بدون رقابة رسمية

خبر سموم « إسرائيلية » توزع على المزارعين على شكل سماد في الأغوار

الساعة 08:03 م|15 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

على مساحة لم تقدر حتى الآن في قلب الأغوار يقع مكب « توف لان » « الإسرائيلي » والذي يقوم على تحويل المخلفات « الإسرائيلية » إلى سماد يوزع على المزارعين الفلسطينيين في الأغوار وأسعار رمزية، وبدعوى أنه سماد عضوي « كمبوست » يتم توزيعه وبشكل كبير في الأغوار مما يشكل خطرا بيئيا وصحيا على المواطنين هناك.

وخلال جولة « باص المدونين البيئيين » نظمها مركز معا التنموي إلى مكان المكب وفي المنطقة التي يسمح للفلسطينيين الوصول إليها، كانت أوام السماد « الكمبوست » يتخللها بقايا المخلفات من زجاج وبقايا المخلفات الطبية واضحة للواصلين هناك، وليس هذا فقط، فقد أوضح العاملين في المركز والذي قام بفحوصات مختلفة على هذا السماد إنه يحتوي على مواد سامة للغاية ومضرة بصحة الإنسان والبيئة.

يقول الباحث حمزة الزبيدات لـ « فلسطين اليوم » إنه يتابع هذه القضية من ثلاثة سنوات، ولكن ما بات يقلق أكثر توسع هذا المكب، ودخول شركات تصنيع « إسرائيلية » جديدة للعمل على تصنيع هذا السماد السام فيه.

وتابع « زبيدات » : يقع المكب وسط الأغوار بالقرب من قرية الجفتلك، حيث بدأ هذا المشروع مكبا نفايات ومدفنا للمواد السامة، على المساحة لا تتجاوز 20 متر، وبعد سنوات توسع المكب بعد دخول شركة إسرائيلية تدعى « كمبوست أور » للعمل على تحويل امتدت إلى منطقة عميقة وممنوع على الفلسطينيين دخولها، ولم يعد ممكنا تقدير مساحتها« .

وقال زبيدات أنه ومنذ ذلك الحين والشركة تقوم بتحويل هذه المخلفات لسماد وتسوقه فقط للفلسطينيين، بينما كل المزارع المستوطنات في الأغوار لا تستعمله بالمطلق، وهو ما أستطاع رصده خلال الأعوام الماضية، وهو ما يدلل إلى جانب الفحوصات التي أجريت على أنه سام.

وأشار زبيدات إلى أن هناك توسع جديد في الأيام الأخيرة في الجهة المقابلة حيث تستعد الشركة لتوسيع عملها على 40 دونما مقابلة، حيث يلاحظ الواصل إليها أكوام النفايات الخامة وغير المصنعة.

وبحسب زبيدات فإن هناك مؤشرات كثيرة على خطورة هذا الكمبوست، فالمزارعين يعرفون جيدا إن أسعار هذا السماد العصوي غالي الثمن، ولكن في هذه الحالة تباع الشاحنة الكبيرة منه فقط ب 250 شيكلا، وهي تكلفة النقل فقط، وهو ما يؤشر على أنها فقط وسيلة للتخلص من هذه المخلفات على حساب صحة الأنسان والأرض الفلسطينية.

المزارع ممدوح أبو جرار من قرية مرج الغزال في الأغوار، وخلال شهادته للمركز، يقول إن الضرر من هذا السماد كبير جدا حيث أستعمله لفترة دون أيه رقابة من الوزارة والجهات المسؤولة، ولاحظ خرابا في أرضه وتأثر في كمية الإنتاج، وخراب الثمار بشكل سريع إلى جانب ظهور أنواع غريبة من » الديدان« في مزارعه. وأكثر من ذلك، قال أبو جرار إن أبنائه الذين اعتادوا العمل معه في المزرعة، خلال تعاملهم مع السماد أصبح يلاحظ طفح على جلودهم.

وعلميا، إن سماد »الكمبوست" العضوي الطبيعي يعتبر من أفضل الأسمدة للزراعة، حيث يحتوي على مخلفات الزراعية والطعام والمواد الطبيعية، بينما هذا النوع من الكمبوست يحتوي على كافة أنواع المخلفات الصناعية ونفايات الصناعات الكيماوية والمجاري، حسبما أظهرت الفحوصات، كما وتحتوي على كميات كبيرة من الزجاج وبقايا بلاستيك، ومخلفات طبية، إلى جانب معادن وعناصر ثقيلة تتحول لمواد سامة إذا ما امتصتها النباتات وخاصة الخضرية منها، وهي ما تشتهر به الزراعة في الأغوار.

وطالب زبيدات، والمزارعين في الأغوار العمل على ملاحقة هذا السماد ومنع تداوله في الأغوار من خلال رقابة حازمة من وزارة الزراعة والمحافظة والجهات المسؤولية لما له خطورة كبيرة على الإنسان والأرض في الأغوار.

كلمات دلالية