شقيق الشهيد عابد

خبر معتز حامد ... ١١ عاما من المقاومة في السجون

الساعة 11:51 ص|26 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

في منزله في بلدة سلواد إلى الشرق من مدينة رام الله جلس والد الأسير معتز رائد حامد وخلفه يافطة كبيرة تحمل صورة ابنه الشهيد عابد وأبنه الأسير معتز وبينهما شعار حركة الجهاد الإسلامي، الفصيل الذي ينتميان له، واستشهد عابد قبل عام ونصف بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال على المدخل الشمالي لبلدته بدعوى نيته تنفيذ عملية دهس.

يقول الوالد ل« فلسطين اليوم: » كان استشهاد عابد من أقسى المواقف التي مرت علينا، وعلى معتز خلال سنوات اعتقاله الطويلة، فهو شقيقه الأصغر الذي حرم من رؤيته طوال سنوات طويلة من المنع الأمني« . ولعل ما هون من صدمة معتز ووالده، هو تمكن عابد من زيارته بعد سنوات من الانقطاع قبل استشهاده بثلاثة أشهر فقط.

ومعتز معتقل منذ 11 عاما على خلفية تنفيذه عملية إطلاق نار باتجاه مستوطن على الطريق الالتفافي المقابل للقرية، وحكم بالسجن 15 عاما ونصف العام، ولم يكن قد تجاوز في حينه ٢٠ عاما.

يروي والد معتز عن يوم زيارته لأبنه معتز بعد استشهاد عابد: » يوم استشهاد عابد اتصل بي وكان قويا طلب مني افتخر به شهيدا، ولكن حين زيارته أنهار باكيا حينما رآني لم نتحدث طوال فترة الزيارة« .

 وفي الحديث عن اعتقال معتز قال الوالد إن معتز اعتقل على خلفية مشاركته في عملية إطلاق نار على مستوطن بالطريق الالتفافي المحاذي للقرية في العام 2006 واصابته.

يتابع الوالد: » بعد العملية بيومين كان هناك اقتحام للبيت وخلال البحث كان الجنود يبحثوا عن شاب يدعى غسان، وبعد فحص بطاقات أولادي الشخصية أنسحب الجنود دون أن يعتقل أحد« .

معتز كان يعرف بين أبناء قريته باسم » غسان« ولكنه بحسب البطاقة الشخصية اسمه معتز، وهو ما ضلل الجنود عنه في البداية، ولكن بعد أيام عادوا لمداهمة المنزل من جديد ومعهم قائد المنطقة، كما يقول الوالد.

وتابع: » قال لي فور اقتحامه المنزل ابنك غسان يدعى معتز صحيح، فقلت له نعم صحيح، فطلب مني أن أستدعيه وعندما تقدم إليهم أخرجونا جميعا إلى الخارج وقام سته جنود بالالتفاف حوله وضربه بطريقة وحشية، وأخرجوه معهم إلى خارج البيت دون السماح له بلبس ملابس مناسبة« .

ونقل معتز فيما بعد إلى سجن المسكوبية وبقي في التحقيق شهرين كاملين يرفض خلالها الاعتراف بأية تهمة رغم قسوة التحقيق، وبقي على موقفه حتى حكم بناء على اعترافات الشبان.

وخلال عام من المداولات وتأجيل محكمته حكم عليه بالسجن 15 عاماً ونصف العام لمشاركته في عملية إطلاق نار على مستوطن وجرحه.

وبعد ١١ عاما من عانى معتز خلال اعتقاله الكثير وخاصة بفرض العقوبات المتتالية عليه لرفضه التعاون مع ادارة السجون، فكانت الادارة تنتقم منه ومن صلابته امامهم بعزله وحرمانه من الكانتين ونقله باستمرار من سجن لآخر.

ولعل العقاب الأكبر لمعتز وعائلته كان حرمانه من الزيارة بعد استشهاد شقيقه: » زرته مرة واحدة بعد استشهاد عابد ولكن في المرة الثانية ورغم تحديد تصريح الزيارة منعت من الزيارة بعد وصولي لباب السجن« .

وعن معتز وشخصيته يقول الوالد: »معتز جريء وقوي ولا يتهاون في حقه، وهو ما يجعله دائم الصدام مع السجان، ولكنه في نقس الوقت حنون جدا وحساس، ومتدين".

 

كلمات دلالية