خبر وحشية ليبرمان- هآرتس

الساعة 10:29 ص|03 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

ان قرار وزير الدفاع افيغدور ليبرمان بفرض اغلاق تام على الضفة ابتداء من عشية عيد العرش (سوكوت) وحتى منتهى السبت القادم، 11 يوما، هو رد فعل متحمس وعديم التوازن على العملية في هار أدار، حتى بالنسبة لمتحمس عديم التوازن كليبرمان. وكما هو معروف، فان وزير الدفاع يتبنى العقاب الجماعي الانتقائي. وكمؤيد لنهج « العصي والجزر » يؤمن بانه ينبغي التمييز بين الفلسطينيين « الاخيار » والفلسطينيين « الاشرار »: معاقبة القرى التي يخرج منها مخربون والاثابة بالامتيازات الاقتصادية والبنى التحتية للقرى والمناطق التي تحافظ على الهدوء الامني. اما العقاب الجماعي لكل سكان الضفة، بلا تمييز، فهو خطوة وحشية وغير متوازنة حتى وفقا لنهجه.

 

ويبرز طول الاغلاق ومداه في خطورتهما ايضا على خلفية تصريح حماسي جدا لرئيس الوزراء. فقد قال بنيامين نتنياهو في جلسة الحكومة الاسبوع الماضي ان الخطوات التي ستتخذ ردا على العملية ستكون هدم منزل المخرب، فرض طوق على قرية بيت سوريك التي خرج منها وسحب تصاريح العمل في اسرائيل من ابناء عائلته الموسعة. ومن هنا وحتى العقاب الذي تقرر فرضه على الفلسطينيين المسافة واسعة.

 

والمفتش العام للشرطة روني ألشيخ هو الاخر قال بعد العملية ان الشرطة لم تقرر بعد كيف تعمل في موضوع العمال الفلسطينيين، ولكنه اوضح بان « الكثير من العمال يعملون بتصاريح داخل الخط الاخضر، وهذا نسيج حياة. لن نتخذ قرارات متطرفة ». وصف ألشيخ صحيح: فالكثير من سكان القرى المجاورة لهار أدار يعملون في المستوطنات، ومستوى الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين عالٍ. يدور الحديث عن حالة نادرة في السنتين الاخيرتين، ينفذ فيها فلسطيني يحمل تصريح عمل في اسرائيل عمله. إذن فما هو التفسير للقرار المتطرف بفرض اغلاق لمدة 11 يوما على كل المناطق؟

 

ان الموقف المبدئي لجهاز الامن هو ان العمال الفلسطينيين الذين يعملون في نطاق الخط الاخضر والمستوطنات يساعدون في تهدئة الوضع الامني إذ انهم يمتنعون على نحو شبه تام عن تنفيذ العمليات. وعلى خلفية هذا الموقف التقليدي غريب الامر في أن يكون للتوصية على الاغلاق الشامل والطويل تشارك كل محافل الامن، بما فيها الجيش الاسرائيلي، الذي يعرض بشكل عام خطا معتدلا بالنسبة للخط الحماس الذي تتصدره القيادة السياسية.

 

ان العقاب الجماعي لا اخلاقي ولا قانوني. كما أنه لم تثبت ابدا نجاعته كاجراء رادع يمنع المزيد من عمليات الارهاب. بل العكس هو الصحيح: فهو بشكل عام يشعل فقط نار العنف. محظور السماح لمشاعر الغضب الجماهيري والرغبة في الانتقام، والتي يعتبر السياسيون الشعبويون بوقا لها ان تملي سياسة وحشية وعديمة النفع.

 

كلمات دلالية