خبر الهجمات في سوريا -يديعوت

الساعة 09:41 ص|24 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

لماذا لا يردون

بقلم: غيورا آيلاند

(المضمون: لا يمكن لاسرائيل ان تقبل حربا طويلة مع حزب الله في ظل امكانيات لدى الحزب لايقاع اصابات دقيقة بمواقع حساسة في اسرائيل، ولهذا يجب أن تكون الرسالة واضحة بأن لبنان كله سيدمر في حالة الحرب - المصدر).

 

يوم الجمعة الماضي، حسب مصادر اجنبية، هاجمت اسرائيل مرة اخرى هدفا عسكريا في مطار دمشق. يبدو أنه نشأت عادة من الهجمات الاسرائيلية في سوريا، لم تعد تثير احدا. وظاهرا لم يعد حتى السوريون، ايران وحزب الله، يتأثرون جدا بها. فهل هذا تسليم منهم بنجاح الاحباط الاسرائيلي؟ هل لا يردون لأن الردع الاسرائيلي لا يزال ناجعا جدا؟ هل الضغط الروسي يمنعهم من العمل؟ بدأت اخشى أن يكون التفسير هو آخر.

 

اعداؤنا مستعدون لأن يضحوا بين الحين والآخر بوسائل أو اهداف تنجح اسرائيل ظاهرا في تدميرها، ولكنهم بالتوازي وجدوا سبلا اخرى لنقل السلاح المتطور من ايران عبر سوريا الى لبنان. لا يدور الحديث عن امر معقد على نحو خاص بسبب المزايا الثلاث التالية: الاولى، الحدود السورية – اللبنانية هي بطول 300 كم، حيث ان معظم المنطقة جبلية ومشجرة؛ الثانية، في كل يوم تمر مئات الشاحنات من سوريا الى لبنان؛ الثالثة، بين طهران وبيروت لا يوجد أي جهة معنية أو قادرة على منع مثل هذا النشاط.

 

في ضوء ذلك لا مفر من الاستنتاج بأنه رغم عمليات الاحباط الاسرائيلية المزعومة، فان بناء قوة حزب الله سيستمر بلا عراقيل تقريبا. وحسب التقارير، يتركز النشاط الاسرائيلي على محاولة منع حزب الله من الحصول على صواريخ دقيقة أو انتاجها. هذا بلا شك « تفضيل اهداف » صحيح. الفارق بين امكانية الضرر لسلاح دقيق مقارنة بسلاح عادي هو فارق هائل. فاسرائيل هي دولة صغيرة مع عدد صغير من المواقع الحيوية ومع وفرة متدنية. فاذا ما اصيبت في الحرب القادمة محطات توليد الطاقة، مطارات، موانيء، محطات قطارات ومستشفيات – فالثمن الذي ستدفعه اسرائيل، اضافة الى مئات القتلى، سيكون تقريبا لا يطاق.

 

استنتاجان ينبعان من هذا التقدير لطبيعة التهديد. الاول، صحيح مواصلة محاولة ضرب تسلح حزب الله بسلاح دقيق، ولكن لما كانت قدرتنا على منع ذلك على مدى الزمن موضع شك، فمن المهم التشديد على الاستنتاج الثاني: اذا ما فتحت نار من لبنان نحو اسرائيل وجررنا الى « حرب لبنان الثالثة »، محظور بأن نسمح لهذه الحرب ان تستمر 33 يوما مثلما في 2006. فحرب طويلة ستلحق، كما اسلفنا، ضررا لا يطاق بالبنى التحتية العسكرية والمدنية لاسرائيل.

 

ان السبيل الوحيد لضمان أن تكون الحرب القادمة قصيرة، يفترض منا الحرب ضد دولة لبنان، وليس فقط ضد حزب الله. اسرائيل يمكنها أن تدمر البنى التحتية للبنان وكذا جيشها في غضون بضعة ايام. ولما كان احد في العالم، لا اللبنانيين، لا حزب الله، لا سوريا ولا ايران، وبالطبع ايضا لا السعودية، فرنسا، روسيا والولايات المتحدة – يريد دمار لبنان، سينشأ ضغط دولي هائل للوصول الى وقف نار في غضون اسبوع أو اقل، وهذا بالضبط ما تحتاجه اسرائيل.

 

لا يكفي ان يتخذ قرار بهذه الروح في الزمن الحقيقي، حين تنشب المواجهة، وعلى اسرائيل منذ اليوم أن تنقل هذه الرسالة ولسببين: أولا، هكذا نحقق الرد وربما نمنع الحرب التالية، اذ أن احدا في العالم لا يريد دمار لبنان. ثانيا، اذا ما اندلعت حرب مع ذلك من المهم ان تفهم الدول الغربية، والولايات المتحدة على الاقل، مسبقا بأن اسرائيل اختارت هذه الاستراتيجية لانعدام البديل. ولشدة الاسف، فان الرسائل التي ترفقها اسرائيل معاكسة. فقبل نحو اسبوع، في ختام المناورة الكبيرة في الشمال بث وزير الدفاع وقادة الجيش رسالة بأن اسرائيل يمكنها ان تهزم حزب الله. هذا خطأ. حتى لو كانت اسرائيل تستطيع هزيمة حزب الله، ولكن الحرب استمرت نحو خمسة اسابيع مثلما في 2006، فانه سيكون صعبا علينا جميعا أن نتعايش مع الثمن الهائل.

كلمات دلالية