خبر خطوة مأمولة .. بقلم/خالد صادق

الساعة 11:53 ص|07 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

جماهير غفيرة خرجت في استقبال حكومة التوافق القادمة إلى غزة, خرجت محملة بالطموحات والآمال بحل مشكلاتهم الحياتية المتفاقمة, خرجت وهى على ثقة ان القادمين سيأتون إلى غزة وهم يحملون البشريات بواقع أفضل سيحسن ظروفهم الحياتية والمعيشية, لذلك خرجوا بعشرات الآلاف يهتفون بحناجرهم الملتهبة للمصالحة, ويشيعون الانقسام إلى غير رجعة, لكنهم فوجئوا بصفعة بدأها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عندما قال ( حماس جاءت للمصالحة بفضل هذه العقوبات وأضاف «إحنا مش مستعجلين»), وأكملها رئيس الوزراء رامي الحمد الله وحكومته, عندما قرر ان (لا رفع للعقوبات عن غزة, إلا بعد الجلوس في القاهرة والتفاوض بين طرفي الانقسام حول القضايا العالقة, والوصول إلى حلول جذرية للمشكلات المطروحة).

ان مبدأ المصالحة القائم على استمرار معاقبة الناس والمقامرة بمصيرهم مرفوض, وكان الأولى ان تحمل الحكومة بشريات إلى المواطن الفلسطيني المسحوق في غزة, وان يشعر بأن هناك تغيراً حاصلا قد يحسن من ظروف حياته المعيشية نسبيا, فالمصالحة الفلسطينية لها شقان:

شق مدني يخص المواطن ويستحوذ على جل اهتمامه.

وشق سياسي يعنى به طرفا الانقسام والفصائل الفلسطينية.

أما الشق المدني فكان يحتاج لحلول سريعة ومباشرة, خاصة ان العقوبات التي فرضتها السلطة من الممكن التغلب عليها بسهولة.

والشق السياسي ممكن ان يتم التحاور والنقاش فيه وقد يأخذ وقتا ويحتاج إلى جهود مضنية, نظرا لاتساع الهوة بين طرفي الانقسام والتباين في المواقف, واختلاف البرامج السياسية لكلا الطرفين.

بمبدأ نريد سلطة واحدة, بسلاح واحد, وقانون واحد, بنى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قاعدة المصالحة, وهى قاعدة هشة وضعيفة, لا يمكن البناء عليها لأنها سرعان ما ستنهار, فسلاح المقاومة خط احمر, وهو صاعق التفجير للمصالحة الفلسطينية, والخطر الأكبر الذي قد يؤدي إلى انهيارها–لا سمح الله- بالإضافة إلى ان سلاح المقاومة أمر لا يخص طرفي الانقسام فحسب, فكل فصائل المقاومة الفلسطينية لديها أجنحتها العسكرية وتملك السلاح والعتاد, وهى لن تسمح بأي حال من الأحوال المساس بسلاح المقاومة, وحتى يكون الأمر أكثر وضوحا, فان مجرد طرح سلاح المقاومة على طاولة الحوار مرفوض كليا من الفلسطينيين, الذين يرون في المقاومة وسلاحها الضامن الوحيد لوحدة الفلسطينيين الجغرافية والبشرية.

المصالحة تخطت عقبات هامة, واجتازت حواجز صعبة, وهناك حالة تفاؤل لدى الفلسطينيين بان تنتهي فصول الانقسام سريعا, خاصة ان خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية, أوحى بان الانقسام أصبح خلف ظهورنا, وانه لا يمكن الرجوع إلى الوراء, وان مصر تعهدت لحماس بالتغلب على كل العقبات, وحل القضايا العالقة, كما أوضح مسؤول حركة حماس في غزة السيد يحيى السنوار, ان هناك خطوات مفاجئة قد تقدم عليها حماس لأجل انجاز ملف المصالحة, وانه لن يسمح بأي فشل, حتى بعد خطاب رئيس السلطة الذي تحدث عن ( سلاح شرعي واحد, وانه لن يسمح بسلاح المقاومة, وسيفرض القانون في غزة كما هو مفروض في الضفة), إلا ان قيادة حماس لم ترد على هذه التصريحات «المستفزة» وأحالت الأمر إلى مصر كي تقوم بدورها وتمنع مثل هذه التصريحات التوتيرية.

علينا ان ننتظر ما ستسفر عنه اجتماعات القاهرة «الثنائية» بين فتح وحماس, وهل من الممكن ان تأتي بنتائج سريعة تخص المواطن الفلسطيني وتخفف من معاناته, وهل تبدأ حكومة الحمد الله في تطبيق خطط التنمية في القطاع, أم نحن في انتظار حكومة وحدة وطنية جديدة تحمل ملف التنمية والاعمار, لكن الأمر يتطلب اليقظة لان الاحتلال يخطط لإفشال المصالحة, ويشترط ان تعترف حماس بإسرائيل, وتحل جناحها العسكري كتائب القسام, وتقطع علاقتها بإيران, كي تمضي المصالحة, والاحتلال يدرك ان هذا مستحيل, نحن ذاهبون إلى مصالحة بإرادة فلسطينية وبقرار فلسطيني, بعيدا عن أي تدخلات خارجية.

كلمات دلالية