خبر المزيني: إسرائيل أفشلت جهودا أوروبية لإتمام صفقة شاليط

الساعة 12:04 ص|17 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: القدس العربي

قال الدكتور أسامة المزيني المسؤول في حركة حماس عن ملف الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شليط لـ 'القدس العربي'، أن أية اتصالات بشأن إتمام صفقة التبادل لم تتم في الآونة الأخيرة، كاشفاً عن قيام 'جهات أوروبية'، بالاتصال بحماس في وقت سابق بهدف الوساطة.

وقال المزيني وهو يعد من قياديي حماس في رده على سؤال لـ 'القدس العربي' عن آخر تطورات صفقة تبادل الأسرى 'لم يتصل بنا خلال الفترة الماضية بشأن صفقة شليط'.

وأضاف 'كانت هناك وساطات من جهات أجنبية، اتصلت بالحركة، غير أن هذه الجهود توقفت بسبب التعنت الإسرائيلي، ورفض قادة الاحتلال التجاوب مع شروط المقاومة الفلسطينية'.

ورفض المزيني الحديث عن هؤلاء الوسطاء الأوروبيين، واكتفى بالقول 'لا داعي للحديث عن هذه الوساطة، كونها انتهت دون أن تسفر عن أي تقدم'.

غير أن المزيني أشار الى أن اللقاء الذي جمع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، بالرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في العاصمة السورية دمشق قبل يومين تطرق إلى ملف صفقة التبادل.

وأشار المزيني إلى أن حماس لا تعارض تدخل وسطاء أجانب لإتمام صفقة التبادل مع إسرائيل.

يذكر أن مصر هي الوسيط الرسمي لإتمام صفقة التبادل، منذ أن استطاعت ثلاثة فصائل مسلحة وهي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، ومنظمة 'جيش الإسلام' المتشددة، من أسر الجندي شليط في هجوم كوماندوس على ثكنة إسرائيلية جنوب قطاع غزة في 26 حزيران (يونيو) من العام 2006.

وقال المزيني 'نحن لا نمانع في تدخل أي وسيط آخر، بهدف دفع ملف صفقة تبادل الأسرى إلى الأمام'.

وكان السفير في إسرائيل ياسر رضا أعلن قبل أيام أن بلاده لا تمانع في تولى أي جهة جديدة مهمة الوساطة بهدف إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، غير أنه قال في الوقت نفسه ان مصر هي 'الدولة الوحيدة القادرة على إيجاد مخرج لهذا الموضوع'.

وفي السياق قلل المزيني من أهمية تهديدات وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك التي لمح خلالها إلى إمكانية قيام جيشه بهجوم كوماندوس لإطلاق سراح شليط من أيدي آسريه.

وقال 'هذه التهديدات تأتي في إطار الحملة الانتخابية لباراك على زعامة حكومة الاحتلال، والحركة لا تولي لها بالاً'.

وأكد أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تعرف مكان احتجاز الجندي شليط منذ أن تم أسره، مشدداً على أن الآسرين اتخذوا 'إجراءات أمنية مشددة'، تحول دون معرفة مكان الاحتجاز.

وقال 'لو كانت إسرائيل لديها القدرة على معرفة مكان شليط، لتدخلت عسكرياً، لكن عملية الأسر تمت منذ نحو ثلاث سنوات، وهي (إسرائيل) تعرف أنها لا تستطيع الوصول إليه'.

وأضاف 'لن يستطيع باراك ولا جيشه الوصول إلى شليط'.

وتطالب حركة حماس بإطلاق سراح 450 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى النساء والأطفال والمرضى من الأسرى، ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، وكانت مصر سلمت إسرائيل قائمة تضم الأسماء التي تطالب حماس بالإفراج عنهم قبل نحو العامين، غير أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح غالبية من وردت أسماؤهم في القائمة، بذريعة أنهم شاركوا في هجمات قتل فيها إسرائيليون.

وخلال الأيام الماضية تضاربت التصريحات الإسرائيلية حول كيفية إتمام الصفقة، ففي الوقت الذي أكد فيه مسؤولون أنه لا مفر من دفع بلادهم 'ثمنا غاليا'، لإنجاح الصفقة، شدد آخرون وعلى رأسهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على رفضهم دفع هذا الثمن الباهظ.

وقالت ليفني انها ترفض إقحام ملف شليط في 'اللعبة السياسية'، موضحة أنها 'غير مستعدة للتفاوض مع حركة حماس باعتبارها حركة متطرفة'.

وعرض جهاز الأمن الإسرائيلي 'الشاباك' مؤخراً 10 ملايين دولار كجائزة لأي مواطن يقوم بإعطاء سلطات إسرائيل أية معلومات عن الجندي شليط.

وقام 'الشاباك' مؤخراً بإرسال رسائل صوتيه مسجلة لعدد كبير من سكان غزة تضمنت جملة 'لك عشرة ملايين دولار إذا ما أبلغتنا عن موقع أو معلومات حول الجندي المختطف في غزة'، وزودتهم بأرقام وجهات اتصال إسرائيلية للاتصال بها.

لكن القيادي المزيني أكد لـ 'القدس العربي' أن الإفراج عن شليط 'لن يتم إلا في إطار صفقة تبادل الأسرى، وامتثال الاحتلال لشروط المقاومة'.