خبر تحقيق: « إسرائيل » طلبت من ألمانيا ثلاث غواصّات تطلق صواريخ نوويّة

الساعة 08:37 ص|11 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

كشفت صحيفتي (يديعوت أحرونوت) « الإسرائيليّة » و(Die Zeit) الألمانيّة، النقاب عن أنّ « تل أبيب » طلبت من الصناعات الألمانيّة شراء 3 غواصات متطورّة بإمكانها حمل رؤوس نوويةٍ، بسعرٍ إجماليٍّ يبلغ حوالي 1.3 مليار دولار.

وأوضحت الصحيفتين وفقاً لمصادر سياسيّة وأمنيّة في برلين خلال تحقيق استقصائي لهما سيُنشر كاملاً غدًا الخميس، أنّ الحديث يدور عن غواصات من طراز “دولفين” لاستبدال أسطول « إسرائيل » القديم.

وأشارت المصادر إلى أنّ الغواصات الجديدة قادرة على استخدام صواريخ من طراز “كروز″ يصل مداها إلى آلاف الكيلومترات، ويمكن تزويدها كذلك بصواريخ تحمل رؤوسًا نووية.

ووفق المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة، فإنّ أسطول الغواصات « الإسرائيلي » بات مُعدًا لتوجيه الضربة الثانية، في حال تعرض « إسرائيل » لهجوم نووي.

وشدّدّت الصحيفة على أنّ وزارة الأمن « الإسرائيليّة » رفضت التعليق على هذه الأنباء.

وكانت الحكومة الألمانية قد أكّدت، وفق تقرير لصحيفة « هآرتس » العبريّة يوم أمس، أنّ « إسرائيل » تُفكّر في شراء غواصات جديدة يُمكن أنْ يتسلمها سلاح البحرية « الإسرائيليّة » بعد عشر سنوات.

ووفق المتحدث باسم الحكومة الألمانيّة، فإنّ المفاوضات جارية لابتياع الغواصات، والتي من المفترض أنْ تستبدل الغواصات القديمة الموجودة في « إسرائيل ».

ومن الأهميّة بمكان التشديد على أنّ قرار « إسرائيل » ابتياع الغواصات لا يأتي فقط من تقديرات أوْ تخمينات لتهديدات وأخطار مقبلة فحسب، بل هو تقدير موقف مستند إلى معطيات غير قابلة للجدال من ناحية « إسرائيل »، خاصّةً أن الإقدام على ابتياع الغواصات الثلاث يُحمّل الخزينة الإسرائيلية أعباءً مالية في موازاة معركة داخلية قائمة حاليًا على الميزانية العسكرية التي تُعدّ غير مسبوقة.

تلك المعركة تأتي لمصلحة الميزانية الاجتماعية المتراجعة في السنوات الأخيرة والمتسبّبة في تقشّفٍ يدفع إلى خلافاتٍ حادّةٍ بين الأحزاب « الإسرائيلية » التي تسعى إلى أصوات الناخبين ممن يلمسون تراجع عطاءات الخزينة ولا يلمسون مباشرةً خطرًا وتهديدًا أمنيين محدقين، كما تلمسه المؤسسة الأمنية وأجهزتها الاستخبارية.

وكان قائد سلاح البحريّة « الإسرائيليّة »، الجنرال رام روطنبرغ، كشف النقاب خلال حفل استقبال الغواصّة الألمانيّة الرابعة إلى « إسرائيل »، كشف عن أنّ الغواصة من طراز (دولفين) قادرة على الغوص أعمق في المياه لوقتٍ طويلٍ، وبإمكانها الوصول إلى مناطق أبعد، وأنْ تعمل بقدرة لم نعرفها حتى اليوم، على حدّ تعبيره.

من ناحيته قال قائد قاعدة سلاح البحريّة الإسرائيليّة في حيفا الجنرال إيلي شرفيط، إنّ جميع المنظمات التي وصفها بالإرهابيّة، في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان، تُحاول أنْ تمتلك وسائل قتاليّة متطورة، وفي مقدمها صواريخ أرض-بحر روسيّة الصنع من طراز (ياخونت).

وبحسب الصحيفتين « الإسرائيليّة » والألمانيّة، اللتين اعتمدتا على مصادر رفيعة في كلٍّ من تل أبيب وبرلين، فإنّ وزارة الحرب في « تل أبيب » طلبت من الألمانيين بناء الغواصّات بصورةٍ أطولٍ، الأمر الذي أثار شكوك الألمانيين، بأنّ هدف « إسرائيل » هو استغلال هذه الغواصّات الجديدة لإطلاق الصواريخ بشكلٍ أفقيٍّ، أنْ كان من سلاحٍ تقليديٍّ أوْ من سلاحٍ نوويٍّ بزنةٍ أكبر، ولمسافةٍ أطول، كما أنّ الإنتاج الجديد يُمكّن « إسرائيل » من إطلاق الصواريخ بسريّةٍ تامّةٍ، على حدّ قول المصادر.

وتابع التحقيق الاستقصائيّ قائلاً إنّ الشكوك باتت تُساور الألمانيين حول الطلب « الإسرائيليّ »، وبناءً على ذلك، توجهّت الحكومة إلى جهاز المخابرات (BND)، وهو الجهاز المُطابق للموساد « الإسرائيليّ » وطلبت منه وجهة نظرٍ مهنيّةٍ حول الموضوع، وأكّدت الصحيفة على أنّ هذه المُستجدّات حصلت دون علم « إسرائيل » بها.

وتابعت قائلةً إنّ المخابرات الألمانيّة وافقت على الطلب « الإسرائيليّ »، وهكذا عمليًا، حصلت « تل أبيب » على مُبتغاها، ولفتت المصادر عينها إلى أنّ المُوافقة الألمانيّة على الطلب « الإسرائيليّ » هو الذي دفع وزارة الحرب في « تل أبيب » لتأييد موقف رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بضرورة شراء الغواصّات الألمانيّة.

وفي حديثٍ مع الصحيفة الألمانيّة حذّر مسؤول رفيع في وزارة الحرب في « تل أبيب » من أنّ « إسرائيل » تُواجه تحدّيات خطيرةٍ جدًا، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه إذا كُشف النقاب عن فسادٍ آخرٍ في الصفقة، التي تقوم الشرطة « الإسرائيليّة » بالتحقيق فيها، فإنّه من شبه المؤكّد أنْ تُقرر المُستشارة الألمانيّة، أنجيلا ميركيل، إلغاء الصفقة برّمتها.

وبحسب موقع (WALLA) « الإسرائيليّ »، فقد قال الجنرال المسؤول عن تفعيل الغواصات في سلاح البحريّة، والذي لا يُسمح بنشر اسمه، وقال إنّ الغواصّة الجديدة هي آلية معقدّة ومُركبّة جدًا، وبالتالي نحتاج إلى مقاتلين أكفاء لكي يقوموا بتفعيلها، لافتًا إلى أنّه في السنوات الماضية قامت الغواصات بتنفيذ العديد من العمليات المُعقدّة، وبناءً على ذلك، حصلت على وسام الشرف من قائد البحريّة « الإسرائيليّة »، على حدّ قوله.

كلمات دلالية