان أن قسما من السكان سيبقون في بيوتهم وسيرفضون مغادرتها.

وحسب صحيفة هآرتس فإن باراك ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ما يزالان يتحفظان على شن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة في الوقت الحالي.