خبر الجهاد عنوان البطولة.. خالد صادق

الساعة 04:38 م|09 أكتوبر 2017

ثلاثون عاما مرت على تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, تلك الحركة التي استطاعت ان تحدث نقلة نوعية في الأداء الجهادي المقاوم, وان تعطي القضية الفلسطينية أولوية خاصة من خلال طرحها قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة الإسلامية, وقد انتهجت حركة الجهاد الإسلامي النهج المقاوم منذ نشأتها, وتميزت بعملياتها الفدائية النوعية والتي بدأتها بالسكاكين والمولوتوف ثم تطورت إلى السلاح الأوتوماتيكي والعمليات الاستشهادية, وأحدثت اختراقات عديدة في نظرية الأمن الصهيونية, فنفذت عمليات نوعية ومتميزة أبرزها عملية بيت ليد البطولية المزدوجة التي نفذها الشهيد البطل صلاح شاكر والشهيد البطل أنور سكر, وكانت هذه العمليات النوعية تحمل رسائل للاحتلال ان لا مكان لكم على ارض فلسطين, وان هذا الكيان الصهيوني إلى زوال, مما خلق حالة من الرعب والفزع لدى الكيان الصهيوني, وتزايدت وقتها الهجرة العكسية, واهتزت صورة الجيش الذي لا يقهر أمام العالم, وسقطت أسطورة « إسرائيل » الوهمية أمام العالم.

لم يكن الفعل الجهادي المقاوم هو السبيل الوحيد للجهاد الإسلامي على الساحة الفلسطينية, بل أصبحت الحركة تتمدد جماهيريا وتشق طريقها بين الناس, بالعمل الجهادي المقاوم الذي كان يمثل نموذجا للفلسطينيين, وبالفكر الإسلامي الواعي والثائر, تحت شعار الإيمان والوعي والثورة, وقد قاد هذه الحركة نخبة من الشباب  المثقف من طلبة الجامعات والذين قادهم الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله, وقد استطاعوا ان يشكلوا النواة الصلبة لحركة الجهاد الإسلامي, فقدموا التجربة الإسلامية الجهادية على الساحة الفلسطينية بكفاءة منقطعة النظير, فاعتقلوا في السجون الصهيونية, وتعرضوا للتعذيب واستشهد عدد منهم اثناء التحقيق معه,  وتعرضوا للملاحقة وطوردوا ومنعوا من إكمال دراستهم الجامعية, ثم جاءت مرحلة الإبعاد إلى بيروت, وكانت تهدف إلى إنهاء وجود الحركة على الساحة الفلسطينية, لكن الحركة استطاعت النهوض مجددا وإعادة التواصل بين الداخل والخارج, وتنسيق السياسات والعمل المقاوم, فأصبحت الحركة أكثر قدرة على الأداء السياسي والعسكري المقاوم, ومثلت مرحلة نضالية متميزة في تاريخ القضية الفلسطينية مع الإخوة في حركة حماس, فوقفت «إسرائيل» عاجزة أمام العمليات الاستشهادية البطولية التي كانت تضرب في عمق الكيان, حتى خرج رئيس الوزراء الصهيوني إسحاق رابين ليخاطب الإسرائيليين ( ماذا افعل لكم في شخص جاء يبحث عن الموت)  ثم كانت أمنيته الشهيرة بأن يصحو ليرى غزة وقد ابتلعها البحر.

اليوم وبعد ثلاثين عاما من التأسيس تواصل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تحت قيادة أمينها العام الدكتور رمضان عبد الله شلح حفظه الله ورعاه عطاءها اللامحدود, لقد أخذت على عاتقها مواصلة طريق الجهاد والمقاومة, من خلال تصويب البوصلة وعدم حرف الأنظار عما يرتكبه الاحتلال من مجازر, وما يخطط له من جرائم ومؤامرات ضد فلسطين قضية وشعبا, ولا زالت تبذل في سبيل ذلك عظيم التضحيات, لقد خاضت الحركة ثلاث حروب طاحنة مع الإخوة في كتائب القسام, وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية ضد العدو, وقدمت آلاف الشهداء والجرحى من خيرة أبنائها, وقد علت راية سرايا القدس وسيرتها من خلال عطائها الكبير, ووصلت إلى عنان السماء, كما حافظت حركة الجهاد الإسلامي مع بقية فصائل المقاومة الفلسطينية على استمرارية انتفاضة القدس المباركة, وقدمت الشهداء, بل وتقدمت من خلال ابنيها ضياء التلاحمة, ومهند الحلبي الصفوف فأججت الانتفاضة وأشعلت شرارتها وأكسبتها زخما جديدا, وشارك أبناء الحركة في مسيرات الغضب في نقاط التماس مع الاحتلال الصهيوني فقدمت عشرات الشهداء والجرحى .

سيبقى الجهاد الإسلامي عنوان البطولة, والرمز الوطني الذي يحظى بالاحترام الشعبي والرسمي, ليس لديه أجندات داخلية أو خارجية للوصول إلى السلطة, ولا يطمع في سدة الحكم, ولا تستهويه المناصب والكراسي, فهو يدرك ان المرحلة لا زالت مرحلة تحرير ومقاومة, وان أوسلو جاءت لتنتقص من حقوق الفلسطينيين بل تلتف عليها وتنهيها, لذلك كل عمل تحت سقف أوسلو لدى الجهاد الإسلامي مرفوض تماما, لأن فيه تفريطاً بحق من حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته, الجهاد الإسلامي سيبقى عنوان المرحلة, ومواقفه المتميزة وصوابية قراراته تنبع من فكر إسلامي ثائر وواعٍ  ومدرك لطبيعة المرحلة, وكلما مضت السنين أثبتت ان الجهاد الإسلامي الأكثر قدرة على قراءة المستقبل السياسي للقضية الفلسطينية لأنه ملتحم بها وبالشعب الفلسطيني, والأكثر صوابية في مواقفه ومساراته..                      

 

كلمات دلالية