خبر الزيتون... موسم عودة الفلسطينيين للأرض

الساعة 04:58 م|11 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

مع بداية شهر أكتوبر يبدأ الفلسطينيون في كل من الضفة والقطاع والداخل المحتل على حد سواء، بموسم قطاف الزيتون الذي اشتهرت به البلاد، وكان الموسم الأشمل زراعيا وشعبيا في كل المناطق.

ولعل ما يميز هذا الموسم هو مشاركة الجميع فيه في فترة تستمر حتى نهاية العام (ديسمبر/كانون أول).

ولقطاع الزيتون طقوسه التي حافظت عليه الأسر الفلسطينية طوال سنوات وحتى الأن، وبرزت أهمية هذه الطقوس في اجتماع العائلات في المساعدة في قطاف الزيتون مؤخرا مع اختلاف العلاقات الاجتماعية حيث انشغال العائلات عن بعضها البعض وبعدهم وطبيعية الحياة الحديثة التي تعيشها مع تطور التكنولوجيا بحيث أصبح معظم التواصل إلكترونيا.

وبحسب التقويم الفلاحي فإن موسم الزيتون يبدأ بعد شتوة « المساطيح » وهي الشتوة الأولى في فصل الشتاء، والتي تكون بالعادة في نهاية شهر أيلول، وتأخرت هذا العام إلى بداية أكتوبر نظرا للتغيرات المناخية، وينتظرها الفلاحيين لما فيها فوائد للزيتون، حيث يعتقد الفلاحين إنه تساعد على إنضاج ثمار الزيتون بالكامل وزيادة نسبة الزيت فيه، وتحسن جودته أيضا.

ويبدأ يوم الزيتون مع الفجر ويمتد إلى قبيل المغرب بقليل، ويشارك فيه كل أفراد العائلة من كبير للصغير، في طقس جماعي، كما يقول الباحث في التراث الشعبي الفلسطيني « حمزة العقرباوي »، فهو موسم « العائلة ».

وتابع العقرباوي في حديث لـ« فلسطين اليوم »: في هذا الموسم دور لكل من أفراد العائلة مهما صغر أو كبر فمن قطف الزيتون بشكل مباشر « الجّداد » إلى إعداد الطعام ونقل الثمار بعد قطافها، وعصرها في المعصرة.

وحول ارتباط الفلسطيني بموسم الزيتون يقول العقرباوي:« الزيتون في الحياة الفلسطينية كان يشكل الموسم الأكبر الأهم، فكان يسمى »أبو المواسم أو « موسم المواسم » وكان الموسم الأكثر انتشارا وكان يشارك فيه غالبية أهالي فلسطين« .

وأشار العقرباوي إلى إن فلسطين كانت تتكون من 1000 قرية قبل النكبة، معظمها كان موسم الزيتون يعتبر موسم مركزي إلى جانب المدن التي كانت تعتمد على الزيتون كما هو الحال في مدينة نابلس التي اعتمدت صناعة الصابون فيها على الزيت.

ولكن هذا لم يمنع تراجع الاهتمام بالزراعة في فلسطين بشكل عام، وبموسم الزيتون بشكل خاص، بعد اعتماد المعظم على الوظائف الحكومية.

وأضاف: بقي لموسم الزيتون أهميته، وقت القطاف، ولكن قبل الموسم تراجعت عملية الاعتناء بشجرة الزيتون والحفاظ عليها والتحضير لهذا الموسم وبالتالي قل ناتج شجر الزيتون عن السابق.

ولأهمية هذا الموسم كان الاهتمام كبير فيه وخاصة من قبل مؤسسات العمل الاجتماعي ومقاومة الاستيطان خلال السنوات الأخيرة من خلال حملات لمساعدة المزارعين على القطاف وخاصة في المناطق القريبة من المستوطنات والطرق الالتفافية والتي تتعرض لانتهاكات واعتداءات من المستوطنين، لتسريع عمليات القطاف.

فمع بداية شهر القطاف أطلقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وبالشراكة مع القنصلية البريطانية، حملة »قطف الزيتون في المناطق الساخنة 2017« ، في محافظة نابلس، وتشمل الحملة جميع المحافظات وتقدم المساعدات للمزارعين خلال موسم قطف الزيتون من أجل تعزيز صمودهم وثباتهم على أرضهم، في المناطق التي تتعرض إلى اعتداءات المستوطنين بشكل متكرر.

حول ذلك يقول العقرباوي: رغم التراجع في الاهتمام بشجرة الزيتون نرى أن هذه الشجرة لا تزال تمثل رمز الصراع وأيقونه الصمود الفلسطيني على هذه الاراض.

وتابع: وجود شجرة الزيتون في هذه المناطق خلق يعيد الحياة للأرض في الموسم، يجدد العلاقة معها وخاصة في المناطق المهددة، وهو ما لا نراه في المناطق الغير مزروعة بالزيتون.

وحول موسم الزيتون لهذا العام وكمية الانتاج يقول المهندس الزراعي رامز عبيد من وزارة الزراعة: » التوقعات بكمية انتاج في حدود 18 – 18. ألف طن مما يعني أنه أقل من المتوسط والمعدل العام، والذي كان في أخر سبعة سنوات بحدود 21 ألف طن.

وقال عبيد لـ« فلسطين اليوم »: منذ سبعه سنوات ولدينا أعوام استقرار في الإنتاج فقدنا ظاهرة المعاومة« في فصل الزيتون، وهو ما يعني أنه في عام يكون إنتاج جيد وعام أخر إنتاج قليل، وهي ظاهرة غير صحية في السوق، فكانت » المعاومة" تربك التاجر، ففي العام كثير الإنتاج يكون هناك وفر في الانتاج و أسعار منخفضة وعدم استقرار في عقود التصدير للخارج.

وحول أسعار الزيت والزيتون لهذا العام يقول عبيد، إنه في حال ثبت سعر الزيتون على 25 شيكل (حوالي 7 دولار ونصف)، كما هو نتوقع يكون سعر عادل للمزارع والمستهلك على حد سواء.

وحول حجم التصدير لخارج قال عبيد تبلغ كمية الزيت المصدر للخارج 4 الالاف طن سنويا أغلبها على شكل أمانات لدول الخليج والأردن، و 1000 طن لبعض الدول الأوروبية و الأمريكية.

كلمات دلالية