خبر رغم أجواء المصالحة..القيادي بالجهاد أبو ماريا يروي قصة تعذيبه في الوقائي

الساعة 10:39 ص|30 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بعد 23 يوماً من الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية خرج القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وحيد أبو ماريا من سجن أريحا وفي نفسه من الوجع الكثير على ما أسماه تدهور « القيم والأخلاق الوطنية » لمن قاموا باعتقاله وتعذيبه فقط لانتمائه لحركة فلسطينية مقاومة ومعروفة بوطنية توجهاتها.

ووحيد أبو ماريا، من بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل، أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي، وعانى طوال 25 عاماً من ملاحقة الاحتلال واعتقالاته التي بلغت ثمانية اعتقالات قضى خلالها ما مجموعه 20 عاماً في السجون الاحتلال، وعانى وعائلته من الملاحقة والاعتداءات المتلاحقة على عائلته.

يقول أبو ماريا لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »:« خرجت من سجن أريحا قبل أسبوع، بعد ملاحقة ومعاناة من استهداف الأمن الوقائي لي ولعائلتي منذ 20 من تموز الفائت، واعتقال مباشر لـ 23 يوماً دون أن توجه لس أيه تهمه محدده سوى انتمائي للجهاد الإسلامي ».

وبداية الملاحقة التي لم تكن الأولى خلال السنوات السابقة، ولكنها الأكثر وحشية كما يقول أبو ماريا في يوم 20 تموز الفائت، عندما داهمت قوة من الأمن الوقائي مكان عمله « المنجرة » في البلدة وقاموا بمهاجمته لاعتقاله بحجة أنه مطلوب لديهم، ولم تفلح محاولات استيضاح سبب الطلب بوقفهم، وبعد تدخلات واتصالات عُلم أنه متهماُ بنقد ومهاجمة الأجهزة الأمنية والرئيس من خلال تعليقاته عبر حسابه على الفيس بوك، وهو ما يعتبر جريمة حسب « قانون الجرائم الإلكترونية ».

تمكنت التدخلات بوقف اعتقال أبو ماريا، ولكن بعد عشرة أيام فقط عادت قوة أخرى من الوقائي بمهاجمته ولكن هذه المرة مستغلين وجوده في مزرعته البعيدة عن البلدة، يقول أبو ماريا:« بالبداية تحدثوا معي بودية وكأنهم لم يتوقعوا وجود أحد معي، لكسب وقت حتى وصول القوة التي كانوا قد استدعوها وفور وصولها وقع صدام بينهم وبين المتواجدين من عائلتي وأبناء بلدتي، ومرة أخرى بعد تدخلات من قادة الحركة في القطاع تم الاتفاق على عدم اعتقالي، وأعتقل ثلاثة شبان من المتواجدين على أن يتم الإفراج عنهم بعد أربعة أيام ».

« بالفعل أطلق سراح الشبان الثلاثة بعد أربعة أيام، وفي نفس اليوم ( 30 أب)  عادوا لاعتقال أبو ماريا من منجرته، حيث كان يستعد للمغادرة وركوب مركبته عندما هامته مركبتين للأمن الوقائي إحداها » غير قانونية« مما تسبب بوقوع صدام بين المركبات وإصابته، ورغم الحادث ترجل أفراد القوة وقاموا بحمله واعتقاله ». « وفقاً لأبو ماريا »

يقول الشيخ أبو ماريا:« نقلت حينها لمستشفى عالية الحكومي، كنت أشعر بدوار وعدم اتزان، وهناك حقنت إبرة في الوريد لتهدئة الأعصاب وتنشيط الوضع الصحي، ونقلت في نفس اليوم إلى سجن أريحا ».

خلال اعتقاله أطلق أفراد القوة طلقتين في الهواء ومع وصول أبناء البلدة وعائلة الشيخ أبو ماريا توقعوا إصابته وهو ما خلق توتر في البلدة من ردة فعل وهو ما جعل الأجهزة الأمنية التي نقل لها أبو ماريا في سجن أريحا أن ترفض استقباله، حتى استقر به الحال في سجن الاستخبارات العسكرية.

في مقر الاستخبارات بدأت معاناة من نوع أخر، حيث تعرض الشيخ أبو ماريا للشبح والتعذيب على مدار أيام لإدلاء بمعلومات جميعها تتعلق بانتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، حينها قرر عدم النطق بأي كلمه سوى « لا إله الا الله محمد رسول الله » وبالفعل كانت الإجابة عن كل أسئلة المحققين بالرغم من قساوة التعذيب، حتى أنها كانت إفادته الوحيدة التي نظرت فيها المحكمة التي عقدت له فيما بعد.

يقول الشيخ أبو ماريا، والذي يبلغ من العمر 50 عاماً، ويعاني من وضع صحي سيء بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح في السابق:« ثلاثة أيام في التحقيق تعرضت للشبح على »البكرة« والضرب المبرح والتعذيب الذي لم أتعرض له خلال اعتقالاتي لدى الاحتلال التي زادت عن 20 عاماً، و25 عاماً من انتمائي للحركة الجهاد الإسلامي التي يعرف الكل حيادتيها ومواقفها ».

خلال فترة الاعتقال وبسبب وضعه الصحي وإعلانه الإضراب عن الطعام، نقل الشيخ أبو ماريا لمستشفى أريحا في اليوم الرابع بعد تدهور حالته الصحية، ورغم صدور قرار من الرئيس بإخلاء سبيله إلا أن جهاز الأمن الوقائي رفض تطبيقه وبقي معتقلاً حتى عرض على المحكمة وقررت إخلاء سبيله.

ولم يقف الأمر حد الاعتداء على الشيخ وتعذيبه، فخلال اعتقاله حاولوا اقتحام منزله والاعتداء على ابنته وزوجته بعد أن منعتهم من دخول المنزل، فأصابت ابنته في قدمها بعد قيام إحدى المركبات التابعة للأمن الوقائي بدهسها.

يقول الشيخ أبو ماريا: « نحن نلاحق ونحاكم فقط لانتمائنا لحركة الجهاد الإسلامي التي دفعت 20 عاماً من عمري في سجون الاحتلال ثمناً لهذا الانتماء، ولكن للأسف الآن محاربتنا من قبل من يدعي أنهم أبناء شعبنا، وكأنها حركة اقتصادية علينا، فخلال محاولة اعتقالي دمر أفراد قوات الأمن مزرعتي بخسائر تتجاوز الـ50 ألف »شيكل« ، وفي يوم الاعتقال كان تعمدا منهم صدام مركبتي، وهددت بقطع راتبي كأسير محرر، وهددوا صاحب مكان المنجزة بقطع الكهرباء عني، وإخلائي ».

كلمات دلالية