خبر اختبار المصالحة الفلسطينية -اسرائيل اليوم

الساعة 10:26 ص|04 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

نزع سلاح حماس

بقلم: اللواء احتياط يعقوب عميدرور

(المضمون: اذا واصلت حماس الاحتفاظ بقدراتها العسكرية، دون ان تتمكن السلطة من أن تفرض عليها شروط الاتفاق وتنزع سلاحها – سيكون واضحا ان الاتفاق هو ظاهري للعيان فقط، استعراضا غير مقنع من وحدة عديمة القيمة الحقيقية، مظلة للارهاب الفلسطيني ليس الا - المصدر).

ينطوي الاتفاق الذي سمح ظاهرا بعودة سيطرة السلطة الفلسطينية الى غزة على وعد كبير للفلسطينيين: فلا مزيد من الحروب الاهلية بين فتح وحماس. من الان فصاعدا شعب موحد يقرر مصيره وينهي الجدالات في داخله في اطار سياسي، وليس بقوة الذراع. فضلا عن ذلك، الان، بعد انتهاء الازمة، يفترض بالسلطة الفلسطينية ان تتلقى المسؤولية عن حياة المواطنين في القطاع، فتدفع كامل الرواتب لالاف الغزيين وتمول المزيد من الكهرباء في القطاع. وفي الجانب السياسي ايضا يعطي الاتفاق ميزة للفلسطينيين. فمن الان فصاعدا تتحدث السلطة باسم كل الشعب الفلسطيني، ولا يمكن تجاهلها بذريعة ان الشعب الفلسطيني منقسم بين سلطتين.

 

ولكن الاختبار الاكبر على الاتفاق الذي توصل اليه الطرفان بوساطة مصرية، وتضمن ضغطا حقيقيا على حماس يوجد من زاوية نظر اسرائيل في مسألة اخرى، لا تتعلق مباشرة بشروط حياة الفلسطينيين. تتعلق المسألة بالقوة العسكرية في غزة، مجرد وجودها ومن يتحكم بها. وعليه، فاذا كانت السلطة تسيطر في غزة، فعليها أولا قبل كل شيء أن تنزع سلاح حماس. فحسب الاتفاقات التي اقيمت السلطة بموجبها، لا توجد اي امكانية للابقاء على السلاح الذي لدى حماس اليوم، لا بالكمية ولا بالنوعية. وبالمقابل، اذا واصلت حماس الاحتفاظ بقدراتها العسكرية، دون ان تتمكن السلطة من أن تفرض عليها شروط الاتفاق وتنزع سلاحها – سيكون واضحا ان الاتفاق هو ظاهري للعيان فقط، استعراضا غير مقنع من وحدة عديمة القيمة الحقيقية، مظلة للارهاب الفلسطيني ليس الا.

يمكن تهنئة الفلسطينيين بالانجاز الداخلي اذا كان حقا يمنع سفك الدماء، سواء كان فلسطينيا ام اسرائيليا. وفي نفس الوقت ينبغي أن يكون واضحا بانه اذا كان الاتفاق مثابة وثيقة

"كلمات غامضة من خلفه تتعزز حماس فقط، محظور على اسرائيل السماح بتحققه. فلا يمكن ان يسمح في صالح المصالحة الفلسطينية الداخلية بتعزيز منظمة لا يتردد قادتها في الاعلان عن نيتهم القتال ضد اسرائيل، ومع كل الاحترام لتحسين مكانة ابو مازن، محظور ان تشوش مصالحه على مصالح اسرائيل وتمنع تحقيقها.

اذا كان ابو مازن يريد أن يربح من الاتفاق، سيتعين عليه ايضا ان يدفع الثمن: السيطرة على القوة العسكرية لحماس وحلها، في ظل ابقاء السيطرة الامنية في يد الشرطة الفلسطينية، مثلما في يهودا والسامرة. كل خطوة اخرى محظور على اسرائيل أن تقبلها. فهي لا تحتاج لان تحمل على ظهرها هذه المصالحة.

مفهوم أنه كلما تحققت الخطوة، هكذا ستكون السلطة مسؤولة ايضا عن مواضيع اخرى، كاعادة من سقط في الجرف الصامد او الاسرائيليين المعتقلين هناك بعد ان اجتازوا الحدود الى القطاع. ولكن الاختبار الاول والاهم هو نزع سلاح حماس.

كلمات دلالية