خبر شح غاز الطهي في القطاع يجبر صيادي الأسماك على التوقف عن الصيد

الساعة 06:46 ص|17 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-غزة

خلت مياه البحر قبالة شواطئ محافظة رفح من الصيادين ومراكبهم عدا القليل منها، على الرغم من حالة الهدوء النسبية التي سادت المنطقة الساحلية غرب المحافظة طوال الأسابيع القلية الماضية، بعد تراجع عمليات إطلاق النار الإسرائيلية باتجاه الصيادين والشريط الساحلي.

 

فشح غاز الطهي الضروري لإشعال أنوار المصابيح المثبتة على القوارب، التي تستخدم لجذب وتجميع الأسماك المهاجرة، أجبر معظم الصيادين على التوقف عن ممارسة حرفتهم التي يعتاشون من ورائها.

ويشير الصياد محمود النجار إلى أنه ورفاقه واجهوا الكثير من المشاكل والعقبات طوال الفترة الماضية، فبعد أن تراجعت اعتداءات الاحتلال نسبيا عقب اتفاق التهدئة الأخير جاءت أزمة وقود البنزين، المستخدم في إدارة محركات المراكب، وقد أجبر الصيادون جراء ذلك على وقف عملهم لفترة استمرت أكثر من شهرين.

وأوضح النجار أن أزمة غاز الطهي الحالية جاءت لتفرض مزيدا من التضييق على الصيادين، خاصة وأنها جاءت في ذروة موسم هجرة أسماك السردين، وهي الفترة التي طالما انتظرها الصيادون، ليحققوا خلالها دخلا يعيلون به أفراد عائلاتهم.

 

أما الصياد محمد زعرب، فأكد أنه بمعاونة عدد من أبنائه يحاولون قدر المستطاع التغلب على الظروف التي يعيشونها، ويدخلون البحر بواسطة مركب صغير "مجداف"، وينصبون شباكهم بالقرب من الشاطئ، ويقومون بسحبها صبيحة اليوم التالي.

وقال زعرب: رغم أننا لا نخرج سوى القليل من الأسماك، إلا أننا استطعنا توفير قوت يومنا، متمنيا أن تنتهي الأزمة الحالية في أسرع وقت ممكن.

 

أما الصياد أحمد عبد الله، فأكد أنه لم يهنأ بتجديد قاربه وشباكه، مشيرا إلى أنه ضطر لدفع كل ما يملكه من مال من أجل تجديد القارب، على أمل أن يتمكن من تعويض ذلك خلال الفترة القادمة، موضحا أن ما يراه لا يبشر بخير أبدا، فالبحر إما مفتوح أمامهم بقيود، وإما مغلق بسبب نفاد الوقود.

 

وأشار عبد الله إلى أنه وزملاءه الصيادين كثيرا ما يقفون بجانب مراكبهم المتوقفة على رمال الشاطئ، وينظرون للبحر المليء بالأسماك المهاجرة بحسرة وألم، ويتمنون دخوله مجددا.

 

وناشد عبد الله وغيره من الصيادين المنظمات الحقوقية المحلية منها والدولية العمل من أجل مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، كي يتمكنوا من مزاولة مهنتهم دون قيود.

ولوحظ خلو السوق في محافظة رفح من أنواع الأسماك، حيث لجأ بائعو الأسماك المعروفون في السوق إلى بيع الأسماك المثلجة، أو تلك التي تصطاد من برك المياه العذبة المنتشرة في المحافظة، في محاولة لإيجاد مصدر آخر للرزق، إلى حين يتمكن الصيادون من دخول البحر مجددا.

 

يذكر أن قوات الاحتلال تواصل تواجدها المكثف في مياه البحر قبالة سواحل المحافظة، حيث يشاهد وعلى مدار الساعة عدد من الزوارق الحربية الإسرائيلية متوقفة قبالة الحدود المصرية الفلسطينية.