خبر لنتعلم من بيغن وليس من غولدا -هآرتس

الساعة 10:18 ص|10 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: يجب التعلم من بيغن الذي انتهز الفرصة واستعان حتى بخصومه وحقق لاسرائيل اتفاق سلام جيد وليس مثل غولدا التي اضاعت الفرص لتحقيقه - المصدر).

مرتين بعد اتفاق اوسلو وللتسويات المرنة التي وافق عليها بنيامين نتنياهو في الخليل وفي واي ريفر، حاولت اسرائيل اجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. في مؤتمر كامب ديفيد 2000 ذبح ايهود باراك بخطوة جريئة بقرة كلامية مقدسة، باظهاره استعدادا لتليين الصيغة المتعلقة في وحدة القدس تحت سيادة اسرائيلية. ياسر عرفات ومحمود عباس خافا ان يفرض عليهما بيل كلينتون اتفاقا سيئا وهربا من ذلك المكان. في أعقاب ذلك أعطى كلينتون مقابلة لايهود يعاري انتقد فيها بصورة شديدة القيادة الفلسطينية. فقط اليسار المتطرف الصق التهمة بباراك وبملاحظته التي تقول « ليس هنالك شريك فلسطيني ». ولكن هذه الملاحظة كانت صحيحة في وقتها وربما أنها صحيحة ايضا اليوم. المرة الثانية كانت في المفاوضات ما بين ايهود اولمرت ومحمود عباس. اولمرت ذهب بعيدا في عروضاته لمحمود عباس. مرونته فاجأت ايضا الامريكيين كما يتبين من كتاب ذكريات كونداليزا رايس. ولكن الفلسطينيين لم يستجيبوا ايضا لاولمرت.

استنادا الى هذه الاحداث، وعلى رفض عباس الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية – وهي الصيغة التي تظهر من قرار الامم المتحدة في تشرين الثاني 1947، والتي تمسك بها الفلسطينيين في وقت لاحق – وصل زئيف بنيامين بيغن الى استنتاج بانه لا يوجد من نتحدث معه (« نزاع فريد، عبرة فريدة »، « هآرتس » – 9/10) وخاصة بسبب غياب المرونة الفلسطينية في موضوع اللاجئين. بسبب أنه في المدارس الفلسطينية يعلمون الاولاد عن خرافة احتلال البلاد كلها بما فيها اسرائيل.

تبريرات بيغن منطقية، ولكنه لا يشذ عن جدار النقاش هذا. هو لا يسأل مثل أفنر بن نير: « هل ستظل السيف تأكل للابد؟ » هذا السؤال يجدر طرحه على الاقل منذ تأسيس حكومة نتنياهو الحالية، التي لا تسمح للفلسطينيين باي ثغرة لتغيير مواقفهم. من استنتاج بيغن يتضح ان اسرائيل هي سفينة نوح في وقت الطوفان، فقط خلافا لنوح فان نتنياهو لا يرسل حمامة من أجل ان يفحص مرة تلو الاخرى في ما اذا كان الطوفان قد هدأ.

الحكومة مرتاحة بالوضع القائم. يسودها الوهم بان الشرق الاوسط مثل البركة الموحلة والتي مياهها ساكنة ولا يمكن أن يتغير فيها شيء، وليس فيها مكان لتساؤلات على صيغة « هل ستبقى السيف تأكل للابد؟ ». هذا خطأ. الساحة السياسية تثور تحت سطح المياه الراكدة. 2017 لنتنياهو هي نسخة عن 1972 لغولدا.

غولدا رفضت ان تستوعب وتطبق مبادرة موشيه دايان الداعية الى انسحاب جزئي متفق عليه من قناة السويس بالرغم من أنور السادات استجاب للعرض، وكذلك رفضت صيغة مندوب الامم المتحدة غونار يارينغ الداعية الى اتفاق شامل (كتاب جديد كتبه د. مئير فويمفيلد « القفز الى المياه الباردة » ناقش ذلك باستفاضة). ولكن ايضا اذا كان صحيحا أنه لم يكن بالامكان منع الحرب، التي كانت ضرورية للسادات من أجل اعادة احترام مصر، كما يدعي المؤرخ اوري ميلشتاين – هذا لا يغير حقيقة أن غولدا رفضت ان تفحص الاحتمال للتوصل الى اتفاق. مثل نتنياهو الان.

ايضا حينئذ كان بالامكان التمسك بالخطوات التي قام بها جمال عبد الناصر الذي يتحمل المسؤولية عن حرب الايام الستة لخرقه بصورة وحيدة الجانب كل الاتفاقات الدولية، والادعاء بأنه « ليس هنالك من نتحدث معه في مصر ». ولكن مناحيم بيغن تصرف بصورة مختلفة، وعندما جاءت الفرصة التي ضيعتها غولدا امام السادات – استعان بدايان واهرون باراك، وتجاهل شركاءه السياسيين، وجلب لاسرائيل اتفاق السلام الاكثر اهمية خلال سنواتها السبعين.

بناء على ذلك، لا تكفي الاشارة الى مسؤولية عباس عن رياح الحرب، بل يجب الاستعداد لليوم الذي يتغير فيه المناخ السياسي، وعدم البناء في يهودا والسامرة خارج الكتل الاستيطانية. يجب العودة الى مقترحات باراك او اولمرت، مع القليل من التحسينات. خلاف ذلك يمكن كتابة المقال الذي كتبه بيني بيغن ايضا باللغة العربية – واتهام اسرائيل بنفس التهم التي يوجهها نحو الفلسطينيين.

 

كلمات دلالية