خبر خرق القانون بالبث الحي والمباشر..معاريف

الساعة 09:40 ص|18 ديسمبر 2008

بقلم: نداف هعتسني

في نهاية الاسبوع الماضي جلس في استوديو الجمعة في القناة الثانية مجلس حكماء شركة الانباء في القناة، وادار بحثا في الانتخابات التمهيدية، حلل بموضوعية التمهيدية في كديما ومن ثم توجه لليكود. وبشأن الليكود أجمل المحلل الاعلى امنون ابرموفتش ان القائمة يمينية متطرفة، وان اعضاءها من المكان الـ 19 فما فوق "ما كنتم لتدخلونهم الى بيوتكم".

 

رئيس الجلسة الموضوعي يئير لبيد انفجر بالضحك. ولم يتحفظ أي من الصحافيين الاخرين او يعدل ما حصل. الاقوال المهينة التي صدرت عن ابرموفتش لم توجه ضد مرشحي الخصم من كديما وان كان هناك حقا تجري منافسة بين مدانين، متهمين ومشبوهين. مشوق ان نعرف لماذا.

 

لشدة العجب، ليس فقط في الاستوديو لم يحتج احد. الليكود نفسه ومرشحون لم يردوا.  بل ان احدا لم يهدد برفع دعوى تشهير وان كان الامر على وجهه يمكن لكل مرشح ممن لم تدينه أي محكمة بالجنائيات ان يرفع دعوى ضد ابرموفتش، ضد شركة الاخبار، ضد محرر النشرة وربما ايضا ضد يئير لبيد نفسه. ولاجل استكمال الصورة بث في ذات الساعة في القناة 10 تقرير عاطف، داعب فيه مقدمو النشرة المجرم المدان من كديما، حاييم رامون. الرجلان، عوفر شيلح ورفيف دروكر لم يخفيا كالمعتاد ارائهما، المغروسة عميقا في معسكر اليسار. وبتوسع وبعطف بارزين، قادا رامون ليشرح لماذا ينبغي تقسيم القدس ووفرا لمفكر "فك الارتباط وحزبه بثا خادما.

 

هنا ايضا لم يحتج احد ولم يرفع احد حاجبه. فهذه هي الحياة العادية للصحافة في مطارحنا. عندنا، معظم مقدمي البرامج، المحللين والمحررين الكبار يعملون من أجل افكار اليسار علنا وبمنهاجية. فقط حاولوا البحث عن توازن في المشاركين وفي تقارير شركة الاخبار في القناة 2 والقناة 10 بين المحررين، المحللين والمراسلين الكبار.

ذات مرة كان يدعى يمينيا دوريا ليحصل على نصف دقيقة شاشة، فقط لغرض التظاهر بالتوازن. اما اليوم فحتى هذا لم يعد قائما. هذا الاغراض البارز والمتطرف ينبع من نوع خاص من الصحافة المجندة التي تطورت في اسرائيل. ولكن في هذه الايام تطرفت النوازع قبل الانتخابات. الهدف واضح ومركز: قلب الصورة التي تظهر في الاستطلاعات رأسا على عقب، وهي التي تبين ان الليكود واليمين يوشكان على تشكيل الحكومة القادمة.

هذا بالضبط كان هدف البحث المغرض في القناة 2 وشتائم ابرموفتش. هذا بالضبط هدف التشويه الصحافي من شيلح ودروكر. الغاية العليا – تسويد وجه كل من على يمين تسيبي لفني ومنع تغيير طريق الدولة بكل ثمن. لا ابالية الجمهور، وانعدام فعل السياسيين وسلطات فرض القانون، يثير التساؤل.

 

فرض القانون، لان هذه الظاهرة ليست فقط غير مهنية ومناهضة للديمقراطية، بل ببساطة غير قانونية. ومثلما بالنسبة لشبكات البث، هكذا ايضا بالنسبة لقانون السلطة الثانية، الذي ينطبق على القناتين 2 و 10 والذي يقرر واجب التوازن السياسي والنزاهة. فمثلا المادة 5 من قانون السلطة الثانية يلزم السلطة باعطاء تعبير نزيه عن "الاراء المختلفة السائدة بين الجمهور".

المادة 47 من القانون تقرر بان على صاحب الامتياز ان يضمن في البث ذي المعنى العام "تعبيرا مناسبا للاراء المختلفة السائدة في الجمهور". فهل البحث الذي دار يوم الجمعة الماضي في القناة 2 يستجيب لهذا التعريف في القانون، مفهوم ان لا.

 

عمليا شركات الاخبار في القناتين التجاريتين تخرق القانون بشكل منهاجي، ومجلس السلطة ايضا في هذا الشأن لا يفعل شيئا. وفضلا عن نقص النزاهة وخرق القانون توجد هنا خطورة خاصة. إذ ان الشكل الذي يحول فيه الصحافيون النهار الى ليل في نظر الجمهور، من شأنه أن يغير نتائج الانتخابات. بل وان يؤدي الى ان يواصل الزعماء الفاشيون الذين يقودوننا ايقاع المصائب علينا في المستقبل ايضا.