خبر رب حذاء حرك أمة!!.. أ.د. محمد اسحق الريفي

الساعة 06:37 ص|17 ديسمبر 2008

خرج الرئيس الأمريكي بوش "الصغير" من العراق بخفي الصحفي البطل منتظر الزيدي، الذي أبهج العالم عندما ألقى حذاءه في وجه بوش أثناء زيارته الأخيرة للعراق، معلناً بهذه الحادثة ذات الدلالات العظيمة انتهاء الحقبة الأمريكية الدموية وسقوط إمبراطورية الشر الأمريكية، ومحركاً أمة كاد يقتلها السكون والصمت.

 

فقد ألهبت هذه الحادثة التاريخية مشاعر الفرح والتشفِّي لدى الجماهير العربية والمسلمة، التي أثخنت فيها قوات التحالف الصليبي بقيادة الولايات المتحدة القتل في العديد من البلاد العربية والإسلامية، فقد عبر الزيدي ببسالة عن الموقف الشعبي العربي والإسلامي تجاه الولايات المتحدة وأذنابها في بلادنا.  كما اتخذ الأمريكيون من هذه الحادثة البطولية مادة للسخرية برئيسهم بوش، جزاءً له على كذبه وإجرامه وإرهابه.  أما باقي شعوب العالم، فقد رأت في هذه الحادثة صفعة مؤلمة لدولة ملأت الأرض فساداً وإرهاباً.

 

والأمر المثير للدهشة، والأكثر أهمية من هذه الحادثة بحد ذاتها، الثورة العارمة التي حركها الزيدي في قلوب الملايين من الناس، لا سيما العرب والمسلمون والمستضعفون وأحرار العالم، الذين اكتووا بنار الظلم والإجرام الصهيوني والأمريكي، وكأن الناس كانوا على موعد مع هذه الحادثة التاريخية، التي أعلن فيها الزيدي رسمياً وبطريقة مذهلة عن سقوط إمبراطورية الشر والطغيان الأمريكية، وانتهاء الحقبة الأمريكية الدموية، وإشعال فتيل انتفاضة عربية وإسلامية عارمة ضد الولايات المتحدة والأنظمة العميلة لها.

 

لقد كان ختام هذه الحقبة الأمريكية الشريرة حذاء ألقاه الزيدي في وجه الرئيس الأمريكي بوش، الذي تفاداه بانحناءة جبانة، ولكنه لم يستطع تفادي الإهانة له ولا لبلاده.  فقد صفع الحذاء العلم الأمريكي خلف بوش، وفي ذلك تعبير عجيب له دلالة، إذ ورط بوش بلاده ورطات مهلكة على كافة الصعد، وسيترك قيادتها قريباً وهي تعيش كابوساً مزعجاً، هز كيانها السقيم، وجعلها تجثوا على ركبتيها ذلاً وصغاراً، تارة تستجدي حكومات الخليج العربي لدعم اقتصادها الميت ومدها بالأموال لإنقاذ شركات السيارات الضخمة، وتارة تستجدي حلفاءها العرب لإنقاذ ماء وجهها المسفوك إلى آخر قطرة على أيدي المقاومين والمجاهدين في العراق وأفغانستان وفلسطين، ولإنقاذ أدواتها في العراق وفلسطين وأفغانستان، أمثال المالكي وعباس وكرازاي، وغيرهم من الحكام والأمراء والرؤساء والملوك الخاضعين للبيت الأبيض الأمريكي...

 

فالانتفاضة التي أشعلها حذاء الزيدي قد بدأت بالفعل في قلوب الجماهير، وهي بحاجة إلى من يوجهها ويقودها، ولا سيما أن الأجواء الشعبية في منطقتنا مشحونة بالغضب والاستياء الشديدين من السياسة الظالمة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب والمسلمين والمستضعفين، ومن طغيانها وغطرستها وعدوانها على الشعب العراقي والأفغاني والفلسطيني، ومن تلك الأنظمة والجهات العميلة التي تتعكز عليها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا، بعد أن أصابها الكساح وفقدت قدرتها على الحراك وتنفيذ أجندتها العدوانية والشريرة.

 

ماذا يتوقع الأمريكيون والصهاينة منا غير انتفاضة عارمة، ربما يكون حذاء الزيدي قد أشعلها في منطقتنا، وهم يحتلون بلادنا، ويقتلوننا ببشاعة، ويحاربوننا في ديننا، ويحاصروننا، وينهبون أموالنا ونفطنا، ويستخدمون قذائف اليورانيوم لإبادة الشعب الأفغاني باعتراف الخبير الألماني كريستوف هورستل لصحيفة «العرب الأسبوعي» السبت الماضي...!! 

 

وبهذه المناسبة، لا بد من نقل ما ذكرته الصحيفة على لسان أحد المواطنين الأفغان المتضررين، حيث يقول: "بعدما قام الأمريكيون بتدمير قريتنا وقتل الكثيرين منا، فقدنا بيوتنا أيضا ولم يبق لدينا شيء للأكل ومع أنه كان من الممكن أن نتحمل المعاناة وحتى نسيان ذلك لو أن الأمريكيين لم يحكموا علينا جميعا بالموت.  ولما رأيت حفيدي المشوه أدركت بأن آمالي في المستقبل قد تبددت إلى الأبد، بشكل مغاير للشعور بالإحباط في ظل الوحشية الروسية بالرغم من أنني فقدت سابقاً ولدي الأكبر.  إلا أنني أعرف هذه المرة أننا جزء من إبادة جماعية خفية سببتها لنا أمريكا، إنه موت صامت أدرك أننا لن نفلت منه. "

 

إن هذه الممارسات الإجرامية الأمريكية والعدوان الصهيوني والتواطؤ الصليبي–الصهيوني  ضد أمتنا العربية والإسلامية لا شك أنه أنضجع شعوبنا على نار هادئة، فأصبحت تدرك الخطر الذي تمثله المخططات الأمريكية والصهيونية العدوانية على أمتنا وعلى مصير شعوبنا، وباتت أقرب ما يكون من انتفاضة عارمة تغير معالم المنطقة بأسرها، وترفع عن أمتنا الظلم والعدوان، وتضع نهاية لحالة الذل والهوان التي تعيشها أمتنا.

 

ولئن كان العرب والمسلمون قد انتشوا فرحاً وابتهاجاً بما فعله الزيدي، فإنهم مطالبون بأن يتأسوا بالزيدي في البطولة والشهامة والتضحية، وعليهم أن يشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد، وعلى أمتنا أن تتحرك وترجم بالأحذية والنعال والحجارة كل أصنام الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية في عالمنا العربي والإسلامي، الذين أخضعوا رقابنا للصهاينة والأمريكيان