خبر أسنان أوباما.. يديعوت

الساعة 10:10 ص|17 ديسمبر 2008

بقلم: ايتان هابر

سيملىء صفا اسنان اوباما البيضاء شاشة التلفاز من الطرف الى الطرف عندما سيبتسم لعدسات التصوير في استقباله رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو او تسيبي لفني وربما ايهود باراك. ستكون "الغرفة البيضوية" مليئة بالمصورين والمراسلين الذين سيحاولون طرح الاسئلة على الاثنين ولا سيما الرئيس الجديد، وسيرد هذا جميع السائلين بقوله المتميز جدا: "كانت لنا دائما وستكون علاقات خاصة بدولة اسرائيل"، وهلم جرى.

سيقول اوباما انذاك "اقترح ان نبقى في هذه الغرفة كلانا فقط". سيفهم نتنياهو او لفني او باراك في الحال انه تنتظرهم لحظات شديدة. لو كان اوباما سيقول المدائح فقط لقالها على الملأ وامام التلفاز. سيجلس اوباما في مقعده الاصفر. وسيجلس نتنياهو او لفني او باراك في الكرسي المستطيل. لن يستطيع رئيس حكومة اسرائيل تسجيل اي كلمة. فالرئيس الامريكي يملك وسائله الخاصة لتذكر كل كلمة ستقال في اللحظات المقبلة في "الغرفة البيضوية".

في اللحظات الاولى سيقطر الشهد في "الغرفة البيضوية". سيعاد تكرار الكثير من الكلمات والتعبيرات مثل "صديق اسرائيل"، "انتم مهمون لنا"، و"الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط"، و"لم نفرض عليكم"، و" سنؤيدكم"، وهكذا دواليك.

في المساء الذي يسبق اللقاء سيقرأ الرئيس الجديد كومة الاوراق على ضيفه، والتحليلات النفسية، والتقديرات والنصائح – وبخاصة قصة تاريخ العلاقات بين الدولتين والمحاولات المكررة المكررة المكررة لاحلال السلام في الشرق الاوسط. رجال السلام المتخصصون في الولايات المتحدة لا يموتون ولا يتبدلون. فهم يبدلون فقط اسماء الرؤساء على الاوراق التي لا يمكن حصرها.

من الممكن جدا ان يقنع باراك اوباما بان يسير في طريق جميع الرؤساء السابقين وان يقترح، وان يحاول ان يقنع، والا يفرض حلولا غير مرغوب فيها ولا يقبلها نتنياهو او لفني او باراك. اذا حدث هذا فلن يحدث شيء.

لكن الانطباع من نشاط براك اوباما الى الان يشهد بان الرجل يرى نفسه وبحق كما يبدو كمن يريد جدا ان يكون مختلفا ومغايرا وان يدخل الولايات المتحدة "بعظمة"- وهذا سبب جيد يجعل رئيس حكومة اسرائيل في "الغرفة البيضوية" يعرض وجها تملأه الغضون. لن يضره ان يبدو بمظهر القلق.

اوباما، بخلاف رؤساء الولايات المتحدة الى الان، لا يعيش في ظل فظاعات الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة وتشبه المحرقة عنده قصص "كوخ العم توم". لا يوجد عنده بسبب سنه الصغيرة اي التزام شخصي انساني للدولة التي قامت من رماد ضحايا ذلك الجحيم. فالمحرقة بالنسبة اليه هي في الاكثر ذكرى غامضة عن رحلة سريعة الى "يد واسم" في القدس، بين قادة الاسرائيليين يريدون ان تلتقط لهم الصور معه. لم يكن اوباما قط موصولا باليهودية ومن المحقق انه لم يكن كذلك مع اسرائيل.

من شبه المحقق انه اول رئيس امريكي لا يدهش ويسأل من الفور "ما الذي فعلته"؟ عندما يطلب مالكون هونلاين (مؤتمر الرؤساء من تلقاء انفسهم) او ايف فوكسمان (رابطة منع اساءة السمعة) او شخص ما من الايباك الحديث معه بالهاتف. لا يخيل الي انه عرفهم حتى الان. فالمحيط حوله اذا ليس يهوديا ويجب البحث والتنقيب جيدا حوله لكي نجد يهوديا لا يخضع له كموظف. قفوا يوجد واحد كهذا: لستر كراون من شيكاغو.

اذا استقر رأي اوباما على الاستمرار على نهج اسلافه ، فسيسمع تنفس الصعداء من "الغرفة البيضوية" الى قاعة الصحافة (حيث سيوجد الصحافيون الاسرائيليون). لكن اذا استقر راي اوباما على "تحطيم الرتابة"، فسنضطر لان نستعد لايام "مركبة ومعقدة" في العلاقات بين الدولتين حينما تكون واحدة فقط منهما ممسكة بالسوط وتستطيع ان تفعل بنا (تقريبا) كلما يحلو لها. الان بقي لنا فقط ان نقف متوترين على اطراف الاقدام وان ننتظر.

صفا اسنان برام اوباما البيضاء سيملآن الشاشة. فهل ستعضنا ام تضاحكنا؟.