خبر أغاني مصرية تسخر من بوش وأشعار وفيديوهات وألعاب ساخرة

الساعة 05:32 م|16 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : القاهرة

لا يزال المصريون يحتفلون بسعادة بواقعة رجم الصحفي العراقي منتظر الزيدى للرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء في وجهه بالأشعار، حيث ألف مطرب شعبي شهير أغنية تسخر من ضرب بوش بالجزمة، وأطلق شعراء شبان عشرات الأشعار حوله، فيما ألّف آخرون وروّجوا بشدة لألعاب الكترونية تتيح لكل مستخدم للإنترنت ضرب بوش بالحذاء عشرات المرات ، فضلا عن مقاطع فيديو تسخر منه.

 

وتزامن هذا مع تبرير خبراء سياسيون ضرب بوش بالحذاء بأنه نتيجة "فشل" الإدارة الأمريكية وسياسة الرئيس الأمريكي، مؤكدين أن ما حدث "نتيجة طبيعية لقتل نحو 600 ألف عراقي واعتراف بوش بخطأ الحرب وعجز العالم عن محاسبة بوش لكونه رئيساً للدولة الأعظم في العالم".

 

فبعد 24 ساعة فقط على واقعة رجم صحفي عراقي للرئيس الأمريكي بوش بفردتي حذاء، وانتشار حالة من السعادة والبهجة بين النشطاء العرب علي الإنترنيت، اخترع نشطاء انترنيت لعبة جديدة تتيح لكل من يرغب في رجم بوش بحذائه الفرصة للتنشين علي بوش بعشرات الأحذية، وأقبل على تداولها نشطاء مصريون بصورة كبيرة.

 

وبلغ الإقبال على اللعبة درجة الجنون، حيث دخل عليها في غضون 24 ساعة الملايين من مستخدم الإنترنيت الذين ألقوا ملايين الأحذية على بوش، نجح قرابة 35 ألف في ضرب بوش بالحذاء في اللعبة حتى لحظة كتابة هذا الخبر!

 

ويظهر بوش في اللعبة وهو يتفادى ضربات الأحذية بطريقة رياضية بالانحناء كالتي فعلتها خلال ضرب الصحفي العراقي الزيدي له بفردتي حذائه، وفي في حالة إصابة الجزمة لبوش في اللعبة تقول لك اللعبة: (yes you can) أي (نعم تستطيع أن تضربه)!

 

وكان نشطاء استغلوا واقعة ضرب بوش بالجزمة أيضا في إنشاء فيديو على موقع يوتيوب بحيث يبدو ضرب بوش كمباراة في كرة القدم يعلق عليها الكابتن المصري مدحت شلبي وهو يقول (والجزمة تتطاير في وجه بوش) عبارته الشهيرة مع إحراز هدف: "هلا هلا هلا .. حلو يا بني.. كانت فين من زمان دي.. روعة.. هدف جميل جميل"!

 

أغنية شعبان عبد الرحيم

 

أيضا ركب المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الموجه وألف مؤلف أغانية أغنية جديدة تقول لبوش "خلاص مالكش لازمة.. تستاهل ألف جزمة (حذاء)..على اللي أنت عملته فينا".

 

وأعرب مؤلف أغانيه عن سعادته لضرب بوش بالجزمة وهو الذي سبق أن قام بتأليف عدة أغاني شعبية ضده غناها عبد الرحيم أيضا احتجاجا علي غزو العراق والانحياز لإسرائيل.

 

الجزمة نتيجة طبيعية للفشل السياسي

 

ويقول خبراء مصريون أن ضرب بوش بالجزمة- كما يسمي الحذاء بالعامية المصرية- نتيجة طبيعية لفشل السياسة الأمريكية، حيث يقول الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن موقف الصحفي العراقي ضد بوش جاء "كنتيجة طبيعية" لما انتهجته السياسة الأمريكية فى عهده تجاه الشعب العراقي.

 

ويقول الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أن فشل الإدارة الأمريكية فى بناء نظام سياسي وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب العراقي وراء ما حدث.

 

وأشارت الدكتورة منار الشوربجى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إلى وجود دلالات ومفارقات للموقف، وقالت "زيارة بوش للعراق كانت الأخيرة في نهاية إدارته، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجميل صورته".

 

وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي رأى المؤرخون أن "حذاء" خروشوف كان مجرد لحظة زائفة، وهى نفس الدلالة لبوش الذي سيظل حذاء الصحفي العراقي "رمزاً لفشل إدارته" فى كل شيء سواء الحرب أو الاقتصاد أو حتى كسب ود الشعب الذي ادعت أنها ستحرره.

 

الحذاء يساوي النووي!

 

وكان عدد كبير من النجوم والإعلاميين المصريين العرب قد احتفلوا بضرب الرئيس الأمريكى جورج بوش بالحذاء فى العراق، من خلال حلقة أمس الأول من برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة الفضائية المصرية، التي استمرت ما يقرب من خمس ساعات.

 

وقالت صحيفة المصري اليوم أن أكثر من 46 ألف اتصال ورد إلى البرنامج، نجح منها ما يقرب من 60 مداخلة هاتفية كلها حملت نبرة واحدة: فرحة.. شماتة.. وربما سعادة.

 

أولى هذه المداخلات كانت من الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الكبير جهاد الخازن، الذي استهلها بعبارة طغت عليها الفرحة: "يستاهل".. الخازن أكد أن اعتراف بوش بخطئه فى الحرب على العراق أعاد الأحزان لنحو مليون أسرة عراقية، لقى بعض أفرادها حتفهم على يد الأمريكان فى هذه الحرب، وأن الحذاء هنا هو رد الفعل الوحيد الباقى والممكن تجاه جرائم بوش فى هذه الحرب، خاصة مع الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.

 

أيضا أكد في الحلقة الكاتب الصحفي والنائب مصطفى بكرى أن الصحفى العراقى قام بعملية استشهادية، لأن الضرب بالحذاء هنا أقوى من أسلحة الدمار الشامل.

 

وقال دخلنا مرحلة ما بعد النووي..مرحلة الضرب بالحذاء وعلى كل ظالم أن يتحسس رأسه من الآن ويعرف أن حذاء سيطير فى اتجاه وجهه فى يوم من الأيام.

 

أما النائب الناصري حمدين صباحى فبدا سعيدا ضاحكا وهو يقول "والله ضرب الجزمة قليل عليه، وأقول للصحفي العراقي تسلم أيدك..وزي ما المسلمين رجموا الشيطان أثناء الحج بالحصى - وهى أطهر من أن يرجم بها بوش- رجم العراقيون بحذاء هذا الصحفي بوش، تمام زى ما الأمريكان ضربوه بالجزم فى الانتخابات".

 

كذلك قال النائب البدرى فرغلى أن العراقيين أعدموا بوش رميا بالحزم فى عيد الأضحى، زي ما هو أعدم صدام حسين فى العيد أيضاً.

 

ودخل في المناقشة عشرات الفنانين المصريين الذين أبدوا سعادتهم بضرب بوش، إذ أكد الفنان فاروق الفيشاوى أن ما حدث هو أسعد موقف فى حياتى كلها، وقال "أعيب على من يقولون إن تصرف الصحفى خارج عن المهنية واللياقة، وأقول لهم، طب هو بوش كان اتصرف بلياقة فى تعامله الوحشى مع العراقيين ولا موقفه السلبى من الفلسطينيين".

 

الأمر نفسه أكد عليه عدد كبير من الفنانين منهم نادية لطفى وحسين فهمى والمخرج محمد فاضل والفنان أحمد بدير الذى قال ساخراً: أنا بصراحة زعلان، أصل الجزمة ما لبستش فى وشه، كان نفسى تيجى فى وشه وتعلم كمان، عشان يعرف العرب ممكن يعملوا إيه، حسب تعبيره.