خبر سيناريوهات التشاؤل الفلسطينية

الساعة 10:27 ص|04 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

الكاتب: عماد عفانة

أولا السيناريو الحالم:

وهو السيناريو الذي يحلم به كل حرب أبي من أبناء الشعب الفلسطيني والذي يتمثل بنجاح المصالحة، عبر تجلي النوايا الطيبة لتقود الإرادة الفلسطينية من منطلق وطني.

وان تتحمل حكومة التوافق مسؤولياتها بشكل كامل ونزيه عن قطاع غزة لفترة انتقالية لحين الانتخابات العامة، يلتئم خلالها الشمل الفلسطيني عبر قواه وفصائله في القاهرة، ليتفق الجميع برعاية مصرية على عقد الإطار القيادي للمنظمة، للبحث في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ثم تحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، ووضع آليات الإشراف عليها، انسجاماً مع كل تفاهمات اتفاقات المصالحة في القاهرة وغيرها.

وسمي بالسيناريو الحالم لأن الأطراف الأخرى التي تلعب دور الشيطان في هذا المسلسل مثل –إسرائيل، أمريكا، الامارات، دحلان، السعودية، السيسي-لن يروق لهم تطبيق هذا السيناريو لتحقيق المصالحة ليعيش الشعب الفلسطيني براحة وأمان ووفاق واتفاق.

فإسرائيل على سبيل المثال قد لا ترغب بتواصل لا جغرافي ولا سياسي بين غزة والضفة المحتلة، ليسهل عليها ابتلاع ما تبقى من الضفة وانهاء ما يسمى بحلم الدولة.

أما الأنظمة العربية الأخرى المذكورة أعلاه وعرابيها قد لا يروق لهم حصول مصالحة تدخل حملة البندقية ورافعي لواء المقاومة –حماس-وأحد فروع جماعة الاخوان المسلمين التي يحاربونها بأظفارهم وأسنانهم إلى مربع الشرعية الفلسطينية والحصول على نصيب من مفردات الحكم والتحكم بالقرار.

ثانيا السيناريو المتشائل:

أن تقوم حكومة التوافق بالتلكؤ في القيام بواجباتها تجاه غزة، وأن يكتفي وزراؤها بالإقامة في الفنادق ذات الخمس نجوم، والاستنكاف عن دخول وزاراتهم، وأن يضع الرئيس عباس شروط تعجيزية جديدة لتحمل المسؤولية مثل الشروط التي سمعنا عنها اليوم والمتمثلة بعدم وصول أي مساعدات مالية لغزة الا عبر الحكومة، وعدم وجود أو دور لقطر أو أي دولة أو جهة بعينها في غزة، وألا يتم تكرار تجربة حزب الله اللبناني.

ثالثا سيناريو فصائل المقاومة:

وهو سيناريو الورقة الأخيرة الذي تحتفظ به فصائل المقاومة، وقد تخرج لتعلن في حال بدت بوادر السيناريو الثاني أنها لن تقف متفرجة على حصار غزة، لتهدد بقلب الطاولة في وجه الجميع، والقاء كرة اللهب في وجه جميع المحاصرين.

ومع كل الآمال الطيبة بنجاح السيناريو الأول وتحقيق المصالحة، إلا أننا لا نستطيع نفي وجود سيناريو آخر وهو السيناريو المجنون.

رابعا السيناريو المجنون:

أظنكم سمعتم كثيرا عبر عشرات المحليين الفلسطينيين والصهاينة على حد سواء مقولات من قبيل « قد تستطيع »اسرائيل« هزيمة حماس والقضاء عليها في غزة، لكن ماذا بعد اليوم التالي للقضاء على حماس ومن سحيكم غزة؟ هل ستحكمها قوى أكثر تطرفا من حماس مثل داعش.؟

هذا ما كان يطرحه قادة الصهاينة وقادة أجهزتها الأمنية لتبرير عدم الاجهاز على حماس ابان الحروب السابقة.

فكان هذا السيناريو الان القاضي بتحقيق مصالحة شكلية وإعلان نوايا طيبة بإدخال حماس للمؤسسات الوطنية كالمجلس الوطني ومنظمة التحرير عبر الانتخابات، واستدراج حماس للقبول بالتنازل طواعية عن حكم غزة لصالح حكومة التوافق لتكون مسؤولة بشكل كلي ومباشر عن صغيرة وكبيرة في قطاع غزة.

وعندما يتم للحكومة هذا الأمر وتضمن أنها باتت تتحكم بكل المفاصل والزوايا، تقوم »اسرائيل" التي انهت عشرات المناورات على ضرب وإعادة احتلال غزة بضربتها المفاجئة لتقوم بحرب إبادة لجميع فصائل المقاومة في غزة وتحطيم كافة قدراتها والقضاء قضاء مبرما على أي أمل بعودتها حتى ولو بصوت خافت لساحة غزة.

ليتم الأمر لحركة فتح والرئيس عباس الذي سيقوم بنقل مقراته الحكومية الثقيلة الى غزة وترك الضفة ليجهز عليها المخطط الاستيطاني المتنامي، وتغطية ذلك بإعلان كبير وبراق وهو قيام دولة فلسطينية في غزة وأن يقام لها ميناء ومطار مع حرية الحركة على المعابر مع مصر ..الخ من المميزات الاقتصادية على طريق إتمام ما يسمى بصفقة القرن بإنهاء القضية الفلسطينية، وبدء هجوم التطبيع والسلام العربي مع إسرائيل والذي بدأت طلائعه من مملكة البحرية علانية ودون أي وجل.

كلمات دلالية