خبر مختصون: غزة بوابة حقيقية لتستعيد مصر دورها الريادي

الساعة 03:20 م|27 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم


قال محللون وممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة إن القطاع يمثل بوابة حقيقية لمصر لاستعادة دورها الريادي في المنطقة بعد تراجعه عقب أحداث « الربيع العربي ».

وأكد المتحدثون- خلال ورشة عمل نظمها معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية بعنوان « تطور العلاقة مع مصر وانعكاسه على القضية الفلسطينية »- أهمية تطوير علاقة استراتيجية مع مصر بعيدًا عن الدور التكتيكي الذي يعتمد على مرحلة مصلحية مؤقتة.

وشهدت العلاقة المصرية الفلسطينية في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا؛ إذ شكلت تفاهمات القاهرة بين مصر وحماس والتي أعقبها تفاهمات مع حركة فتح تطورًا نوعيًا في الحالة الفلسطينية.

وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن تطور العلاقات بين مصر وحماس « ما هو إلا تطور مرحلي مرتبط بمصالح سياسية بين الجانبين ».

وأضاف « هناك محاولات لإعطاء مصر دورًا أكبر في الساحة الفلسطينية والمنطقة الإقليمية؛ وذلك في محاولة لاستيعاب حركة حماس لتنفيذ اتفاقيات وسلام وهمي مع الاحتلال الإسرائيلي ».

وتابع « المطلوب من مصر إسرائيليًا وأمريكيًا احتواء حماس وتدجينها لتصفية القضية الفلسطينية؛ وهذه العلاقات تطورت خلال فترة قصيرة ».

ولفت إلى وجود خطر على مكانة مصر الإقليمية والدولية، مضيفًا أن « الطريق الوحيد لاستعادة هذه المكانة هي الورقة الفلسطينية، وخاصة بعد فتور العلاقة بين مصر وعباس ».

من جهته، أكد المتخصص في الأمن القومي إبراهيم حبيب أهمية النظر إلى العلاقة بين مصر وحماس بعمق أكثر، دون الاعتماد على الحالة الوظيفية والمصلحية بين الطرفين.

وشدد على أهمية تطوير علاقة استراتيجية مع مصر بعيدًا عن الدور التكتيكي الذي يعتمد على مرحلة مصلحية مؤقتة.

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس خليل نوفل إن لمصر دورًا جوهريًا مهمًا داعم للقضية الفلسطينية، مثمنًا جهودها في دعم المصالحة الفلسطينية.

وذكر أن توجه مصر لغزة يأتي من أجل استعادة دورها العربي والإقليمي المؤثر في المنطقة، وذلك بعد أن تراجع جراء أحداث « الربيع العربي ».

وبشأن المصالحة الفلسطينية، بيّن نوفل أن حركته اتخذت قرارًا بتحقيق الوحدة الوطنية من أجل مصالح الشعب الفلسطيني، وأنها أبدت مرونة كبيرة لإنهاء الانقسام.

بدوره، قال القيادي في الجبهة العربية الفلسطينية سامي نعيم إن مصر ذات تاريخ عريق مع الشعب الفلسطيني؛ لما تمثّله من حاضنة أساسية لقضية شعبنا.

وأوضح نعيم أن تطور العلاقات الفلسطينية المصرية وبخاصة مع حركة حماس كان من المفترض أن يكون قبل سنوات؛ « لكن أحداث الربيع العربي دمرّت العديد من الدول العربية ».

وأضاف « قرار مصر جمع القوى الفلسطينية مع بعضها البعض هو شيء نعتز به ونفتخر به، وآمل أن تعود مصر لاحتضانها للقضية الفلسطينية ».

أما القيادي في الجبهة الديمقراطية محمد العبادلة فرأى أن مصر لم تفكر في القضية الفلسطينية وقطاع غزة؛ إلا بعد تأكدها أنها تمثّل رافعةً لها ولأي دولة عربية أخرى.

وأشار العبادلة إلى أن السياسة المصرية تجاه غزة « سياسة مزاجية تعتمد على المرحلة المصلحية، وأنه إذا ما تعارضت مصلحة مصر أمنيا مع غزة فإن رؤيتها ستتغير وفقًا لذلك ».

وحذّر من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر « مشروع القرن » الذي تهدف الولايات المتحدة الأمريكية و« إسرائيل » إلى تمريره على المنطقة العربية.

من جانبه، أكد المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصلح أهمية أن تكون العلاقات بين مصر وحماس ذات مصلحة كبيرة واستراتيجية، وألاّ ترتبط بنظام سياسي معين.

وأضاف مصلح « يجب ترتيب العلاقة مع مصر على أساس استراتيجي؛ وللأسف تراجع دور مصر جراء سياساتها واستراتيجيتها للتعامل مع القضية عقب أحداث الربيع العربي ».

وشدد مصلح على أهمية أن تحل القضية الفلسطينية عبر البوابة المصرية، مضيفًا « إذا تعدى الدور المصري إلى صفقة القرن فإنه لا بد من الوقوف حول هذا الأمر ».

بدوره، رأى رئيس معهد فلسطين للدراسات إياد الشوربجي أن تعامل مصر اليوم مع حماس تطور مهم مقارنةً بالعلاقات المتوترة التي كانت تعصف بالجانبين، واتهام السلطات المصرية لحماس بـ« الإرهاب ».

وأوضح أن العلاقة المصرية الفلسطينية محصورة في مستويات؛ الأول « مصلحي مباشر » مرتبط بالبعد الأمني بسيناء وهي تحتاج إلى حركة حماس، وآخر اقتصادي مهم لمصر، إضافة إلى البعد السياسي في إبعاد قطر عن حماس.

أما على صعيد البعد الاستراتيجي، فأعرب الشوربجي عن أمله أن تنظر مصر لغزة على أنها بوابة استعادة دورها الريادي بالإقليم، مشيرًا لوجود توجه حقيقي مصري تجاه ذلك.

من جانبهـ رأى المحلل السياسي حسن عبدو أن لمصر مصلحة كبيرة في استعادة دورها الريادي، وذلك يكمن في التعافي واستعادة دورها للتأثير في القضية الفلسطينية.

وذكر عبدو أن حركة حماس استطاعت عبر تقاربها مع مصر أن تحول الآلة الاعلامية التي كانت تشيطنها؛ إلى التحدث بطريقة إيجابية، وأن حماس حركة وطنية لا بد من الوقوف بجانبها ودعمها.

وأكد أن التحولات المصرية للتعامل مع حركة حماس إيجابية وستعود بالفائدة الكبيرة على حماس والشعب الفلسطيني.

 

كلمات دلالية