خبر صواريخ « إس-400 » الروسية لتركيا والسعودية:اختراق لدائرة النفوذ الأميركي

الساعة 07:07 ص|08 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

لم يمر أسبوع على تأكيد روسيا أن تركيا سددت قيمة صواريخ « إس-400 » الروسية للدفاع الجوي، حتى أسفرت القمة الروسية-السعودية في موسكو عن إعلان الرياض عزمها شراء أربع مجموعات من الصواريخ ذاتها، وسط تساؤلات حول واقعية تنافس روسيا مع الولايات المتحدة في بلدين أحدهما عضو في « حلف شمال الأطلسي »، الحليف الاستراتيجي لواشنطن.

وفي هذا الإطار، يرى رئيس قسم العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة « بليخانوف » الاقتصادية الروسية، المحلل السياسي والعسكري، أندريه كوشكين، أن توجه كل من تركيا والسعودية نحو التعاون العسكري التقني مع روسيا يعكس سعيهما إلى تنويع علاقاتهما الخارجية والحصول على أوراق قوية في العلاقات مع الولايات المتحدة. ويقول كوشكين، في حديث لـ« العربي الجديد »، إن « تركيا بلد عضو في حلف الناتو، ولكنها باتت على خلاف واضح مع الولايات المتحدة بعد محاولة الانقلاب ودعم واشنطن الأكراد، كما أن هناك خلافات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي الذي سعت تركيا بلا جدوى للانضمام إليه، فتوجّهت نحو الشراكة مع روسيا في نهاية المطاف ».

« وحول دوافع السعودية لتطوير التعاون مع روسيا، يضيف كوشكين »روسيا والسعودية لا تخفيان أن هناك خلافات بينهما في الملف السوري، ولكن الرياض أدركت أن مواقف روسيا في الشرق الأوسط ازدادت قوة، فسعت لتنويع علاقاتها« . ويتابع أنه »على عكس حالة تركيا، لم تدخل السعودية في خلافات كبيرة مع واشنطن، ولكن مسيرة علاقاتهما مليئة بالمنعطفات مثل التقرير الأميركي حول الدور السعودي المزعوم في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 والتهديد السعودي ببيع أصول المملكة في الولايات المتحدة، وتراجع الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عن شنّ ضربة عسكرية على سورية عام 2013 وغيرها« ، وفق تعبيره. وحول تداعيات حصول البلدين على صواريخ »إس-400« ، يرى الأكاديمي الروسي أن »تركيا ستخرج من منظومة الناتو للدفاع الجوي وستنال درجة كبيرة من الاستقلالية عن الولايات المتحدة والحلف مع بقائها عضواً فيه« . ويضيف أن »السعودية التي ليست عضواً في الناتو، ستحصل على بعض الأوراق القوية أيضاً، ومنها الحصانة من أي ضربات جوية أو صاروخية أميركية في حال هددتها واشنطن يوماً ما« ، وفق قوله.

وتعتبر »إس-400« (تريومف) أحدث منظومة للدفاع الجوي في العالم، وهي قادرة على اعتراض كافة أنواع الطائرات والصواريخ المجنحة والبالستية التي تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية وتحلق على ارتفاعات تصل إلى 27 كيلومتراً. وسبق لروسيا أن نشرت منظومة »إس-400« بقاعدة حميميم في محافظة اللاذقية بعد حادثة إسقاط قاذفة »سوخوي-24« من قبل سلاح الجوي التركي في نهاية عام 2015، وسط أزمة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين. وفي عام 2017، بدأت روسيا بتوريد منظومات »إس-400« إلى الصين، كما أبرمت صفقة مع تركيا، لتكون ثاني بلد أجنبي سيحصل على هذه الصواريخ، قبل أن توافق السعودية على شرائها، ومن المتوقع أن يتم التعاقد مع الهند قبل نهاية العام الحالي.

وفي الوقت الذي تتخوّف فيه واشنطن من توسع الصادرات العسكرية الروسية لحلفائها، يقلل خبراء عسكريون روس من خطورتها، لكون »إس-400« منظومة دفاعية بحتة، كما أن روسيا تتعامل مع تصدير الأسلحة على أنها مسألة تجارية أكثر منها سياسية، مشيرين في هذا الصدد إلى تعاونها مع دول متخاصمة في ما بينها في آنٍ واحد، كما هو الحال مع أرمينيا وأذربيجان، مثلاً، أو إيران والسعودية وغيرها من الدول.

» وفي أول رد فعل روسي حيال القلق الأميركي من توريد الصواريخ الروسية إلى السعودية، أكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن « الدفع بالتعاون الروسي-السعودي يصب في مصلحة البلدين والاستقرار في العالم العربي والمنطقة، وغير موجه بأي شكل من الأشكال ضد أي بلد آخر ».

كلمات دلالية