خبر انظري أيتها الأرض- هآرتس

الساعة 09:34 ص|19 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يتسحاق ليئور

 (المضمون: إن احزاب المركز بكافة اشكالها تقف جانبا عندما يتعلق الامر بالاحتلال ولم تساهم في تغيير الوضع الراهن - المصدر).

 بالرغم من كل المحاولات لاخفاء الخط الاخضر والفرق بين النكبة والاحتلال الجديد، سنة 1967 هي مفترق طرق لحياتنا السياسية. هذا الاحتلال خلق ليس فقط المستوطنات وقوة يمينية وبرجوازية كبيرة وصوت شرقي وجد مكانا له في الليكود.

 

  مع الاحتلال تم اختراع مفاهيم « حمائم وصقور »، والتي تم استيرادها من الولايات المتحدة. مع الاحتلال وجدت مصطلحات جديدة فرقت ما بين اليسار واليمين، وبقيت سائدة وحية حتى اليوم، وحتى أن اليسار غرق بمعظمه بتحول اسرائيل الى حاملة طائرات امريكية. والاساس: هذا الاحتلال خلق مفهوم « المركز »، من داش « الديمقراطية والتغيير » حتى يائير لبيد، والثرثرة عن « تفكير جديد » والتي كانت دائما فارغة مثل انبوب مجاري يابس.

ان ولادة المركز مكنت من بقاء الوضع الراهن، قبل حرب الغفران وبعده. العديد من الاجناس لـ « الاعتدال » ظهرت، هذا الاعتدال الذي ولد داخل الاحزاب الكبرى وخارجها. ليغئال الون كان هنالك صيغة هي ليس هذا وايضا ليس ذاك، ولشمعون بيرس كان هنالك صيغة هي الشيء وضده، ولاسحق رابين كان هنالك صيغة. ولكن كلهم شاركوا في عملية الزراعة الجماعية للفظاظة الاسرائيلية، تلك التي سميت منذ سنوات السبعينيات « المركز المعتدل »، هذا ليس هنالك اي تغيير باستثناء كلمة تغيير، لم يوافق عليه. قانون لاسرائيل؟ نعم. تشريع آخر؟ نعم. تجنيد الحريديين؟ نعم. تجنيد آخر للحريديين؟ نعم. ولكن الاحتلال؟ الكولونيالية؟ آه، نحن لسنا يسار ولا يمين. نحن مع حل، عندما يحين الوقت. كما هو مفهوم. ليس الان.

إن من سُرحوا من الجيش بين 1967 و 1973 يخرجون بالتدريج الى التقاعد. جزء كبير منهم سووا أمورهم بصورة لا بأس بها في تلك السنوات، حيث كانت الاموال الامريكية تتدفق هنا. لقد وصلوا الى حرب يوم الغفران بدون ان ينسبوا بكلمة، بدون أن يحتجوا ضد المستوطنات، ضد الرفض الاسرائيلي على الرد بايجاب على أنور السادات منذ 1970. خلافا لليمين الاسرائيلي الذي عارض بضجة كبيرة كل مبادرة للسلام، لقد صمتوا. لقد كانوا الاغلبية الكبرى. لقد كانوا هم الغالبية الصامتة والغبية. هم متهمون ويحملون وزر حرب يوم الغفران. هم لم يتجرأوا على التفكير عن الذنب بعد الحرب.

احتجاج موتي اشكنازي عبر عن هذا الفراغ. الاحتجاج لم يكن ضد عدم تحقيق سلام، رفض مبادرة يارينغ، خطة روجرز، بل ضد « الفشل »، هي كلمة خدمت الجميع. ماذا كان الفشل؟ هذا المفهوم فارغ مثل يغئال يدين او يائير لبيد. ومن يصعب عليه التذكر: « احتجاج موتي اشكنازي » لم تتحول الى حركة سلام.

الاغلبية الصامتة – عرفناهم في الجامعة، في لقاءات أنوية الناحل، في شوارع تل ابيب أو القدس – كانت راضية. لقد تجذرت. بعد ذلك جُر قليلا في « اغاني حركات الشباب » (اغنية رائجة، بعد ان صعد الليكود للحكم). ان « الشرقيون سرقوا لنا الدولة »، ولكنهم لم يسرقوا لاحد اي شيء. الشرقيون لم يؤثروا على حياتنا. لقد اندمجوا في اتساع السيطرة على المناطق. هذا كل شيء.

المركز « الوسط » لن  يختفي من حياتنا ولا مرة. لقد جر معه حزب العمل. لقد جر الى داخله اجزاء من اليمين « المتعقل ». لقد ولّد تعبير « متعقل »، ووزع هويات تعقل لكل من وقف جانبا إزاء المظاهرات، رفض الخدمة، التماثل مع الفلسطينيين. يائير لبيد وآفي غباي هما التعبيران الواضحان والصريحان لهذه الظاهرة، الحفاظ على الوضع القائم. لبيد أكثر اضحاكا، صحيح، ولكن ليس واضحا من منهما يقود الجمهور الأكثر فراغا من أي فهم للحقيقة. نعم اليمين المسيحاني. مؤمن، بروح نتنياهو، بيوم القيامة، المركز مبني على الدهشة والاستغراب. بالامكان رجم الحريديين، وسارة نتنياهو، و « كاسري الصمت ». ولكن  الاحتجاج بشأن الاف المعتقلين السياسيين الفلسطينيين، التطهير العرقي في غور الاردن، غيتو غزة؟  أصبحت السياسة مقززة. اقترب يوم الغفران.

 انظري أيتها الارض أصبحنا غلاظ وأجلاف جدا.

 

كلمات دلالية