خبر عملية النمر - خالد صادق

الساعة 05:02 م|28 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

عملية النمر - خالد صادق

طغت عملية «النمر» البطولية التي نفذها الشهيد البطل نمر الجمل, وأدت لمقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة رابع بجراح على المشهد الفلسطيني, وتوارت المصالحة الفلسطينية وكواليسها خجلا أمام هذا العطاء الكبير, لرجل لديه أسرة وأربعة أطفال تركهم أمانة في معية الله عز وجل, تحدى بما توفر لديه من إمكانيات تلك الترسانة العسكرية الصهيونية, واخترق التحصينات والحواجز الأمنية والأذرع البشرية, وقام بعمليته البطولية وهو يهتف الله اكبر, ويصرخ فيهم أيها المغتصبون ارحلوا عن أرضنا, لا مكان لكم بيننا أيها القتلة المجرمون, وبدا كأنه نمر انقض على فريسته بكل قوة وشجاعة, متغلبا على عشرات الجنود المتمركزين على الحاجز العسكري, وهم يهربون أمامه مذعورين كالفئران.

هذه العملية البطولية جاءت في توقيت حساس للغاية, ولها تأثيرها ودلالاتها على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى الصهيوني, وتعكس طبيعة المواطن الفلسطيني الواعي والذي يدرك واجبه الوطني نحو شعبه, وكيف يمكن ان ينتزع الانتصار وهو غارق في مستنقع من المؤامرات الداخلية والخارجية القذرة, في ظل كل هذا الخذلان الذي يشاهده من الجميع, وفي ظل كل هذا التنكر الدولي للحقوق الفلسطينية, حقق نمر الجمل انتصاره على الاحتلال, ووضع حدا للاجراءات الصهيونية, والانحياز الأمريكي, والعجز العربي والدولي, لقد تكالبت قوى الشر العالمي على فلسطين وقضيتها, وبدا المشهد قاتما لا يحمل أي أمل للفلسطينيين بعد الخطاب الإسرائيلي والأمريكي أمام الأمم المتحدة, وبعد الإجراءات التي اتخذها الاحتلال في القدس ومحيطها وهى.

أولا: شروع حكومة نتنياهو بضم القري المحيطة بالقدس إلى مدينة القدس المحتلة لجعلها عاصمة لما تسمى بدولة إسرائيل وفق مخطط انشاء وتدشين (القدس الكبري) بالقرى المحيطة بها كعاصمة للكيان, وتعتبر بلدة بيت سوريك التي خرج منها الشهيد إحدى القرى التي ضمتها إسرائيل للقدس الكبرى.  

ثانيا: أضفت عملية النمر البطولية زخما إضافيا جديدا على انتفاضة القدس المباركة, وأثبتت ان الانتفاضة ماضية ولم تتوقف, وأنها خيار فلسطيني لا يمكن التخلي عنه, وان المقاومة بكافة أشكالها حق أصيل لشعبنا الفلسطيني لن يتخلى عنه, مهما تعددت المؤامرات وتنوعت الأساليب للالتفاف على قضيتنا الفلسطينية.

ثالثا: نهج التنازلات عن الحقوق الفلسطينية, والتعنت الإسرائيلي الكبير, والانحياز الأمريكي السافر للاحتلال, والتفاف المجتمع الدولي عن الحقوق الفلسطينية, لا يمكن ان يحقق الاستقرار «لإسرائيل»

ويضمن لها الأمن الذي تبحث عنه, لان الفلسطيني له حق في أرضه المغتصبة ولن يتنازل عنه بالقرارات المنحازة.

رابعا: عملية النمر البطولية جاءت ردا على تلك الأصوات النشاز, والتي خرجت لتدعو للتطبيع مع هذا الكيان, وإمكانية التعايش والعمل على إقامة علاقات مباشرة, تنهي (حالة الصراع العربي الإسرائيلي), والعملية البطولية أكدت على عدم التفريط بأي جزء من ارض فلسطين التاريخية, وإفشال مؤامرات التطبيع.

خامسا: لقد اربكت العملية البطولية الاحتلال الصهيوني, وجعلت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يطالب بالاستعداد لما وصفه «النمط جديد وغير العادي من الهجمات الاستشهادية» وكيفية مواجهتها, خاصة أنها حدث غير عادي يحتاج إلى أساليب جديدة لمواجهته والتغلب عليه حسب الصهيوني نتنياهو.

مثل هذه العمليات الفدائية قادرة على بعث اليأس والإحباط في نفوس الاسرئيليين, فكل المكاسب السياسية التي حققها نتنياهو في الأمم المتحدة فقدها جملة واحدة مع أول طلقة من مسدس نمر الجمل «الصدئ», وأصبح يعاني مجددا من تآكل القدرة العسكرية والإجراءات الأمنية المكثفة على إحباط العمليات الفدائية البطولية للمجاهدين الفلسطينيين, ان المقاومة ستبقى نهج الفلسطينيين للوصول إلى غاياتهم, فكل الأقنعة الزائفة سقطت, وبانت الوجوه الكالحة على حقيقتها, ولم يعد هناك متسع لمواصلة الخداع والحيل والمؤامرات, والترويج للسلام المزعوم, انه زمن المقاومة الذي لن ينتهي.

كلمات دلالية