خبر المعجب السري- يديعوت

الساعة 09:37 ص|24 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

قصة الغرام الاسرائيلية « لملك السكر » السوري

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: المهاجرون السوريون يكتشفون « مزايا » اسرائيل الديمقراطية ويقارنونها بمفاسد سوريا ونظامها - المصدر).

 

فراس طلاس ليس مجرد واحدا آخر من مئات آلاف المهاجرين السوريين ممن هربوا ويواصلون الهرب للنجاة بحياتهم. طلاس إبن الـ 57 كان معروفا كـ « ملك السكر »، ملياردير كبير، تاجر سلاح، مستورد مواد غذائية وادوية ومورد عتاد للجيش السوري واجهزة الامن. وبالاساس، هو إبن من كان وزير الدفاع اللامع وموضع آلاف الخلافات، مصطفى طلاس، الذي سجل على اسمه الهجوم المفاجيء في هضبة الجولان في حرب يوم الغفران.

 

قبل اربع سنوات اثقل طلاس، الاب والابن، على سيدهم الرئيس الاسد، وبذريعة العلاج الطبي غادرا الى باريس، قبل لحظة من أن يلقى بأحدهما الى السجن. وهكذا انتهت القصة غير الفاخرة للصداقة الشجاعة والمجدية جدا بين عائلة الاسد وعائلة طلاس. وبعد نحو سنة وقعت على الخد الرئاسي صفعة رنانة اخرى، حين فر الابن الشاب، مناف طلاس، ضابط كبير في الحرس الرئاسي، شعر بأن الارض بدأت تشتعل من تحت اقدامه، من الجهاز وهرب من سوريا. توفي طلاس الاب قبل ثلاثة اشهر، وانضم نجلاه الى المعارضة.

 

وها هو اقتباس دقيق لما يكشفه الآن فراس طلاس، بصراحة مفاجئة. « منذ 17 سنة وأنا أنتمي الى مجموعة من المعجبين بدولة اسرائيل وأتابع بانفعال الانجازات السياسية والتكنولوجية والنجاحات الاقتصادية التي تحققها. اتابع مؤتمر هرتسليا، وهناك من يبعث لي من هناك، بناء على طلبي، مواد مكتوبة، وأنا اقرأها بشوق. وعلى مدى السنين اكتشفت، رغم انهم ربوني على أن أرى في اسرائيل عدوا لدودا، حقائق معاكسة ».

 

طلاس، الذي يتنقل منذ فراره بين امارات الخليج الفارسي وبين المقر العائلي في باريس، يروي بأنه على مدى السنين (وكأنه سهل التخمين، عبر اللقاءات السرية) تلقى دعوات لزيارة اسرائيل، لكنه قرر كبح الحماسة والفضول. وهو يوضح ويقول إنني لن اسافر الى هناك إلا عندما أتمكن من الدخول الى السيارة، اجتاز الحدود بطريقة مرتبة، ويختمون لي جواز سفري.

 

في هذه الاثناء انتهى مفعول جواز سفره السوري، وطلاس يفهم بأنه ملزم بأن يكون محروسا. والشعلة التي اشعلها في اعلانه عن اعجابه باسرائيل، القى بعود ثقاب آخر، حين أوصى الرئيس غير الرسمي لكردستان، مسعود برزاني، أن يكف عن نثر الاوهام في أن تكون كردستان مثل اسرائيل: « اعرف أنني سأنجح في اغضاب الكثير جدا من الناس في سوريا وفي العالم العربي، لكني ملزم بأن أبلغ البرزاني بأن ليس له ذرة أمل في أن يصل الى مستوى انجازات دولة اسرائيل ».

 

كل هذه الاقوال طرحها طلاس في صفحته على الفيس بوك في نهاية الاسبوع. ومشوق بقدر لا يقل عن ذلك متابعة النقاش الذي دار في اعقابها. يكاد يكون كل المعقبين المئة، وبينهم شخصيات كانت معروفة في قيادة الحكم في دمشق، هم مهاجرون سوريون. قلة منهم فقط يهاجمون طلاس بالشتائم والسباب، أما معظم المتصفحين فيتفقون مع افكاره الاعجابية.

 

بعين اسرائيلية يمكنك أن تتعرف على غسل الدماغ الجاري في جهاز التعليم، على حكم الخوف والعنف الذي فرضته سلالة الاسد على مدى 46 سنة. على تغيير الصورة الاسرائيلية منذ عاد الجرحى السوريون الذين عولجوا في البلاد ليرووا قصتهم وعلى التردد في مسألة من حقا هو العدو: قتلة داعش أم الرئيس الاسد. في ردود الفعل على بوست طلاس تتعرف دفعة واحدة على سلسلة اعترافات استثنائية من المهاجرين السوريين عن متابعتهم للحياة اليومية في اسرائيل، عن الفضول المتزايد للتعلم منا وعن الاعجاب بالديمقراطية وحرية التعبير لدينا، التي تعتبر عندهم حلما لن يتحقق طالما كان الاسد وعصاباته والحرس الثوري الايراني يديرون سوريا.

 

ما كان طلاس ليحلم بأن يكتب ما كتبه لو لم يفر من سوريا. في احد تعقيباته يذكره من كان موظفا كبيرا جدا في قصر الرئاسة، كيف أن بشار وعقيلته أسماء، جلسا أمام شاشة الحاسوب في حملة التسوق في المحلات الفاخرة في باريس، بينما كان النظام يقصف بالسلاح الكيميائي التجمعات السكانية، دون التأثر بصورة الاطفال الموتى.

 

كلمات دلالية