خبر أحمد أبو دوش..باع نفسه لأجل الله فقاوم الاحتلال حتى آخر نفس

الساعة 10:29 ص|11 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

في حضرة الشهداء.. رجال عزوا في زمن الرجال.. باعوا النفس لأجل الله، فاشترى الله منهم النفس والروح، وودعوا الدنيا الفانية لجنة الخلود مرضاة لله عز وجل، إنه الشهيد القائد المجاهد أحمد فوزي عبد اللطيف أبو دوش الملقب ب "ماجد".

ولد أبو دوش، في قرية دورا احد قرى مدينة خليل الرحمن في اليوم الثامن والعشرون من فبراير للعام 1978 الميلادي، حيث نشأ الشهيد في منزل والديه وتربى على تعاليم الدين الإسلامي وعلى حب الله وطاعته. وعلى حب أخوته وطاعة والديه باع نفسه لله ونذر نفسه من اجل فلسطين والعمل الوطني.

وتلقى الشهيد تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة صلاح الدين في دورا، لكنه لم يكمل دراسته بسبب انشغاله منذ أن كان فتى صغيراً في فعاليات الانتفاضة الأولى، فانخرط فيها حاله كحال الكثير من الشبان الفلسطينيون الثائرون، فكانت البداية من الحجارة والزجاجات الحارقة مطارداً أرتال قوات الاحتلال الصهيوني التي كانت تعربد في المدينة.

تقول والدة الشهيد أم محمد أبو دوش لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": لقد كان أحمد رجلاً شهماً كريماً وشجاعاً ذو مروءة عالية، وكان يكره النميمة والمغتابين، وكان دائم الاستماع إلى القرآن الكريم ويحب الأشرطة الإسلامية والدينية وكان يكثر الخطى إلى المساجد وخاصة مسجد دورا الكبير وكان محباً للجميع.

وتضيف والدته أن أحمد كان أحب أولادها إلى والده، حيث كانت محبته لأحمد لا توازيها محبة لأي من أبنائه الثمانية ولا بناته الخمسة، مشيرةً إلى أن أحمد كان ثائراً صغيراً تدرج بالعمل منذ طفولته وحتى الرجولة، وكانت له صولات وجولات مع جنود الاحتلال، وكانت قوات الاحتلال تبحث عن أحمد في الليل والنهار، فمنذ أن كان فتى في الثالثة عشرة من عمره؛ وهو يلقي الحجارة.

رحلته الجهادية

مع انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة، انخرط الشهيد في صفوف المقاومة ضد الاحتلال وممارساته العدوانية بحق الوطن والمقدسات، وبدأ الشهيد بالاختفاء عن الأنظار مع اشتعال فتيل العمليات، حيث ثار الشهيد أحمد على أرض خليل الرحمن وشارك بعنفوان طال عنان السماء في جميع أشكال الانتفاضة السلمية والعسكرية.

ويقول والده: أحمد تَدَرج في العمل الجهادي من الحجر إلى الرشاش وصال وجال في حارات الخليل منذ صغره بدون أي انتماء سياسي، وقبل أن يلتحق بركب السرايا ويجتمع مع قادة السرايا الشهداء محمد سدر وذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة ويوسف بشارات وغيرهم من القادة وشكل معهم مجلساً عسكرياً مشترك بن الشمال والجنوب من الخليل المحتلة.

ولقد اختفى الشهيد عن الأنظار كلياً بعد أن نفذت سرايا القدس عملية فدائية في مستوطنة "عثنائيل" المقامة على أراضي السموع، والتي قُتل فيها خمسة صهاينة وأصيب ثمانية آخرون بجروح، والتي برز اسم الشهيد على أثرها كأحد الأعضاء البارزين في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وأحد المطلوبين على قائمة الاحتلال حيث عمل ضمن خلية محمد سدر.

وأشار الوالد، إلى أن قوات الاحتلال كانت تداهم منزلهم بين الحين والآخر وتقوم بأعمال عربدة وتكسير في كل مرة بحجة البحث عن أحمد، ثم هدمت منزل عائلته والذي كان يأوي 6 عائلات بعد عملية "عتنائيل" مباشرة.

استشهاده ولحظاته الأخيرة

تقول الوالدة الصابرة "أم محمد" أنها تحدثت مع ابنها الشهيد أحمد آخر مرة قبل شهرين من استشهاده، وقالت له: سلم نفسك حتى نسلم وتسلم، ولكنه قال لها توقعي لي الشهادة وحتى لو حاول جنود الاحتلال اعتقالي لن أسمح لهم بذلك حتى ولو فجرت نفسي."

فبقي الشهيد مطارداً لقوات الاحتلال الصهيوني التي حاولت اغتياله أكثر من مرة  على مر شهور عدة، وفي اليوم (السادس عشر من يوليو من العام 2003 ) كان الشهيد يختبئ في أحد المنازل في حي "سنجر" في بلدة دورا قضاء الخليل والتي كانت لا تسلم من التفتيش المتكرر يومياً.

وتضيف الوالدة: عندما حاصر الجنود المنزل اكتشف أحمد الأمر فحاول الخروج من المنزل لأنه كان يخشى أن يؤذى أهل المنزل بسببه، ولكن المنطقة كانت مدججة بالجنود وأرتال الدبابات والطائرات تحاصر المكان من جميع الجهات، فأطلقوا وابلاً كثيفاً من نيران أسلحتهم على القائد وعلى أنحاء متفرقة من جسمه مما أدى إلى استشهاده على الفور.

ويضيف الوالد عن تلك اللحظة: أطلق جنود الاحتلال النار على ساقي أحمد ثم سحبوه وأطلقوا النار على رأسه، وقد جاءت الرصاصة في المكان الذي تمنى الشهيد بنفسه أن تأتي الرصاصة فيه، واصفاً العمل بالإعدام المتعمد للشهيد متهماً قوات الاحتلال بالتصفية أثناء الاعتقال وهو ما حرمه القانون الدولي استنادا للاتفاقيات الدولية لكن أَنَى لهذا الاحتلال إلى أن يعربد على كل من راد.

وبعد استشهاده، لم يشفع للاحتلال إلا أن أخذ جثة الشهيد واحتجزها في مقابر الأرقام منتهكاً بذلك كل الشرائع السمواية، إلى أن تم تسليمة في الدفعة ما قبل الأخيرة عام 2012  لتسليم جثمانين الشهداء، وكانت له جنازة مهيبة حضرها الكل الفلسطيني من الفصائل وأهالي محافظة الخليل وضواحيها.

ولقد ترك الشهيد وصية كان قد كتبها قبل استشهاده، ومن بعض ما جاء فيها:" الامتثال للأوامر الله ورسوله وإيماني العميق بهذا الطريق الذي فرض على كل مسلم ومسلمة وطمعاً في مرضاة الله وحبا في جناته، من أجل الإسلام والأقصى وفلسطين، ومن أجل اليتامى والأرامل ومن أجل المستضعفين في كل العالم، سرنا في هذا الطريق وأشهرت سلاحي في وجه هذا المحتل الغاصب للأقصى وفلسطين، أشهرت سلاحي في وجه حياة الذل والاستكبار.

رحم الله الشهيد حيث أنه كان لآخر لحظة في حياته يطلب من أخوته في الفصائل المقاومة بأن يتركوا الخلافات جانباً وأن يلتفتوا لقضيتهم المركزية وتحديد البوصلة فقط إلى وجهتها الصحيحة القدس وفلسطين وكل فلسطين.

كلمات دلالية