خبر السعودية تعتزم فتح سفارة في القدس المحتلة

الساعة 07:58 ص|18 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

قال اللواء أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، ومسؤول العلاقات السعودية « الإسرائيلية »، والمقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إن بلاده تعتزم بناء سفارتها في « إسرائيل » قريبا، جاء ذلك في حوار تلفزيوني مع قناة 24 الإخبارية الإسرائيلية.

وجاءت تصريحات عشقي في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة نتنياهو عدم موافقتها مستقبلاً على افتتاح سفارات جديد في تل أبيب، وستشترط على الدول التي تقيم معها علاقات جديدة فتح سفارتها في القدس المحتلة وليس في تل أبيب.

وتتجاوز تصريحات عشقي تطبيع العلاقات بين البلدين إلى ضرب ثوابت القضية الفلسطينية بشأن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، وهو ما يعني ليس قتل المبادرة العربية (طرحتها السعودية) فقط، وإنما تصفية القضية الفلسطينية تماما.

وتتوافق تصريحات عشقي مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبة واشنطن في نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، خاصة أن السعودية تسير في ضوء توجهات السياسة الأمريكية، حتى وإن تعارضت مع سياستها ومصالحها ومصالح المنطقة والشعب الفلسطيني.

وسبق لعشقي أن سُئل خلال مقابلة مع « الجزيرة » متى ستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟ فأجاب: « عليك أن تسأل نتنياهو ».

وصرح نتنياهو ومسؤولون في حكومته، بينهم وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان، أن عددًا من الدول العربية باتت ترى في إيران العدو الرئيسي وليس إسرائيل، وأن القضية الفلسطينية ليست شرطاً لتطبيع العلاقات بينهما، الأمر الذي ينسف ادعاء السعودية باشتراط تنفيذ المبادرة العربية وتحقيق السلام في المنطقة، مما يجعل من المحتمل أن تشكل هذه الدول حلفًا لمحاربة إيران، وتناسي القضية الفسلطينية.

وفي مقابلة أجرتها dw دويتشه فيله، المؤسسة الإعلامية الألمانية، مع عشقي قال إن ترسيم الحدود مع مصر سيفضي إلى التعامل مع معاهدة كامب ديفيد.

أي أن المعاهدة لم تعد مصرية- إسرائيلية وإنما صارت دولية، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن « الإسرائيلية » والأردنية وغيرها من السفن التي تمر للبلدين، والمملكة ستنسج علاقة مع « إسرائيل » وشرط وجود هذه العلاقة هو موافقة إسرائيل على المبادرة العربية وتطبيقها، كما أكد أن السعودية مستعدة للتنازل عن المبادرة العربية التي تلزم إسرائيل بإعادة ترسيم الحدود والتفاوض على قضية اللاجئين، كما أن الرياض مستعدة وللحيلولة دون تفجر المفاوضات، وتأجيل التفاوض على تقسيم القدس، على أن يكون هذا الملف القضية الأخيرة بالمفاوضات.

ورحب عشقي بأي تعاون ومبادرات إسرائيلية، خاصة في المجال الاستخباراتي والتكنولوجي والقضايا التي ستضمن استقرار الحكم بالسعودية قبالة ما وصفه بـ« المؤامرات الإيرانية، موضحاً أن التقارب السعودي-الإسرائيلي يعتمد على وجود عدو مشترك هو إيران.

وكانت الصحافة السعودية قد رحبت بفتح سفارة في إسرائيل، حيث نشر الكاتب والصحفي دحام العنزي تغريدة دعا فيها السعودية، بصفتها قائدة للأمتين العربية والإسلامية، إلى أخذ زمام المبادرة وفتح سفارة إسرائيلية في الرياض؛ لتحجيم خطر العدو الفارسي، على حد قوله. وأعرب عن أمله في أن يكون اللواء أنور عشقي سفيراً للسفارة السعودية في إسرائيل. كما دعا إلى قبول إسرائيل كعضو في الجامعة العربية.

اما الصحافة الإسرائيلية، فقد دخلت هي الأخرى على الخط وكتب موقع معاريف أن السعودية في طريقها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك بعد أن أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي أن العدو المشترك لإسرائيل والسعودية هو إيران على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية.

وأضاف الموقع، أن ما يدفع للسعي إلى علاقات دبلوماسية بين الدولتين، هو ما سمع مؤخراً في السعودية عن دعوات لإقامة سفارة في إسرائيل.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية عن بدء علاقات اقتصادية بين إسرائيل والسعودية، شملت عمل شركات إسرائيلية في الخليج والسماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق المملكة، ويأتي ذلك بعد أن ذكر موقع »nrg" العبري، أن السعودية أبدت استعدادها لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في حال وافقت إسرائيل على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967.

وقال المصدر للصحيفة إن هذا الموقف لا يعتبر جديدًا من السعودية، لكنها أعادت تأكيد هذا الموقف بعد زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وعودة الحديث عن اتفاق إقليمي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وذكر المصدر أن السعودية طلبت وعدًا وضمانًا إسرائيليًا بالانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو، لكن ليس عليها الانسحاب فورًا، بل يمكن فعل هذا بالمستقبل، بحسب الاتفاق الذي يتوافق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون.

الإطاحة ببن نايف

من جانبها، ربطت سمدار بيري، محللة الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، بين الإقبال السعودي على التطبيع مع إسرائيل، والأحداث التي شهدتها السعودية، وأبرزها قرار الملك سلمان الإطاحة بولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز واختيار الأمير محمد بن سلمان خلفا له، والضغوط التي مارسها نظام عبدالفتاح السيسي على البرلمان المصري بالمصادقة على ضم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للسعودية وعقد قمة إسلامية أميركية بمشاركة 55 دولة.

كلمات دلالية