خبر البوابة الخلفية- يديعوت

الساعة 10:44 ص|27 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: هار أدار لا تحس نفسها مستوطنة وتعيش في خيال منقطع عن الواقع - المصدر).

« أشعر بالخيانة »، قال اوري آبلس، من قدامى هار أدار. الصدمة حقيقية. بالعملية أمس لم تقوض فقط احساس الامن لسكان هار أدار بل وايضا، وربما أساسا، طرحت علامة استفهام على عدالة الطريق.

 

هار أدار هي بلدة فيلل فاخرة، طبقة وسطى – عليا، جو جيد، مشهد جميل، هدوء اولمبي. كل ما يدخل تحت عنوان « جودة الحياة ». وطورت البلدة شبكة علاقات مكثفة مع ثلاث قرى فلسطينية مجاورة، بدو، بيت سوريك وقطنة، وقرية عربية واحدة في داخل اسرائيل، ابو غوش.

 

القاعدة للتعاون كانت اقتصادية، ولكن نمت الى اكثر من هذا، الى المعرفة الشخصية، الى الصداقة، الى الاحساس بالبيت. ظاهرا، في هار أدار تجسدت رؤيا جابوتنسكي: « هناك ستسود الوفرة والسعادة بين ابن العربي، ابن النصراني وابني ». حتى صباح أمس.

 

نزلت أمس الى ساحة العملية، الى البوابة الخلفية للبلدة. على طول الطريق امتد حاجز حديدي أصفر، وخلفه مسار مسيج ونقطة تفتيش يتم فيها كل يوم تفتيش العمال. بضع عشرات الامتار امتدت بين الجدار والجدار – جدار الفصل من هنا وجدار البلدة من هنا. وبناء جدار الفصل أبعد هار أدار عن المناطق ونقلها، بالوعي على الاقل، الى داخل الخط الاخضر.

 

في السنوات الاولى كانت البوابة الخلفية هي البوابة الامامية: لم يكن هناك طريق للوصول الى البلدة أو للخروج منها الا عبر بدو والمناطق. وعندما كنا نريد أن نلذع الاصدقاء الذين بنوا هناك بيوتهم كنا نقول لهم انتم تسكنون في بدو العليا.

 

كانوا يشعرون بالاهانة. يسكن في هار أدار صديق من الجيش، خبير كبير في معرفة البلاد، يصر في كل حديث على أن بيته، بجوار درب الدوريات القديم، فقط بيته، يوجد في الجانب الصحيح من الخط الاخضر. وهذا التمييز هام جدا له. عندما يلصق احد ما في وسائل الاعلام بـهار أدار لقب « مستوطنة » يفاجأ السكان: فهم لا يعرفون بانهم هكذا. سنوات من الصراع، تضاف اليها انتفاضتان، سمحت لهم بالانقطاع عن المجلس الاقليمي بنيامين، مجلس المستوطنين الايديولوجيين، بالكيبات المحبوكة، والارتباط بالخط الاخضر. اما الرابط الوحيد الذي تبقى بالمناطق هو البوابة الخلفية، بوابة العمال.

 

كروم الزيتون في بدو تمتد في داخل جدار هار أدار. والمزارعون يجتازون الحاجز ويفلحون اراضيهم دون عراقيل. والدوالي تمتد على طول الشروفات الزراعية. وقطوف العنب التي تبقت عليها سوداء وحلوة.

 

يافطة قرب الحاجز تطلب من اصحاب الكلاب الا يدعوها تبول على مزروعات بدو. وجاء في اليافطة: « هنا ليست مراحيض ». مائتا عامل فلسطيني يصلون الى هار أدار كل يوم، معظمهم من بدو وبيت سوريك، بعضهم من قطنة. هار أدار بحاجة لهم، لان الفيلل كبيرة، الابناء تركوا البيت وصيانة الحديقة وداخل البيوت لها متطلباتها.

 

امس صخبت جماعات الواتس اب في البلدة. كان هناك من طالب بالوقف الفوري والدائم لدخول العمال الفلسطينيين الى البلدة. وكان هناك من سعوا الى التهدئة. آخرون قالوا، ليس مهما ما كتب في الشبكات، ففي الحياة الحقيقية نحن لا يمكننا بدونهم. هكذا اعتقدوا ايضا في قيادة الجيش الاسرائيلي والمخابرات: رغم العملية، يجب الاستمرار والتوسيع لدخول العمال. هذا جيد للامن.

 

في قيادة المنطقة الوسطى فهموا بان القرى المجاورة لهار أدار بحاجة لعناية: فيها عداء أكثر مما قدروا حتى أمس. بعد الظهر جلبت رافعة مكعبات اسمنتية: الحاجز سيبدو من الان فصاعدا مغايرا، تماما مثل حاجز في مستوطنة.

كلمات دلالية