خبر مخاوف في « كديما » من تدني نسبة المشاركة في الانتخابات الداخلية لاختيار مرشّحيه للكنيست

الساعة 01:40 ص|17 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

تساور قياديي حزب «كديما» الحاكم مخاوف حقيقية من احتمال تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) التي تجري اليوم لاختيار قائمة مرشحي الحزب للكنيست المقبل. وثمة قلق من أن لا تتعدى نسبة الأعضاء المشاركين في عملية الانتخاب 30 في المئة (من مجموع 80 ألف عضو).

 

ويخشى قياديون في الحزب أن نسبة متدنية كهذه في مقابل نسبة 50 في المئة التي شهدتها الانتخابات التمهيدية في كل من الحزبين المنافسين «ليكود» و «العمل»، قد تبث الانطباع بأن الحزب الذي يسعى الى البقاء في سدة الحكم، لا يملك القاعدة الشعبية الواسعة، فضلاً عن أن تدني نسبة المصوتين قد تأتي بقائمة «ذات لون واحد» يفرضها المتنفّذون في الحزب أو أقطابه الذين نجحوا في تنظيم صفوف مؤيديهم، مثل وزير المواصلات الشخصية الثانية في الحزب شاؤول موفاز الذي يتمتع بتأييد لجان عمال كبرى نجحت في إيصاله قبل 3 أشهر إلى موقع المكان الثاني في الحزب، ويتوقع أن تنجح في إيصال الشخصيات القريبة من موفاز إلى مواقع مضمونة.

 

ويتوقع أن ينجح معظم نواب الحزب الحاليين في احتلال أماكن مضمونة فيما تأمل قيادة الحزب في أن تنجح الوجوه الجديدة في تبوّء مواقع متقدمة، أمثال الميجر جنرال في الاحتياط قائد وحدة النخبة العسكرية «متكال» سابقاً دورون أبيطال، ورئيس «الوكالة اليهودية» زئيف بيلسكيي، ومؤسسة القناة التلفزيونية باللغة الروسية يوليا بروكوفيتش والصحافي المرموق نحمان شاي. لكن زعيمة الحزب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تخشى من ألا تكون الوجوه الجديدة كافية لإقناع الناخب الإسرائيلي بأن قائمة «كديما» جذابة وقادرة على مجاراة قائمتي «ليكود» و «العمل»، خصوصاً الأولى التي جاءت بشخصيات لها وزنها الكبير في المجتمع الإسرائيلي على رغم مواقفها اليمينية المتشددة.

 

وما زالت القائمة التي أفرزتها الانتخابات في «ليكود» الأسبوع الماضي تقض مضاجع ليفني بعد أن تبددت التوقعات بأن القائمة اليمينية ستتسبب في خسارة «ليكود» عددا من المقاعد البرلمانية لمصلحة «كديما»، إذ جاءت الاستطلاعات الأخيرة لتؤكد أن «ليكود» سيكون الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العاشر من شباط (فبراير) المقبل، بينما تراجعت شعبية «كديما» قياساً بالأسابيع السابقة وبعدد المقاعد البرلمانية التي تشغلها حاليا.

 

ويرى معلقون أن هذا التراجع هو وراء التصريحات المتشددة التي تطلقها ليفني في الأيام الأخيرة بهدف استمالة الناخبين المحسوبين على اليمين المعتدل، مثل موقفها الذي يدعو فلسطينيي الـ48 إلى رؤية الدولة الفلسطينية الحل لطموحاتهم القومية، ودعوتها في الأيام الأخيرة إلى الرد بالمثل على القصف الفلسطيني من القطاع على جنوب إسرائيل، وتحميلها وزير الحرب زعيم «العمل» ايهود باراك مسؤولية استمرار القصف.

 

وعادت ليفني إلى الحديث عن «السياسة الأخرى» التي تأتي بها إلى الحلبة الداخلية، وقالت أمام طلاب في احدى مدارس حيفا أمس إنها تصبو إلى تغيير «ثقافة السياسيين» الذين يفكرون في عنوان الغد في الصحف، «بينما انا أقول لكم إنني أريد سياسة اخرى، لا سياسة تخنع للعنجهية، هناك سياسة أخرى أريد أن أبيعها لكم». وأعربت عن ثقتها بأنها ستشكل الحكومة المقبلة «والأحزاب جميعها تعرف أنها لن تستطيع ابتزازي».

 

وأضافت أن «ليكود» يتشكل من مجموعة من الشخصيات المتطرفة التي لا تريد التحرك لأي مكان، ولن تتيح لزعيم الحزب بنيامين نتانياهو التحرك. وهاجمت حركة «شاس» الدينية الشرقية المتزمتة التي حالت دون نجاحها في تشكيل حكومة بديلة، وقالت: «هناك أحزاب مثل «شاس» التي جاءت لتطالبني ليس فقط بالأموال والموازنات، إنما أيضاً بوقف العملية السياسية».