خبر لعنة التمهيدية..يديعوت

الساعة 09:42 ص|18 ديسمبر 2008

بقلم: اريك كرمون

رئيس المعهد للديمقراطية

طريقة الانتخابات التمهيدية التي انتهت أمس في الاحزاب الثلاثة المتنافسة على قيادة الدولة، الاختراع الاسرائيلي الذي لا شبيه له في الديمقراطيات المستقرة، يجب أن ينقضي من عالمنا السياسي. التخمين وكأن هذه هي الطريقة الاكثر ديمقراطية – مدحوض.

 

ولكن الاسوأ من ذلك: الانتخابات التمهيدية الاسرائيلية شكلت وتواصل كونها رافعة لتآكل العامود الفقري المركزي في السياسة الديمقراطية – الاحزاب. بحث أجري في المعهد الاسرائيلي للديمقراطية قبل عدة سنوات فحص سبل انتخاب المرشحين في قرابة 40 حزبا في الديمقراطيات المتطورة. واظهر البحث بان السبل العتيدة والمتنوعة تنبع من عنصرين اساسين – الاول – طبيعة طريقة الانتخابات المنتهجة في ديمقراطية معينة (انتخابات اقليمية كاملة ام جزئية، عدد اعضاء البرلمان، مجلس ام مجلسين وما شابه)؛ ثانيا، طبيعة دور وهدف الحزب في المسيرة السياسية.

 

اذا كان العامل الاول يخلق التنوع في الاساليب المختلفة لانتخاب المرشحين، فان العامل الثاني يضع القاسم المشترك. من الحزب، بواسطة ممثليه في البرلمان، يتوقع الناس تحقيق مبادئه الايديولوجية والسياسية مثلما عرضت كخطة عمل امام الناخبين. على هذا تختبر. وعلى هذا ايضا تعوض الاحزاب او تعاقب في الانتخابات التالية.

 

عملية انتخاب المرشحين في الاربعين حزبا التي درست تبدأ في المداولات على مواقف الحزب في محافل مختلفة للحزب (المؤتمر، جلسات المؤسسات وما شابه)؛ وتتواصل في الصياغة الواضحة للمواقف وعرضها كخطة عمل؛ وتنتهي بانتخاب المرشحين على خلفية هذه الخطة، حيث أن المنتخبين يلتزمون امام الناخبين من خلال الالتزام بالنصوص الحزبية مثلما صيغت. قيادة الحزب، التي تقيم مكانتها انطلاقا من الالية السياسية الحزبية الداخلية، مسؤولة عن ضمان هذا الالتزام عندما يشكل الممثلون المنتخبون كتلتهم الحزبية في البرلمان.

 

الصراع القائم بين الاحزاب الثلاثة التي تتصارع على قيادة الدولة لا يدور على خطة سياسية بل على جودة "المنتخب". غير أنه عندنا "المنتخب" لا يمثل أي شيء غير مجموع كل عناصره، أي هو جمع من الافراد، كل واحد لذاته/ها، على انجازاته/ها، شكله/ها، "لطافته/ها، وبالاساس ماضيه/ها. ولا يعرض أي من الاحزاب خطة عمل، ومن جهة اخرى "المستشارين الاستراتيجيين" على اختلاف انواعهم والذين ليس أي منهم عضوا في أي حزب، يحرصون، مقابل المال الكثير، على تشويش وتسطيح النقاش السياسي قبل الانتخابات.

 

والاسوأ من ذلك، طريقة التمهيدية هي احد الاسباب الاساس للفساد السياسي والنفور المتزايد الذي يشعر به الجمهور تجاه السياسة. السبب في ذلك هو أن الانتخابات التمهيدية الاسرائيلة تبنى على المال؛ اكبر قدر من المال. من يبحث عن الاسباب للعلاقة بين المال والسياسة، رأس المال والسلطة، فلينظر اولا وقبل كل شيء الى التعلق اللازم للسياسيين بالمال.