خبر شبهات نتنياهو لن تؤثر على طبيعة الصراع

الساعة 01:02 م|18 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

رأي مختصون في الشأن الإسرائيلي أن شبهات الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن تؤثر على طبيعة الصراع، وأن السياسة الإسرائيلية لن تتأثر بوجود نتنياهو أو غيابه، جاء ذلك في حلقة نقاشية نظمها مركز أطلس للدراسات تحت عنوان « شبهات نتنياهو وأثرها على الصراع ».

المحلل والكاتب السياسي هاني حبيب أكد على أن « نتنياهو بات يشكل ظاهرة أكثر منها فرد، ظاهرة متميزة ليس فقط بالفترة الزمنية، وإنما بقدرته على التلاعب بالمعطيات، وخلق معطيات للتلاعب فيها ».

وأعرب حبيب عن اعتقاده بأن ذكاء نتنياهو يجعله قادرًا على الاستمرار، وقادرًا على التملص من الإجراءات القضائية، مشيرًا إلى أنه ليس بالضرورة أن يتجه إلى حرب، فهو لن يُجر إلى القضاء، كما ان استطلاعات الرأي ترى فيه القائد الأمثل، وليس هناك بديل لنتنياهو إلا نتنياهو.

بدوره، أوضح المحلل السياسي طلال عوكل أن « ملفات الفساد بالنسبة لنتنياهو وعائلته قوية، وثمة مماطلة لها علاقة بالتوقيت والتوظيف، وبالتطورات المحيطة »، لافتًا إلى أن نتنياهو يحاول إيجاد مهرب: إما بانتخابات مبكرة أو مغامرة حربية.

ورأى عوكل أن السياسة الإسرائيلية بتركيز موازين القوى القائمة لن تتأثر بوجود نتنياهو أو غيابه، فهي ناجحة على الأرض ونحن كفلسطينيين نساهم في إنجاحها.

الباحث السياسي عامر عامر بيّن أن « التحقيق سيطول، وربما يصل إلى موعد يقارب الانتخابات العامة 2019، وكلما طال فإنه يؤدي إلى تداعيات أخطر علينا كفلسطينيين ».

وأردف بالقول « باعتقادي، فإن نتنياهو نزع رداء الوسطية التي كان يتكلم بها، واتجه نحو التطرف والتشدد، وانعكس ذلك في الموضوع الفلسطيني بحيث أصبح أكثر صقرية »، مؤكدًا على أنه يحاول أن يؤثر على جمهور اليمين من خلال المواقف السياسية المتطرفة، حتى يبقى زعيمًا داخل « الليكود ».

وأشار إلى أن « ضعفه أمام شركائه من اليمين جعله ينحو منحى أكثر تطرفًا وجرأة؛ هذا الضعف جعله يصدر قضايا جديدة ويعيد طرح قضايا أخرى ».

مسألة الحرب على غزة - بحسب عامر - مطروحة، لكن « لا أعتقد بأن نتنياهو سيلجأ لهذا الخيار ».

أما الكاتب توفيق أبو شومر فقد قال « علينا أن نحصر حديثنا في محورين: بقاء نتنياهو أو زواله ».

ووفق أبو شومر، فإن بقاء نتنياهو يعني إكمال ملف الاستيطان وملف التحالف الإسرائيلي - العربي الذي بناه نتنياهو بعمق، بقاؤه سيزيد الدور الإسرائيلي في المجال الدولي وخصوصًا الافريقي، كما ان بقاءه يعني استمرار حالة الحرب، وربما لن يغادر إلا بمغامرة حربية. أما زوال نتنياهو، فهو الخيار الأضعف بسبب عدم وجود حزب بديل وغياب قيادة بديلة.

من جانبه، أشار الباحث في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة إلى أن « إسرائيل دولة فاسدة، قامت على جريمة الفساد المنظم، هذا الفساد لا يتعلق بالفلسطينيين فقط، وإنما فساد داخلي وفساد حزبي؛ لذلك الفساد جزء لا يتجزأ من هذه الدولة. إسرائيل دولة ترعى الفساد في الخارج بتصديرها للجنرالات والخبرات والسلاح ».

وأوضح مهرة « بتقديري لن يكون هناك لوائح اتهام ضد نتنياهو، هناك فساد أخلاقي وليس جنائي ».

وتابع « هذه الشبهات قد تؤدي لمغامرات تجاه غزة أو تجاه المنطقة الشمالية، ولكن المستوى العسكري له وزن كبير جدًا في إسرائيل ولا يمكن لرئيس وزراء أن يقوم بمغامرة حربية أو حرب غير مبررة ».

وتساءل مهرة « بالنسبة لغزة، إسرائيل تقول بأنها الفترة الأكثر هدوءًا، فلماذا تغامر بحرب؟! أما شمالًا، ربما هناك تحضير لحرب، لكنها إن حدثت فلن يكون لها علاقة بشبهات نتنياهو، وإنما للحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية ».

هذا ورأي الباحث حسن لافي أن الشبهات ما هي إلا صراع بين قوتين: زعامة نتنياهو مقابل بعض رجال الأعمال الذين ينقمون عليه لأنه أبعدهم عن الخارطة الاقتصادية، وبالتالي لم يكن أمامهم إلا اللجوء للإعلام لإسقاط شخصية نتنياهو.

وأضاف لافي « هناك رغبة إسرائيلية بحرب على المنطقة الشمالية، ولكن هل توجد قدرة لذلك؟ »، مشيرًا إلى أن « مسألة غزة ممكن أن تتأجل لعدة سنوات حتى يتم إكمال الجدار ».

من جهته، لفت الكاتب والمحلل السياسي وجيه أبو ظريفة إلى أن « نتنياهو نموذج لإدارة الحكم في إسرائيل على الرغم من شبهات الفساد، وحتى لو اتهم نتنياهو فلن تسقط الحكومة ».

وشدد على أن استمرارية بقاء الحكومة كمطلب شعبي وحزبي، وبالتالي فلن تسقط حتى إكمال العمل على ثلاث نقاط: استمرارية الاستيطان، ضم الأراضي، والترحيل.

في المقابل، يعتقد الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية شاكر شبات أن « نتنياهو استنفد سياسيًا وانتهى دوره، ولم يعد قادرًا على تسويق البضاعة ».

وبيّن شبات أن « استمرار نتنياهو لن يساعد الإدارة الأمريكية في الصفقة الكبرى (صفقة القرن)، لذلك فإن من يقف خلف هذه الاتهامات هي جهات أمنية أمريكية لها وزنها وثقلها ».

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش أن « الشبهات ضعيفة ومبالغ فيها، بينما نتنياهو قوي وإنجازاته كبيرة ».

وأوضح أبراش أن « نتنياهو يهرب نحو التشدد أكثر حتى يحاول أن يظهر كبطل، ولتبدو الشبهات شيء صغير جدًا مقابل إنجازاته الكبيرة ».

وخلص مدير مركز أطلس عبد الرحمن شهاب بالقول « كفلسطينيين، أكثر تحليلاتنا مرتبطة بمتابعة الإعلام الإسرائيلي، ولكنها غير منفصلة عن رؤيتنا للقائد ».

وأوضح شهاب أن البعض يرى بأن التحقيقات قد تدفع نتنياهو للتصعيد للمساهمة في تغيير الأجندة. ربما هؤلاء متأثرون بفكرة القادة العرب الذين برروا دكتاتوريتهم وبقاءهم في الحكم باسم الثورة ومواجهة العدو الصهيوني.

وأضاف « آخرون يرون بأن نتنياهو قد يتأثر ويندفع نحو استقطاب أصوات اليمين لصالحه في مواجهة التحقيقات، ومن هنا يضطر للتصعيد ».

وأردف قائلًا « رأي ثالث قدر بأن نتنياهو على مشارف نهاية دوره السياسي، وبدأ الحديث عن خلفائه ومدي قربهم للحل مع الفلسطينيين ».

وبيّن شهاب أن هناك قاسمًا مشتركًا بين كل هؤلاء المحللين: فالتحليل معتمد فقط على البحث في البعد الشخصي لشخص رئيس الحكومة، وهذا يتماشى مع فكرة القائد العربية.

وتابع أن التحليل قائم على أساس ان شخص رئيس الحكومة قادر على ان يفرض أجندته الشخصية على كل مؤسسات الدولة، وهذا أيضًا يتماشى مع فكرة القائد العربية، كما أن التحليل قائم على أساس ان رئيس الحكومة ليس لديه أي بعد وطني، وأن مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، وهذا متماشٍ مع رؤيتنا عن الحاكم الفاسد.

وأشار شهاب إلى أنه « للأسف نصدق ان القائد الإسرائيلي يخضع للشفافية، ولا نتخيله عندنا ».

خلاصة القول ان فهم التوجهات الإسرائيلية تعتمد دراسة كاملة عن توجهات المجتمع وعن روح النظام السياسي وعن صفات القائد السياسي من ناحية الحزم والعقلانية وعلاقته بالمؤسسة العسكرية، من خلال التفكير بالمنطق الإسرائيلي عندما تحاول ان تفهمهم.

 

كلمات دلالية