خبر مطلوب زعيم..لن نعيش ولن نرى..يديعوت

الساعة 09:30 ص|18 ديسمبر 2008

بقلم: يونتان يفين

يوم الجمعة ستنتهي التهدئة والجميع متحفزون للطلقة الاولى لحماس (باستثناء اولئك الذين يطلق عليهم النار الان ايضا، في "التهدئة") مثل الانتظار للالعاب النارية الاولى التي مزقت الليل في نهائيات برنامج "الاخ الاكبر". أو ان ترفع اسرائيل عندها الى السماء المروحيات القتالية، وبالتوازي تركض لتتباكى امام الامم المتحدة وتستأنف الاغلاق والطوق، الامر الذي سيناسب الحملة اكثر من أي شيء آخر.

 

حماس من جهتها لن تنتظر الموقف الاسرائيلي. بالنسبة لها تكفي ايضا أداة طائرة، وكل يوم هو يوم الذكرى السنوية لشيء ما يبرر النار. وهي ببساطة تخطط وتنفذ، تخطط وتنفذ، دون أي برنامج غير الارهاب المنهاجي، الموجه تجاه الجنود والمدنيين على حد سواء. وعلى علمها تخط زرع الهلع، الغضب والمرارة – وفي نهاية المطاف ستدفعنا هذه الى ان نضرب جبيننا، ان نحزم امتعتنا وان نعود الى بلداننا الاصلية. أتعرفون ماذا؟ حاليا هذا ينجح لنا بشكل لا بأس به.

 

ارهاب حماس يمولها بالرزق ويبرر لها استمرار وجودها، ولهذا فهي لا تحتاج الى برنامج. بالعكس: البرنامج كان سيصفيها. المشكلة هي اننا نحن ايضا ليس لدينا برنامج، والدليل الاوضح هو هذا التوقع البائس. هذا الـ "نجلس وننتظر". ننتظر الضربة التالية، الطفل مقطوع الساقين التالي، الضربة الاولى للمصنع البتروكيماوي. النفق التالي الذي سيحفر تحت اقدامنا، تحت قدرتنا على الصمود، تحت شخصية وطننا (وعفوا على الكلمة الشائنة)، تحت فكرتنا.

 

ذات مرة لم نكن في الجانب المنتظر. كنا في الجانب المبادر والمنفذ، في ظل المفاجأة والتقدير من العالم بأسره. كنا موضعيين على الحقيقة: مجهريين. نجحنا تقريبا دوما، وضد كل الاحتمالات.

 

متى بالضبط انتقلنا الى الجانب المنتظر؟ متى انصرفنا عن مسؤوليتنا للمبادرة التي حتى عندما كانت أليمة – منعت على المدى البعيد قتل الاف الابرياء؟

 

هذا هو الانتصار الاكبر لمنظمات المقاومة: ليس منزلا محطما آخر في سديروت. ليس خوف الاطفال، ليس جنديا قتيلا آخر – بل ازاحتنا نحو الجانب المنتظر. الجلوس الذي معناه مرة اخرى اننا لسنا اصحاب البيت. نحن لا نملي الحركات والوتيرة لهذه الرقصة المصيرية بل نضع يدنا على كتف حماس ونترك لها الخوض بنا في ساحة الرقص.

 

هذا واقع غياب القيادة، غياب رئيس الوزراء ووزير الحرب، اللذين يعقبان ولا يقرران، واقع جدول أعمال "لنحيا ونرى".

هذا تسويف للوقت من ابشع الانواع، لانه يكلف حياة اولئك الذين ليس لديهم بديل غير احتمال تلقي الضربات (الجنود والمدنيون على حد سواء).

هذا واقع يجب أن يتوقف، وبكل ثمن، وذلك لان الثمن آخذ في الارتفاع، وبهذه الوتيرة فاننا لن نحيا ولن نرى. حماس ببساطة ستنتصر علينا من الداخل.

 

مع كل الانتقاد لشارون وعنفه، فان الرجل قاد الدولة. أي أنه قرر قوانين اللعب. لم ينتظر ليتلقى ضربات ومن ثم يرد بعصا مصنوعة من الجزر. اتخذ اعمالا وقائية حاسمة. اما الرد فتركه للطرف الاخر، المذهول، المتردد، المتضعضع – والخاسر. وهو الجانب الذي نوجد فيه نحن الان.

 

إذن عندما تنتخبون زعيما بعد شهرين تأكدوا من أنه يعرف كيف ينتصر. ليس فقط في معركة بل وايضا على الجوقة الاقليمية عندنا، جوقة الشرق الاوسط. حان الوقت لنعود هنا كي ننظم نحن الايقاع.