خبر العالم في انتظار أوباما.. إسرائيل اليوم

الساعة 10:12 ص|17 ديسمبر 2008

بقلم: يوسي بيلين

في نيويورك تغلق حوانيت وتعرض للايجار، والخطاب خطاب اقتصادي بائس. يتنافس خبراء الاقتصاد في وصف خطورة الوضع. يقول لي جورج سوروس، ابو صناديق التجدير ان الوضع اصعب مما كان في 1929، ويقول اخرون ان المقارنة ليست صحيحة لكن ثم حاجة الى معجزات للخروج من الوضع الحالي.

في واشنطن يرفض مجلس الشيوخ رزمة المليارات لشركات السيارات، ويشغل الشارع السياسي نفسه بمسألة تعيينات براك اوباما. يريد الجميع المشاركة في مراسم اداء القسم. يتحدثون عن اربعة ملايين شخص، ومن لم يصوت للرئيس الاسود الاول للولايات المتحدة متأثر ويعترف بان الحديث عن حادثة تاريخية وعن انتخاب مدو.

هل سيعين مبعوثا الى الشرق الاوسط؟ هل سيكون هذا هو دان كريتسر؟ ام دنس روس؟ ام ريتشارد هالبروك؟ ام كولن باول، ام حتى بيل كلينتون؟ هل سيعين اربعة مبعوثين او خمسة ومن فوهم مبعوث اعلى؟ هل سيجرى الحوار مع ايران قبل الانتخابات هناك ام بعدها فقط؟ هل ستكون سورية اولا ام يريد التوصل سريعا الى اتفاق اسرائيلي- فلسطيني؟.

يشغل اناس ادارة كلينتون في الماضي انفسهم باعداد اوراق عمل سياسية للرئيس المقبل ولوزيرة الخارجية، حتى وان اعترفوا بان عمل اوباما الرئيس سيكون في المجال الاقتصادي. وهم مؤمنون بقدرته على تفويض اخرين وتوجيههم للعمل بحسب خطة نؤمن بها؟.

ان من يجهدون انفسهم الان ايضا بانقاذ شركات السيارات الكبيرة في ديترويت يعترفون بان الحديث عن خطة لبضعة شهور. ثم من يصف بوش بانه "قائمة يأس" معلقة في غرفته البيضوية، وهو يدعو الله كل صباح ليمر يوم اخر سريعا كي يستطيع الخروج من البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني ناجيا بنفسه.

لكن ما الذي سيكون بعد ذلك؟ كم من المليارات الاخرى يمكن صبها على صناعة السيارات الفاشلة؟ ما الذي يمكن ان يطلب منها عوض ذلك؟ أإقالة جميع المديرين الذين اتوا الاجتماع في الكونغرس في طائراتهم الخاصة؟ ام الانتقال الى السيارات نصف الكهربائية؟ وهل هذا حل اقتصادي حقا؟.

الحلول عند اوباما.العالم في انتظار اوباما، وامريكا في انتظار اوباما, ويوجد احساس بانه يمكن في هذه الاثناء احتواء جميع الازمات- لانه بعض قليل سيأتي شخص يعلم ما الذي يفعله. بيد انه من جهة ثانية يتبين للجميع انه لا توجد حلول سحرية لا للاقتصاد المتدهور في الولايات المتحدة وفي العالم كله، ولا لذرة الايرانية ولا لاولئك الزعماء في مراكز النزاع الذين لا يؤمنون بالسلام والذين سيجدون دائما ذرائع مناسبة لرفضه.

وفي هذه الاثناء، في المكاتب الانتقالية التي يقيم فيها الرئيس المنتخب حتى دخوله البيت الابيض يجلس الرجل الذي بقي له شهر للتمتع بالتوقعات، وتجرى معه مقابلات المتعقلة الحكيمة، ويتحلل من الحاكم الذي فسد، ويثير انطباعا انه يعلم ماذا سيفعل عندما تحين ساعته الكبرى. احقا؟ يسألونه وماذا سجل اعمالك غير الموجود؟ وهو لا يتردد. "انظروا من فضلكم الى معركتي الانتخابية وانظروا ما هو سجل الاعمال"، يجيب. يمكن ان نضيف الى ذلك تعيناته الناجحة. تدعو امريكا الله ان يوجد في ذلك ما يشير الى قدرة على النهوض لمهمة غير ممكنة والعالم معها.