تحقق الهدوء على جبهة غزة

خبر آيزنكوت: حزب الله التهديد الأكثر جدية وإيران العدو الأكبر

الساعة 01:21 م|22 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

في أول مقابلة مع وسائل الإعلام منذ توليه منصبه قبل سنة ونصف، تحدث قائد أركان جيش الاحتلال « الإسرائيلي »، الجنرال غادي آيزنكوت، عن مجموعة من المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها « إسرائيل »، أبرزها حزب الله، الذي ما زال يشكل، برأيه، التهديد الأكثر جدية لـ « إسرائيل » في الدائرة القريبة، في حين تشكل إيران العدو الأكبر.

موقع صحيفة « يديعوت أحرونوت » التقى الجنرال آيزنكوت في اليوم الأخير من تمرين التعبئة الكبير، الذي أجراه الجيش « الإسرائيلي » الأسبوع الماضي في الشمال، والذي يحاكي حربا شاملة ضد حزب الله، وشارك به  عشرات آلاف الجنود وعشرات الطائرات ومئات الآليات. وهو التمرين الأكبر الذي شارك به آيزنكوت منذ التمرين الذي أجري عام 1998 عندما كان قائد وحدة في كتيبة جولاني.

ورغم خطورة التهديدات التي تحدث عنها، إلا أن آيزنكوت لا يرى أي حافز لدى من يصفهم بأعداء « إسرائيل » بمهاجمتها والمبادرة لشن حرب ضدها، لكنه يؤمن بأن الامتحان الحقيقي للجيش « الإسرائيلي » هو امتحان مواجهة القدرة، ويشير إلى وجود قدرة جدية في لبنان وقدرة معينة في سورية.

وبالنسبة لقدرات حزب الله بعد الأزمة السورية، يقول الجنرال إن « حزب الله تنظيم شبه عسكري، مع مركبات وقدرات كثيرة لجيش نظامي، وكانت له في السنوات الأخيرة تجربة قتالية لا أقلل من شأنها، من حيث تشغيل أطر تضم طوابير ووحدات، وفي تلقي مساعدة هجومية وتشغيل مجهودات تجميع. إلى جانب ذلك فقد دفع ثمناً غالياً بمقتل ألفين من مقاتليه وإصابة سبعة آلاف آخرين، وهو ما زال العدو الذي شغلنا أكثر من أي عدو آخر من حولنا، لكن التوازن الاستراتيجي لصالح الجيش الإسرائيلي ».

وحول وضع الجيش « الإسرائيلي » في مواجهة قادمة، قال آيزنكوت إن « الجيش الإسرائيلي طور بشكل كبير القدرات التي كان يمتلكها في 2006 »، وإنه لا شك لديه بقدرة الجيش « الإسرائيلي » في الانتصار على حزب الله وتقليص الخسائر التي يتكبدها الداخل « الإسرائيلي » قدر الإمكان.

وعن التهديد الإيراني ومساعي نتنياهو لإلغاء الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى، قال آيزنكوت إن « الاتفاق هو أمر واقع وهو اتفاق تعتريه الكثير من الثغرات، من جهتنا كان يفترض أن يكون مع أسنان أكثر وأن يفرض رقابة أكثر صرامة »، مشيرا إلى إدراك « إسرائيل » لخطورة امتلاك إيران للسلاح النووي وأنها ستواصل المتابعة لمنع إيران من تطوير هذا السلاح بطرق التفافية وسرية.

وفيما إذا كانت إيران تطبق الاتفاق، قال « إنها تطبقه من منطلقات تكتيكية، علما أن توجهها الاستراتيجي هو امتلاك السلاح النووي »، وأشار إلى أنه « لا شك لدينا بذلك، والتحدي الأكبر للجيش »الإسرائيلي« هو منع تطوير قدرة نووية إيرانية، ونحن نضع ذلك في رأس أولوياتنا في العقد الأخير وسنواصل ذلك لأننا ندرك أن هذا الخطر هو من عيار آخر ».

وعن إمكانية توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، قال إنه « عندما تقول القيادة السياسية إن لدولة »إسرائيل« القدرة وكل القدرات موجودة على الطاولة، فإن ذلك يستند إلى قدرة عسكرية، ما يعني أن للجيش »الإسرائيلي« خططا أساسية وأن الجيش »الإسرائيلي« يمتلك القدرة، وعندما يطلب منه سيعرف كيف ينفذ قرارات القيادة السياسية ».

وبالنسبة للوضع الناشئ في سورية بعد الاتفاق الروسي الأميركي، قال آيزنكوت « نحن نعمل بطرق مختلفة للحؤول دون نشوء وضع تتمركز فيه قوات إيرانية مقابل حدودنا وبعمق 30- 40 كم، ونعمل بطرق كثيرة لتقليص دقة الصواريخ التي تحاول إيران إكسابها لأعدائنا، حزب الله وحماس، ونسعى للوصول إلى وضع لا يكون فيه تأثير إيراني في سورية وذلك بجهد عسكري وسياسي مشترك ».

واعتبر آيزنكوت أنه « من المبكر نعي داعش لأنها ظاهرة وفكرة تتعدى التنظيم ».

وعلى جبهة قطاع غزة، يدعي آيزنكوت أن « إسرائيل » تمكنت من ردع حماس وفرض الهدوء، مفاخرا بعدم جرح جندي « إسرائيلي » واحد خلال ثلاث سنوات على هذه الجبهة، إلا أنه نوه إلى محاولات حماس زيادة قدرتها على صعيد بناء قدرة تحت أرضية دفاعية بالأساس وعلى صعيد التزود بقدرات عسكرية صاروخية وغيرها وتجديد القدرات السابقة.

ويشير آيزنكوت إلى الوضع المعيشي والإنساني الصعب في غزة منذ حرب الجرف الصامد، لكنه يؤكد أن سلطة حماس في القطاع قوية ومركزية رغم أنها تعاني من العديد من المشاكل والأزمات، خاصة في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي دفعها إلى حل اللجنة التي شكلتها لإدارة القطاع والدخول في عملية مصالحة ظاهرية مع فتح، لأنهم لا يريدون مصالحة كاملة فعلاً، كما يقول. وهو يحذر من خطر الأنفاق ويتوعد بالرد القوي في حال أي تسلل إلى داخل « إسرائيل ».

وبالنسبة الضفة الغربية، أشار آيزنكوت إلى أن التعاون الأمني مع السلطة جزئي منذ هبة الأقصى الأخيرة، ويفاخر بقمع انتفاضة الأفراد وتهدئة هبة الأقصى، ويرى أن "السلطة تدير حياة 2.5 مليون فلسطيني في الضفة وأن هناك 900 ألف طالب يقومون كل صباح إلى مدارسهم ومعاهدهم، و500 ألف عامل يقومون إلى عملهم، وقد نجحنا في الحفاظ على نسيج حياة جيد للسكان.

كلمات دلالية