خبر انطلاق أضخم مسيرة نسائية من أجل السلام في الأراضي المحتلة

الساعة 03:44 م|24 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

انطلق اليوم، الأحد، الحدث السنوي الأكبر لحركة « نساء يصنعن السلام »، وهو « مسيرة السلام »، بمشاركة آلاف النساء من جميع أرجاء العالم، ويهوديات وعربيات، سيقطعن نحو 350 كيلومترا مشيا على الأقدام من أقصى الشمال في « إسرائيل » إلى القدس. وفي نقطة النهاية، أمام مقر رئيس الحكومة « الإسرائيلي »، سيقمن مظاهرة حاشدة من أجل الضغط على صناع القرار في « إسرائيل » للتوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني لإرساء السلام.

هذه الحركة التي أسستها مجموعة من النساء عام 2014، في أعقاب الحرب على قطاع غزة، تؤكد أنها لا تدفع إلى حل سياسي معين، إنما مجهودها الرئيس هو إعادة كلمة « السلام » إلى الخطاب العام، وتشكيل قوى نسائية عظيمة تتحدث لغة السلام والمحبة، دون الانضواء تحت أية راية سياسية.

وتقول النساء اللاتي يرأسن الحركة أنها أضحت منذ إقامتها حركة السلام صاحبة النشاط الميداني الأكبر في « إسرائيل » ويتراوح عدد المنتسبات إلى الحركة بين 20 إلى 40 ألف امرأة، يمثلن طيفا واسعا من المجتمع الإسرائيلي: يمينيات ويساريات، يهوديات وعربيات وفلسطينيات، نساء من المركز ومن الأطراف. ويشددن على أن النساء بغض النظر عن انتمائهما السياسي أو الحزبي متساويات في نطاق الحركة.

وتقول واحدة من مؤسسات الحركة، اسمها ليلي فيسبرغر، تحدثت إلى موقع والا « الإسرائيلي »: « الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ليس استثنائيا. للأسف لقد رسخ في أذهن الناس أنه منقطع النظير. السلام مع الفلسطينيين ممكن مثلما صار مع مصر والأردن. إننا نقوم بتغيير المفاهيم منذ 3 أعوام ».

وتقول فيسبرغر إنها قررت الانضمام إلى الحركة بعد الحرب على غزة عام 2014. « لقد شارك ابني في الحرب. ورافقني طوال الوقت شعور صعب. شعرت بالوحدة، وأصابتني ضيقة نفس لم أشهدها من قبل إثر الضائقة النفسية التي لازمتني طوال الحرب. فقررت أنني يجب أن أتحرك وأفعل شيئا ».

ناشطة بارزة أخرى من المؤسسات تحدثت لموقع والا « الإسرائيلي »، هي رحاب عبد الحليم، والتي قالت إنها تواجه صعوبات كثيرة لضم النساء العربيات معها إلى الحركة، لأن « كلمة »السلام« فقدت من وزنها ومعناها في المجتمع العربي ». وأضافت « النساء العربيات يعتقدن أنهن لا يقدرن على صنع التغيير لأنهن لا يملكن القوة. لكنني أعتقد أنه يجب على كل إنسان أن يتحمل المسؤولة ويساهم في تغيير الواقع ».

وتقول عبد الحليم، إنها انضمت إلى الحركة بعدما تأكدت أنها ستكون متساوية ولا يوجد تفرقة أو تمييز في الحركة. « لا أريد أن أكون زينة في الحركة أو رقم 2 أو ذيلا لأحد، إنما أريد أن أكون قائدة وأقول رأيي بحرية » توضح عبد الحليم.

وتقول نساء الحركة إنهن يعرفن أن البعض يعتقد أنهن ساذجات ولا يعرفن الواقع الأمني والتعقيدات السياسية للعلاقات بين « إسرائيل » والفلسطينيين، لكنهن واثقات أن نشاطهن سيرفع التوعية لأهمية السلام بين الشعبين، ويعيد كلمة السلام إلى حضن المجتمع « الإسرائيلي » والفلسطيني.

« خطاب الحرب يولد الحرب، وخطاب السلام يولد السلام » يقلن. وتشير النساء إلى أن الدليل على تأثيرهن، ونجاحاهن في تجنيد مئات النساء لنشاط الحركة، هو توجه عدد من السياسيين إليهن.

ويلفت النظر في نشاطات الحركة أنها لا تحصر نشاطها داخل « إسرائيل »، إنما تتوجه كذلك إلى توسيع النشاط في المستوطنات لأن « المستوطنين جزء هام في المجتمع »الإسرائيلي« وله تأثيره الكبير » حسب مؤسسات الحركة.

كلمات دلالية