خبر حتى تنجح حوارات القاهرة-بقلم :عماد الافرنجي

الساعة 07:26 ص|11 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم عماد الافرنجي / غزة

يدرك المتحاورون في القاهرة أن لا خيار أمامهم هذه المرة إلا النجاح ، فالشعب الفلسطيني لن يحتمل أي اخفاق أو فشل من أي طرف ، والراعي المصري –المشارك بقوة- لن يقبل العودة الى مربع الانقسام ، وقد أظهر الجانبان تصريحات ايجابية وحرص شديد على النجاح ، وإن حاولت جهات تعكير صفو الأمل بطرح قضايا وعناوين تفجر الحوار !! .

وحتى يصل الاخوة الكبار (فتح وحماس) إلى مصالحة حقيقية لابد أن يدركوا ان الشعب منهك من جرائم المحتل وتداعيات الانقسام ، لكنه مستعد للبذل والتضحية والمقاومة مهما كلفه من ثمن في ظل توفر رؤية وطنية جامعة تنهض بالمشروع الوطني ، فنحن ورغم دهاليز أوسلو لكننا شعب تحت الاحتلال يحتاج بندقيته كما دبلوماسيته ، ولسنا دولة حرة ذات سيادة بعد ، ولذلك لابد من توفير عوامل الصمود لشعبنا تبدأ بتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن ، وحينها ستجدون من أبناء فلسطين عطاء بلا حدود.

وأكرر لفتح وحماس لن يستطيع أحد منكم أن يشطب الآخر ، وقد خضتم تجربة مؤلمة دفع كلاكما فيها أثمانا باهظة ، فالاقتتال والاقصاء والتفرد لم ولن يجدي ، والمصالحة يجب ان يبنى أساسها على قاعدة الشراكة الوطنية والتعاون بين الاخوة ، فالعدو يتربص بالجميع والقدس تنتظر المخلصين ، وقضيتنا يراد لها التصفية .

نريد منكم أن تعملوا بكل اخلاص على انهاء معاناة غزة والغاء كل القرارات العقابية التي فاقمت من أزماتها ، غزة التي حملت ولا زالت المشروع الوطني الفلسطيني ، نريد أن توفروا الكهرباء والماء والعلاج وجوازات السفر وفتح المعابر ، واتمام المصالحة المجتمعية وفتح المعابر وغيره الكثير الكثير وتقوم الحكومة بدورها ومسؤولياتها فورا ، نريد أن تعززوا من الحريات العامة والصحفية في الضفة ووقف الاعتقالات والملاحقات ، وتدعموا عمل المؤسسات الخيرية وترسوا معالم السلم الأهلي وتعززوا من صمود المواطن أمام غول الاستيطان والتهويد، ونريد منكم أن تعملوا وفق منظومة فلسطينية واحدة تقاوم وتفاوض برؤية واحدة بوصلتها خدمة المشروع الوطني .

شعبنا ينتظر منكم اجابات شافية وعلاج ابداعي عادل لقضايا الموظفين والمفصولين والمقطوعة رواتبهم وكذلك الأسرى المقطوعة رواتبهم ، وحلول عادلة لمن أجبر على التقاعد المبكر ، شعبنا الذي ضحى بكل ما يملك ينتظر منك الأمل لأنه يستحق الحياة والسيادة .

اعملوا بكل جهد للتوافق حول منظمة التحرير الفلسطينية واعادة بنائها لتمثل وتعبر عن الكل الفلسطيني ولكم في تفاهمات بيروت الأخيرة قاعدة محترمة يمكن البناء عليها ، وأسرعوا في تشكيل حكومةوحدة وطنية ربما تكون أقدر على وضع الحلول والعلاج ، وتعد لاجراء انتخابات للرئاسة والمجلسين الوطني والتشريعي ،عليكم أن تبدعوا في خلق بيئة مواتية لانجاح حوارات القاهرة وتعزيز المصالحة ، والتمهيد لاجتماع موسع لكل الفصائل ويا ليته يتمم بمشاركة من فلسطينيي الشتات .

في التفاوض والحوار لن يأخذ أحد كل ما يريد ، ولكل طرف نقول كن مستعدا للتنازل من أجل شعبك وهو لن ينساك ، ولا يهمنا اذا ما خسر أحدكم لكن ما يهمنا ان يكسب الوطن ، واعلموا أن الاحتلال والادارة الأمريكية وإن أظهرا الصمت على حواركم لكنهما بالتأكيد لن يكونوا مسرورين على وحدتكم وتنظيم صفوفكم .

أيها القادة.. العالم يموج ويعمه الاضطراب وتستعر فيه الفوضى ، فارجعوا إلينا بمصالحة حقيقة واستعيدوا الوحدة من أجل الوطن والانسان ، فالوقت من دم وأرض ومقدسات.

كلمات دلالية