خبر دعوة لعرس المصالحة

الساعة 07:05 ص|29 سبتمبر 2017

بقلم

فجأة يتم تحضير الفلسطينيين للعرس الكبير، المعازيم ليسوا بحاجة إلى دعوات، فالفرح فرحهم، فقط عليهم أن يستعدوا لحضور زفة العروسين ومشاركتهما وذويهما الفرح الكبير والبهجة والرقص والغناء، والدعوة لموحدي الحركتين « الحكومتين » وإعادة اللحمة للسلطة الفلسطينية.

القضية الفلسطينية ستصبح في أيد أمينة، لن يكون في قاموس الفلسطينيين تفريط في الثوابت، وأي عودة للمفاوضات ستكون بقرار فلسطيني موحد، وستحتكم القيادة الفلسطينية لمؤسسات منظمة التحرير التي سيتم تفعيلها، وسيتخذ القرار بطريقة ديمقراطية، ولن يتم العودة للمفاوضات الا بعد التزام اسرائيل بوقف بناء المستوطنات وليس تجميدها.

سيتوقف التنسيق الأمني في الضفة الغربية، وسيتم تبييض السجون من المعتقلين من أعضاء حركة حماس التي لن تكون محظورة بمجرد زفة العروسين، وسيشعر الحمساويون بالطمأنينة والأمن والأمان ولن تتم ملاحقتهم، وستعود صحيفتا فلسطين والرسالة للطباعة والتوزيع في مدن الضفة الغربية، ولن يتم الاعتداء على الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير والاعتداء على المواطنين خلال الاجتماعات العامة والخاصة.

وتنظيم الإعتصامات والتظاهرات لن تكون بحصول على إذن من الشرطة، وسيتم اعادة طباعة جوازات السفر وإصدارها من مدينة غزة كما كانت عليه في السابق، ولن يحرم أي مواطن من حقه في الحصول على جواز سفر الا بأمر قضائي.

وسيعود المجلس التشريعي للانعقاد موحد برئاسة عزيز الدويك، حتى موعد الانتخابات المتفق عليها من الحركتان اللتان تشكلان 96% من الناخبين الفلسطينيين! وستكون الجلسات خالية من المناكفات والمشاحنات.

كما سيعود نواب حركة فتح الى مقاعدهم في مقر المجلس التشريعي المدمر وسيجتمعون تحت القبة التي ظلت صامدة برغم قصف طائرات الاحتلال مقر المجلس الجديد، وسيتم دعوة الصحافيين لحضور الجلسات التي ستكون علنية، وستبث الجلسات عبر الربط المشترك وعلى الهواء مباشرة على فضائيتا فلسطين والأقصى.

وستعود حركة فتح الى ممارسة نشاطها وسيطلق سراح المعتقلين من حركة فتح، ولن تكون هناك إستدعاءات أو ملاحقات، ومنع من السفر أو الاجتماعات العامة والخاصة، وستطلق الحريات العامة والشخصية وستعود النساء الى تدخين الشيشة وسيضعن “رجل على رجل” في الاماكن العامة والمفتوحة، ولن تتم مضايقتهن بعد اليوم، وسيتم اعادة بث تلفزيون فلسطين من مدينة غزة، وسيتم اعادة توزيع الصحف في قطاع غزة.

لن نسمع بعد زفة العروسين موشحات الردح المتبادل والقذف والتشهير والسب العلني، سيسمع الناس موشحات أندلسية وأغان تمجد المقاومة والثورة والصمود في مواجهة الاحتلال الغاصب، وشد الهمم. وستقوم قناتي فلسطين والأقصى الفضائيتان بحملة موجهة للأمة الإسلامية والعرب لدعم صمود الفلسطينين وتعزيز وحدتهم ودعم صمودهم في مقاومة الاحتلال حتى دحره.

وستكون هناك إستراتيجية وطنية موحدة في مقاومة الاحتلال لن يجرؤ أي شخص او فصيل على إطلاق صاروخ أو نصف صاروخ من دون العودة الى اللجنة الوطنية الموحدة للمقاومة، وسيكون القادة من الحركتين فتح وحماس في مقدمة المظاهرات والمسيرات السلمية لمواجهة الاحتلال وجدار الضم العنصري.

وسيتم اعادة الاعتبار الى حقوق الانسان واحترامه وصون كرامته، ولن يكون تعذيب في السجون ومراكز التحقيق، وسيتم محاسبة أي مخالف للقانون وسيادته ستكون مقدمة على كل شيئ، وسينعم المواطنون بالعدل والأمن والأمان في شقي الوطن، الا من غدر الاحتلال، ولن يكون هناك ظلم بعد زفة العروسين، وستعمل الحركتين على تفعيل تقرير غولدستون والطلب من بعثة فلسطين الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف بإحالته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وبتبنيه وتفعيل توصيات غولدستون لملاحقة ومساءلة مرتكبي جرائم الحرب من قادة الاحتلال وجنوده، و عدم إفلاتهم من العقاب.

وستعمل الحركتين على شن هجوم إعلامي فلسطيني كبير يطال جميع عواصم العالم خاصة الأوروبية لإعادة ترميم ما لحق القضية الفلسطينية من ضرر جراء الانقسام والفرقة، وتفعيل وسائل الضغط والمناصرة ودعم جهود مناصري القضية الفلسطينية، وستكون قضية الأسرى على سلم أولويات القيادة وستكون صور الأسرى ماثلة أمامهم وفي مكاتبهم، لتذكير ضيوفهم من وزراء الخارجية والسفراء للضغط على دولهم.

ولن يشعر الناس بأزمة التيار الكهربائي في قطاع غزة بعد زفة العروسين، وستحل مشكلة الفقر والبطالة ولن يعتمد الناس في القطاع على المساعدات الإنسانية، وسيرفع الحصار وتفتح المعابر ولن يمنع أي مواطن من السفر، ولن نكون بحاجة إلى سفن فك الحصار.

كلمات دلالية