خبر المحرر اهود -هآرتس

الساعة 09:53 ص|28 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: اذا كان اهود باراك لم يشارك في الاحتفال بالذكرى الخمسين لمشروع الاستيطان، فان مقاله يثبت أنه يؤيد الاستيطان بحماسة لا تقل عن المحتفلين. وعدم حضوره هو فقط احتجاج على الدور الذي كان يطمح به هو وزملاءه المحررين - المصدر).

كان يجب أن يكون اهود باراك أمس ضيف الشرف في مؤتمر المستوطنين للاحتفال بالذكرى الخمسين على « تحرير » المناطق. إنه يستحق هذا الاحتفال وهذا الاحتفال جدير به؛ والمستوطنون جديرون به وهو جدير بهم. يجب أن يكون العزيز عليهم. مقاله « احتفال سياسي رخيص » (« هآرتس »، 27/9) هدف الى ازالة هذا الظلم. باراك المتواضع احتج فقط من اجل رفع الاساءة عن الآخرين، الآباء المؤسسون لمشروع الاستيطان – اعضاء حزبه وضباط الاحتلال الاوائل، حتى أنه طلب ضم عدد منهم ومن أبنائهم وأحفادهم الى احتفال المهانة هذا، المهمون جدا حسب رأيه. وفي الحقيقة كان يستهدف نفسه وبحق.

إن من مكّن من بناء 4958 وحدة سكنية في المستوطنات في سنة سلامه الكبير، التي تولى فيها رئاسة الحكومة وأعلن عن عدم وجود شريك، يستحق احتراما ملكيا كهذا من

المستوطنين. مقاله أمس سيرفع هذا الظلم، الآن عرفنا أنه هو ايضا مثل عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، يرى في الذكرى الخمسين الكارثية عيد لاسرائيل. حتى أن باراك لا يخجل من استخدام لغة المستوطنين المسيحانيين. « تحرير اجزاء من البلاد »، « عودتنا الى مناطق ارض اسرائيل »، وحتى شيء لا يصدق « نحن فخورون بعودتنا الى كل اجزاء البلاد وبمشروع الاستيطان الحيوي لامننا ».

باراك لا يفوت أي كذبة لليمين: « المستوطنات التي تتسبب بسفك أكثر للدماء، اسرائيلية وفلسطينية، أكثر من أي شيء اخر، تساهم في الأمن. لقد اعتقدنا أننا فطمنا على الاقل من هذه الكذبة، حتى أن عددا من المستوطنين اصبحوا يخجلون منها، وبقوا مع الحقيقة: كولونيالية بقناع ديني مسيحاني. إذا استقبلوا رجل السلام الذي يتحدث عن تحرير مناطق اجنبية، والسيد أمن الذي يتحدث عن المستوطنات كأمن.

باراك تفاخر دائما بعدد المستوطنات التي قام ببنائها، وهذا أمر كبير للتفاخر به – ليس أقل من تفاخر السارق بعدد البنوك التي سرقها، أو تفاخر مغتصب بعدد النساء اللواتي قام باغتصابهن – العدد السنوي للوحدات السكنية التي يمكن أن يحلم به بنيامين نتنياهو. ومع ذلك مقاله مدهش، لا توجد كلمات اخرى لوصفها. هذا هو رمز حزب العمل اليساري، المعارض الوحيد لنتنياهو تقريبا. ومن المشكوك فيه اذا كان نتنياهو سيقوم بوضع صيغة اخرى. العاد بيلد »حرر كل السامرة« ، هل فهمتم ذلك. سكان الضفة، حوالي مليوني فلسطيني، يشكرون الجنرال بيلد، وايضا باراك الذي رسخ تحريرهم الى الأبد. فماذا كان سيفعلون من دونه، لا يوجد أي يوم لا يؤدون فيه التحية لمن حررهم. ولا توجد أي ساعة أو حاجز أو اختطاف ليلي لا يرفعون فيها عيونهم لـ دي كلارك الاسرائيلي هذا، الذي بفضله وصلوا الى ما وصلوا اليه. في يتسهار وايتمار ايضا يشكرون باراك.

 

باراك يحتج على أن الاحتفال قد قسم الشعب. الاحتفال لم يقسم الشعب، ومقاله يبرهن على ذلك. فالشعب مع غوش عصيون، كلهم غوش عصيون، بمن فيهم يئير لبيد وحزب العمل المتلعثم. هذا نتيجة غسل الدماغ الذي يعتبر باراك مسؤول عنه ايضا. باستثناء عدد من اليساريين الهاذين لا يوجد من يعارض »الكتل« وخطة ألون، التي لم يخجل باراك من ذكرها كحلول.

اذا كانت رئيسة محكمة العدل العليا مريام ناؤور قد أبعدت المحكمة عن الاحتفال أمس لأنه مدار خلاف، فهذا ذنبها. أيتها الرئيسة، توجهي للشعب واسأليه، لا يوجد هناك أي خلاف. في وسائل الاعلام قاموا بتسمية هار أدار »بلدة« وليس مستوطنة. ووزير الامن الداخلي قال إن هذه »جبهة اسرائيل الداخلية". الخط الاخضر مات، لا جدال حول ذلك. لقد كان من المحظور أن تكون ناؤور أمس في غوش عصيون، لكن كان يجب عليها أن تتحلى بالشجاعة لقول الحقيقة: القضاة لا يشاركون في احتفالات يتم اجراءها في أحياء الاجرام. لم تطأ اقدامهم الارض المسروقة. القضاة لا يحتفلون بالاحتلال الذي يعارض القانون الدولي.

لو أن ناؤور قرأت اقوال باراك أمس لكانت عرفت الى أي درجة لا يوجد أي خلاف. في أفعاله وفي لامبالاته، الجميع يؤيدون المستوطنات، بفضل باراك وزملائه المحررين والامنيين.

 

كلمات دلالية