خبر الخطيئة والعقاب -معاريف

الساعة 10:11 ص|25 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: آفي بريمور

(المضمون: المشكلة الائتلافية هي ابرز ما ستواجهه ميركل من مصاعب في ولايتها الجديدة وذلك بعد ان انسحب الاشتراكيون الديمقراطيون من الائتلاف ويرغبون في اعادة بناء نفسهم في المعارضة - المصدر).

 

لقد فقد حزب المستشارة انجيلا ميركل في الانتخابات التي اجريت أمس نسبة هامة من قوته. أما شريكه على مدى السنين ومنافسه – الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد خسر هو ايضا وقد رأى في ذلك عقابا من الناخبين على تعاونه الطويل جدا مع حزب ميركل اليميني الحاكم.

يطرح سؤالان اليوم في المانيا: ما الذي ادى الى هذه الخسائر وكيف نجح حزب يميني عنصري متطرف، لاول مرة في تاريخ الجمهورية الفيدرالية بالحصول على نحو 13 في المئة من اصوات الناخبين؟ السؤال الثاني المطروح هو ما هي الامكانيات لدى ميركي لتشكيل ائتلاف الان؟

الاجوبة غير بسيطة: لا شك أن معظم ناخبي الحزب اليميني المتطرف لا يمثلون ميولا نازية (وان كان هناك كهؤلاء في الحزب). وتصويتهم لـ « البديل لالمانيا » ليس سوى اعراب عن خيبة امل. تلك الخيبة، بالمناسبة، يتميز بها العالم الغربي كله كنتيجة للتحولات الفورية جدا في الحياة وفي الاقتصاد الحديثين، كانت ايضا السبب الذي رفع دونالد ترامب الى الحكم في الولايات المتحدة. لم تفقد انجيلا ميركل من شعبيتها ومن التقدير الذي يكنه لها الالمان. المشكلة هي أنها تعاني من « طول زائد في ايام حكمها » – وهو ما حصل في حينه للمستشار هيلموت كول.

ومع ذلك، وبخلافا ما يطرح من ادعاءات الان، فان موجة هجرة اللاجئين من سوريا الى المانيا لم تلعب دورا مركزيا في الحملة الانتخابية. ولا عجب في ذلك. فقد تراجعت المانيا من ناحية ديمغرافية وهي تعوزها قوة العمل. وكانت هذه الدولة بحاجة الى هذه الهجرة وحقيقة هي ان اليوم ايضا، بعد موجات الهجرة الكبرى، لا يزيد معدل البطالة في المانيا عن 4 في المئة.

 

ينبغي لنا أن نتذكر ايضا بان السلطات في المانيا انتهجت قبضة حديدية ضد الجريمة في اوساط المهاجرين، ودون انظمة ادارية واجراءات طويلة، طردت الجهات المشبوهة بالجريمة واعادتهم فورا الى الشرق الاوسط. اما بالنسبة للسؤال الثاني – فامام ميركل بالفعل توجد مسألة قاسية تتمثل بتشكيل الائتلاف وذلك بعد أن قرر شريكها لسنوات طويلة، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بانه تعلم الدرس وانه سيبني نفسه من جديد في المعارضة. الان، فان الامكانيات التي تقف امامها ميركل محدودة. عمليا، لا يأتي بالحسبان سوى شريكان: الحزب الاخضر والحزب الليبرالي. من ناحية اسرائيل ليس لهذه التغييرات معنى خاص، إذ ان كل المرشحين للشراكة في الائتلاف هم عناصر مؤيدة لاسرائيل، حتى وان كانوا شديدي الانتقاد للاحتلال.

المشكلة التي ستكون لميركل في الائتلاف الجديد الذي ستبنيه تتمثل اساسا في مجال آخر تماما: عملية توحيد اوروبا. فالحزب الليبرالي، الذي سيصر على حقيبة المالية في الحكومة الجديدة

وبدونه لن يكون لميركل اغلبية في الائتلاف هو حزب محافظ متطرف في المجالات الاقتصادية الوطنية، وليس عاطفا على عملية الوحدة الاقتصادية الاوروبية.

 

كلمات دلالية