خبر من هو الخائن -هآرتس

الساعة 10:23 ص|10 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: يجب اجتثاث مصطلح خيانة من القاموس المستقبلي للسياسة الاسرائيلية ولكن طالما نستخدمه يجب التفريق ما بين ادعاءات اليمين تجاه داعمي الـ « بي.دي.اس » وبين الادعاءات القائلة بان حكومة اسرائيل تخون اهدافها - المصدر).

 

كلمة خيانة لم تلامس شفتي في السياق الاسرائيلي الداخلي ولكن الوضع تغير. هجمات اليمين على معارضيه أخذت في التصاعد في السنوات الاخيرة. من « عديمي العلاقة بالوطن » تحولوا الى منظمات « كاسري الصمت » و « بتسيلم » الى « متعاونين » و « خونة »، وباقي التعابير التي تسكن العقول المتقدة لمؤيدي المسيحانية الدينية.

 

اليسار أخذ موقف الدفاع، بنجاح احيانا: « السلام الان » و « بتسيلم » و « كاسري الصمت » واصلوا العمل بالرغم من الاساءات وتشويه السمعة؛ « الصندوق الجديد » تواصل العمل من أجل دولة اسرائيل أكثر من أي صناديق أخرى. ولكن شيء ما في الثقة الذاتية تضرر. نظرا لان نهاية اليمين لا تلوح في الافق، يتم تقبل ما يقوله بهدوء كبير، ليس معه تسليم بل ايضا بدون احتجاج.

وبهذا، يمكن ان نتساءل: ما هي « الخيانة السياسية » اذا لم تكن التخلي عن مصالح الشعب من أجل كسب سياسي فوري؟ ما هو القرار بشأن البناء المكثف للمناطق بدون تمييز، إن لم يكن احباط امكانية الحل السياسي واعداد اسرائيل لتكون دولة أبرتهايد أو كدولة عربية يهودية؟ أقلية مسيحانية عاطلة عن العمل تريد ان تضع دولة إسرائيل كاملة على سكة الخلاص. هو يحصل على دعم من الحاخامات الذي عليهم ان يمثلوا ارادة الله. يحاولون ان يفرضوا على دولة حديثة وعلى شعب لامبالي عمليات تعرض للخطر سيطرته على قطعة الارض هذه.

ستقولون، ان بناء كهذا هو أمر ممكن فقط اذا كان هنالك غطاء برلماني ثابت. ولكن هذا « الغطاء » يمكن الحصول عليه بمساعدة اعضاء كنيست من الليكود، الذين يخونون مصالح ناخبيهم ويسوون صفوفهم مع أقلية عسكرية تجندوا في صفوفها. هم يحاولون أن يسوقوا الصفقة الفاسدة للبناء في المناطق كرد للعدوانية العربية والمستقبلية وكاشارة لتعزيز سيطرة الشعب على وطنه. هؤلاء الناس يتصرفون بتخلي عميق عن المصير الحقيقي عن الجمهور في اسرائيل.

 

يجب العودة وقراءة الحقائق الاساسية: اسرائيل هي دولة شعب أغلبيته يهود وأقليته عرب، ولكن من زاوية رؤيا اقليمية نحن دولة أقلية في كل شيء. ومن الممكن جدا أن الظروف للتوصل الى اتفاق لم تنضج بعد، حتى ولو جزئيا. وأيضا في الجانب الفلسطيني وليس فقط في الجانب الاسرائيلي، ولكن مصلحتنا في التوصل الى اتفاق لم تتغير. إذن ماذا تعمل في فترة الانتظار؟ أمر واحد يخطر على بالي: تقوية اسرائيل من الناحية الديمقراطية، الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية. نتنياهو يفهم ذلك جيدا، ولكن نظرا لوضعه السياسي في وسط حزب مأسور بايدي اعضائه – هو خاضع للمستوطنين ولحاخاماتهم.

 

ان مفهوم خيانة هو مفهوم مشبع ويشير الى نوايا متناقضة لفعل الشر، ويجب السعي الى اجتثاثه من القاموس المستقبلي للسياسة الاسرائيلية. ولكن طالما نواصل استخدامه، يجب التأكيد بانه لا يوجد تناظر بين ادعاءاته نحو اولئك الذين يدعمون « الـ بي.دي.اس » وبين الادعاءات بان حكومة اسرائيل تخون أهدافها – واتخاذ خطوات تقلل من سفك الدماء، وابقاء مجال لحل سياسي مستقبلي، حل اهميته الى اسرائيل أكبر حتى من اهميته للفلسطينيين.

 

ان تصرفات دونالد ترامب لا يمكن توقعها. بغياب استراتيجية أو تفكير معمق، هو متأثر من المسيحانيين الصهاينة والذين بسبب ايمان دين غير سوي، والذي هو ليس مؤيد لليهودية، يدعون القومية الشعبوية. هكذا فان قول اوساط سياسية لديها « مصادقة من ترامب » أمر مخجل. حيث انهم يعرفون أيضا ان الوقت عيد المساخر، حيث فيه المسخرة مشروعة. وكما أننا اليوم نناظر ضد ظاهرة المهرجين لدينا في الداخل من المحظور الاستناد على المهرجين من الخارج.

 

كلمات دلالية