خبر « حبيب » لـ« الحياة »: الأمن المصري يستخدم الترهيب ضدنا لأننا نقوم بنصرة شعب غزة

الساعة 05:51 ص|18 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

أكدت مصادر مطلعة أن أجهزة الأمن المصرية اتهمت قيادياً في «الإخوان المسلمين» اعتُقل قبل ثلاثة أيام، بتمويل حركة «حماس» و «تشكيل خلية هدفها استقطاب شبان الجامعات وتلقينهم تدريبات عسكرية لإرسالهم إلى قطاع غزة». وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق في القضية.

 

وكان عناصر من جهاز أمن الدولة دهموا في ساعة متقدمة من مساء الاثنين منزل القيادي «الإخواني» الدكتور جمال عبدالسلام، وهو أيضاً مدير لجنة الإغاثة والطوارئ في «اتحاد الأطباء العرب» الذي تسيطر عليه الجماعة. واعتقلوه بعدما فتشوا منزله وصادروا هاتفه الجوال وبعض الكتب وجهاز الكومبيوتر الخاص به. وعُرض عبدالسلام على نيابة أمن الدولة مساء أول من أمس، فأمرت بسجنه 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجري معه.

 

واعتبر «الإخوان» الإجراء «خطوة حكومية لمنع الشعب المصري من إغاثة إخوانه المحاصرين في فلسطين». وقال محامي الجماعة عبدالمنعم عبدالمقصود لـ «الحياة»، إن السلطات وجهت إلى عبدالسلام تهماً تتعلق بـ «الانضمام إلى جماعة محظورة»، واتهمته بأنه «كوّن خلية نشطة يرأسها بمشاركة الناطق الإعلامي باسم شباب الإخوان في جامعة حلوان عبدالعزيز مجاهد المعتقل منذ أكثر من شهر، والمدون المعتقل منذ شهرين محمد عادل».

 

وأشار إلى أن لائحة الاتهام «تزعم أن تلك الخلية سافرت إلى غزة والتقت قيادات من حركة حماس، على رأسها الناطق باسم الكتلة النيابية للحركة مشير المصري، وتلقت تدريبات عسكرية في القطاع، وعند عودتها بدأت في استقطاب عدد من العناصر الجديدة وشبان الجامعات لإرسالهم إلى هناك». وأضاف أن النيابة قالت في اتهاماتها لعبدالسلام إن «جماعه الإخوان التي ينتمي إليها تستغل الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني لإثارة المواطنين المصريين وتقليب الرأي العام ضد الحكومة».

 

وأوضح أن عبدالسلام «أنكر جميع الاتهامات الموجهة إليه، مشددا على أن عمله رئيساً للجنة إغاثية يسير من خلال نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب، ولا علاقة لعمله بجماعة الإخوان». واعتبر سجنه «إجراءاً سياسياً لا علاقة له بقوانين، ويأتي على خلفية محاولات الجماعة تسيير قوافل إغاثية إلى غزة وجمع تبرعات لشعبها المحاصر». ويرأس عبدالسلام لجنة إغاثية تجمع تبرعات لإرسالها إلى غزة. وكان أفرج عنه منتصف العام الماضي بعد اعتقال دام نحو اربعة شهور.

 

من جانبه، قال والد المدون محمد عادل لـ «الحياة» إن ابنه «ذهب إلى قطاع غزة منذ فترة مع لجنة إغاثية تابعة للهلال الأحمر والتقى قيادات حماس هناك كنوع من السبق الصحافي له باعتباره مدوناً. وتساءل: ما المشكلة في أن يلتقي ابني قادة حماس؟ هل هذا مخالف للقانون؟». وأشار إلى أن «القافلة التي سافر معها تابعة للجنة الإغاثة في مؤسسه الهلال الأحمر التي ترأسها قرينة الرئيس سوزان مبارك. وهو سافر بطريقة مشروعة وقانونية». ورأى أن «الاتهامات الموجهة إلى ابني مدعاة للسخرية، فكيف لشخص زار غزة لمدة لا تتعدى 48 ساعة أن يتلقى تدريبات عسكرية هناك في تلك الفترة الوجيزة ثم يقوم بعمل تنظيم؟».

 

واعتبر نائب المرشد العام لـ «الإخوان» الدكتور محمد حبيب أن هذه الاتهامات جاءت «للرد على محاولات الجماعة نصرة شعب غزة». وقال لـ «الحياة» إن «اللجنة تعمل في إطار من الشرعية وتحت مظلة القانون، لذلك لا أجد مبرراً لما حدث سوى أنه محاولة لترهيب وتخويف الشعب المصري حتى لا يتبرع لنصرة المحاصرين في غزة». ومنعت أجهزة الأمن قبل أسبوع قافلة إغاثية هي الثالثة كانت تهدف إلى فك حصار غزة. واستبقت ذلك بحملة توقيف واسعة شملت المنتمين إلى «الإخوان» في محافظات عدة.