خبر عناق دب نووي -هآرتس

الساعة 10:40 ص|15 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

رغم حقيقة أن وزير الخارجية الامريكي ريكس تلرسون أعلن بأنه « من الناحية الفنية » ايران لم تخرق الاتفاق النووي، أعلن الرئيس ترامب يوم الجمعة بان ايران خرقت الاتفاق عدة مرات، وانه لا يعتزم التوقيع على المصادقة عليه من جديد. مثل بنيامين نتنياهو، يؤمن ترامب بان الاتفاق سيء و « يسمح لايران بمواصلة اجزاء معينة من برنامجها النووي »، ومثل نتنياهو، يخشى من أنه « بعد بضع سنوات... سيتمكنون من تسريع تطوير السلاح النووي ».

 

باستثناء اسرائيل والسعودية، اللتين اعربتا عن تأييدهما لترامب، في العالم عبروا عن التحفظات والمخاوف. فقد أنهى ترامب خطابه بتحذير بانه اذا « لم تتوصل الادارة الى حل مع الكونغرس ومع حلفائها، فان الاتفاق سينتهي ». أما وزير خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، فقد ذكرته بانه « لا يمكن لاي دولة أن تنهي الاتفاق مع ايران ».وافادت روسيا بأن ايران تنفذ التزاماتها. وادعت بريطانيا والمانيا وفرنسا بان الحفاظ على الاتفاق هو مصلحة مشتركة، وطلبت من الولايات المتحدة النظر في الاثار التي يمكن أن تكون لخرقه على أمن الولايات المتحدة وحلفائهم.

 

يوجد الصراع ضد الاتفاق النووي على رأس سلم أولويات نتنياهو منذ سنين. ويبدو أن ترامب يوشك على ان يفعل ما طلبه نتنياهو منه ومن العالم في عدد لا يحصى من المناسبات ومن على منصة الامم المتحدة الشهر الماضي: تغيير الاتفاق، أو الغاؤه. وملتزما بهدفه، كان نتنياهو مستعدا لان يعرض للخطر نفسه واسرائيل في نشاط دبلوماسي حثيث، من شأنه في نظر الكثيرين، في حالة الاشتعال العسكري أن يفسر كنشيط للغاية.

 

يدور الحديث عن رهان خطير في ضوء الواقع غير المسبوق في واشنطن. فالسناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كشف النقاب في الاسبوع الماضي بان تلرسون والجنرالين جون كيري وجميز ماتس منشغلون معظم الوقت في لجم الرئيس الذي من شأنه سلوكه أن يؤدي الى حرب عالمية ثالثة، وأن شيوخا جمهوريين كثيرين يفكرون مثله، ولكنهم يخافون التعبير عن رأيهم. لا هم، ولا زعماء العالم ولا نتنياهو بوسعهم أن يتوقعوا كيف سيتصرف ترامب في حالة الصدام مع الايرانيين. وفي خطابه شدد ترامب على ان اسرائيل والولايات المتحدة هما موضع الكراهية والتهديد من جانب ايران.

 

ان العناق الامريكي الذي يفرح نتنياهو وحكومته من شأنه ان يتبين كعناق دب. فحين يجر ترامب اسرائيل الى هذه الدائرة فانه يعرضها للخطر أيضا. لقد كان الانجاز الاكبر لاسرائيل في مساهمتها في تجنيد ائتلاف دولي ضد ايران، فحقق الاخير الاتفاق. اما الان فتعتبر اسرائيل كمن يفكك الائتلاف ومن شأنها أن تقف امام سند متهالك، حين تسعى مرة اخرى الى معون الاسرة الدولية.

 

كلمات دلالية