تقرير كرم .. العريس الذي أبكى قلوب الملايين !

الساعة 08:18 م|11 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

عندما تتحول زغاريد الفرح إلى أصوات العويل والبكاء، فهذه  كارثة حزن وأسى، لكن ماذا إذا كان العريس هو المتوفي ؟ .

هذا ما أصاب عائلة أبو مرشود من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة , والتي كانت تنتظر على أحر من الجمر ليلة فرحتهم  بابنهم كرم الذي ناهز 25عاماً من عمره، لكن كرم ترك الفرحة عزاء بعد أن لقي مصرعه بحادث سير في خانيونس، بعد أن صدمته سيارة يقودها شخص استهتر بحياة المارة، ووضع حداً لفرح العائلة .

يروي ابن عم العريس سامر أبو مرشود مشاهداً تُبكي القلب من مكان الحادثة فيقول لمراسل « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » : « عند اقتراب موعد فرح كرم , بدأنا بالتجهيز لفرح لم يكن له مثيل , كان هذا الفرح سيخلد ذكرى جميلة في حياة كرم , وتحضيراً لذلك فقد بدأت العروس بترتيب (جهازها) في بيتها الجديد في النصيرات » .

وأضاف سامر بصوت مليء بالشجن , وعيون ملتهبة بالدموع : « هاتفني كرم ظهيرة يوم الجمعة كي نوصل العروس وأهلها بسيارتي الخاصة الى بيتهم الكائن عند مفترق القرارة بخانيونس , ورغم أني لم أكن متفرغاً في ذلك اليوم , لم ارفض طلبه لأن كرم قد سكن الحجرات الأربع في قلبي، كانت العروس وامها واخواتها الاثنتين وخالتها وبنت خالتها، معنا ليلة الحادثة في طريقنا الى بيتهم »

وتابع ابو مرشود : « بعد ان خرجنا من بيتهم ذهبنا لنوصل خالتها الى بيتها الكائن في طريق صلاح الدين خان يونس السطر الشرقي , نزلت أنا كي احمل معها أغراضاً فأبى كرم إلا أن يحمل عني ومضى .. وما إن عاد إلي فجأة إذ بسيارة تسير بالاتجاه المعاكس للشارع الذي كنا فيه بسرعة 140 كم/س , فسعى كرم مسرعاً نحوي وأنا أسرعت متجهاً نحوه , لكن السيارة اختارت كرم كضحية لها ورمته بعيداً عن مكاننا 15 متراً . ارتطم رأسه برصيف الطريق وداست السيارة على قدمه , وتوقفت بعد 40  م من موقع الحادثة ».

مصوراً بشاعة المشهد في تلك اللحظة, قال سامر بعد لحظات من البكاء :« عندما رأيت دماء كرم في وجهه وعينيه وأنفه واذنيه .. انفجرت بالبكاء والصراخ , وهل الناس فازعين وأتت سيارة الاسعاف فاختطفت كرم من يدي وفرت , فركضت خلفها واخبرت أهلي وأصدقائي بما حدث ,فما أن وصلنا مشفى ناصر في خانيونس وجدت كل من هاتفتهم هناك يبحثون عن كرم  , لكن لقلة امكانيات المشفى قرر الاطباء نقل حالته إلى المستشفى الاوروبي , لكن الحال هناك لم يكن أفضل , فكلا المستشفيان لا يملكان جهاز تصوير سي تي , لذا فأخذناه إلى مركز تصوير في اخر شارع جلال وكان اكثر من حوالي ٣٠ سيارة من الاهل والأصحاب خلف سيارة الاسعاف »

و أضاف: « بعد عمليه التصوير التي تمت لكرم فقد اسرع الاطباء للعمل على حالته التي تبين مدى صعوبتها , فمكث كرم من بعد ذلك 3 ليال في العناية المشددة بسبب حالته الصعبة فكان يعاني من نزيف في الدماغ , وتمزق في الحجاب الحاجز والمعدة والرئتين , وكسر في ساقه الايسر , فقرر أهله نقله إلى خارج القطاع لعلاجه رغم بهاظة التكاليف ,واستعداد أهل الجاني ببيع بيتهم لتغطيتها , لكن أهل المجني عليه رفضوا اخراجهم من بيتهم واستعدوا لتحمل التكاليف تلك عسى أن يعود العريس بين أحضانهم ، لكن روح كرم الطاهرة رفضت العناء , وقررت أن تهاجر الى ربها في اليوم الرابع بعد الحادثة , أي قبل زفافه بليلة , على أن تكون زفة العريس جنازة , والعريس شهيد ».

وحمل سامر المستشفى الاوروبي والطواقم الطبية المسؤولية الكاملة عن هذا الحدث بسبب التقصير وقلة الامكانيات اللازمة للمرضى والحالات الحرجة .

وفي هذا السياق فيذكر أنه قد شارك في عزاء آل أبو مرشود جاهات وأناس من شتى القطاع , وكما يروي سامر « ناس بنعرفهم وما بنعرفهم », وفي زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم لمخيم النصيرات في ضمن جلسات المصالحة المنعقدة , فقد شارك آل ابو مرشود عزائهم.

و قد وصف الكثير من المعزين لمراسل « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » عزاء الشاب كرم بأنه الأكثر غرابة، حيث خيم الصمت و الذهول على الجميع، لهول المُصاب الذي أوجع قلوب كل من عرفه و من لم يعرفه، إلا بعد أن سمع قصته.

 

كلمات دلالية